تنتج التقاطعات السياسية الإدارية والمالية ، في الأنظمة الديمقراطية ، رؤية تكاملية للتحول نحوإنجاز نوعي ، للملفات التي عادة ماتكون مورد خلاف ، وهي كثيرا ماتدخل في نطاق التطور الإيجابي ،بإعتبارها تطويرا اجرائيا للمشتركات الوطنية والفلسفية للدولة وسياستها الداخلية . من هنا نجد ان الديمقراطيات في العالم تتواصل بإثراء تجاربها السياسية في الحكم وشؤونه المتنوعة ، عبر هذا المنطق التكاملي ، وهو يعطي نتائجة في قوة التماسك الإجتماعي والتنمية المادية والثقافية وسلامة البنى الأخرى . الأمر نجده مختلفا مع التجربة السياسية العراقية، واقصد بالتحديد بالعلاقة بين حكومة بغداد اي الحكومة المركزية واقليم كردستان ، او في علاقة المركز مع المحافظات التي لم ترتبط بأقليم ..!؟ العلاقة كثيرا ماتسقط من مسار التفاهم والضوابط التي رسمها الدستور نحو التهديد والعداوة والخراب شامل ..!؟ كما استشرى بنا قلق الخوف من الحرب والإقتتال بين الأخوة والأشقاء في اكثر من مناسبة ، جراء الحشود العسكرية والتلويح بالقوة التي تلجأ له الحكومة المركزية في سلوك استعادي لما كانت تمارسه الأنظمة الدكتاتورية القاتلة لشعوبها ..!؟ كذا نجد الحال في العلاقة مع المحافظات الجنوبية والغربية والشمالية ، حيث تحل العقوبة كوسيلة وحيدة في وعي الحكومة ، في تنكّر تام لصفحات الحقوق والأتفاق والمواثيق القانونية والدستورية التي تحقق اللحمة الوطنية والأستقرار المجتمعي ومبادئ العدالة . الإجابة التي تقدمها حكومة المركز عادة ماتكون عقوبة انتقامية وهي قرينة الأبادة سواءا بالحرب العسكرية أو الحصار الأقتصادي ، كما نجد هذا يحصل الآن ومنذ شهرين في قطع رواتب الموظفين عن اقليم كردستان ،عقوبة تجويع شعب بأكمله ،نتيجة خلاف على نسب انتاج بكميات النفط ، حالة تشكل مقدمة لحرب عبثية عدوانية كافرة .!!؟؟ ان عقلية التابع والمتبوع أو الغالب والمغلوب ومنهج سيادة المركز وعبودية الأقاليم او المدن ، اصبحت جزءا من الأرث الدكتاتوري الذي يتفق العراقيون جميعا على رفضه ومحاربته بكونه علامة سوداء من زمن السلطة المطلقة والعدوانية العنصرية للنظام الفاشستي ، الذي اسقطته الإرادة الدولية قبل عشر سنوات .! مطلوب من حكومة بغداد ان تستيقظ من استغراقها الاستبدادي ، وتتذكر ان ربيع الحرية في العراق لم يتوقف ابدأ ، وان شعب كردستان لم يزل يحتفظ بمطرقة (كاوه) الحداد ..ويحفظ تعاليم الملا مصطفى البارازاني وهو يجمع الحطب بإنتظار اعياد نوزرو .. !؟
|