هيكلة الجيش الامريكي عام 2015م . . اسباب وتداعيات !

تختلف جيوش العصور القديمة عن الجيوش المعاصرة من حيث العدة والعدد وكان التركيز على الاكثرية لكسب المعركة لما تتصف به من الجانب المعنوي قبل المادي لترهيب العدو واهزامه قبل بدأ المعركة من خلال زرع الخوف والرعب في صفوفه ، ولعب الجانب الاعلامي دوراً حاسماً في النصر ، حيث يلزم القادة العسكريون الجيش بضرب الارض بقوة كي تصل الى عدوهم ، فضلاً عن استخدام الابواق وضرب التروس لايهام العدو بكثرة الجيش . اما اليوم بعد ان وصلت التقنيات المتطورة الى استخدام الاسلحة عن بُعد عن طريق الصواريخ البالستية والطائرات المقاتلة والقاصفة ويجري التعامل ما بين الهدف والسلاح الاقمار الاصطناعية ، مما يستلزم تقليص عدد الجيوش جراء تكاليفها العالية  وتحويل اموالها لتطوير وشراء التقنيات . امام هذه التكاليف الباهضة يُعلن وزير الدفاع الامريكي امام الكونغرس هيكلة الجيش الامريكي عام 2015م وتقليص النفقات الى (496) مليار دولار، واوضح الوزير ان الولايات المتحدة تُعلن الهيكلة جراء تطور التقنيات مما يستلزم استخدام الاسلحة والتقنيات الحديثة بدلاً من زيادة اعداد الجيش . ويأتي الاعلان الامريكي بعد اعتراف الادارة  ان الامة الامريكية تخوض اطول حرب خارجية شهدتها منذ تأسيسها مما يُشكل عبئاً مالياً كبيراً لا يستطيع الشعب الامريكي تحمله . حيث كلفت الحربين في افغانستان والعراق والنزاعات الاخرى اكثر من ثلاثة ترليونات من الدولارات وبالتالي سيستمر استنزاف الخزينة الامريكية ، فضلاً عن تعرض الاقتصاد الامريكي الى الازمة الاقتصادية في السنين المنصرمة بالرغم من تعافيه بنسب متدنية . ان هذا الاعلان المريب يظهر بين طياته مؤشر ضعف الاقتصاد الامريكي وتحميل ادارة ( بوش الابن ) مسؤولية ذلك وردع الصدع داخل الكونغرس واجراء تفاهمات بين الحزبين لسحب القوات الامريكية من افغانستان وعدم التدخل في حروب اقليمية ودولية مثلما اعلنها ( اوباما ) على خشبة جامعة القاهرة بعد تولي مهامه لامتصاص النقمة التي يبديها الشارع العربي والاسلامي اتجاه الولايات المتحدة . وبالتالي اسباب هيكلة الجيش دواعي اقتصادية في علنيتها ، ولكن تكمن اسباب اخرى وهي الدعاية الانتخابية لان عام 2015م سيكون قريب من الانتخابات الامريكية وتحميل صقور الحزب الجمهوري ما حدث . اعتقد ان السياسة الامريكية هي ذاتها منذ عهد ترومان ، اما التهديد باستخدام القوة او استخدامها فعلاً ، وبالتالي تتعاقب هذه الادارات بموجب تلك السياسة . السؤال المطروح هل ان امريكا قد انتبهت لما يحدث ام مجرد مزايدات سياسية لاثارة الرأي العام ومعرفة ردة فعل الشعب الامريكي ازاء ما يجري من تهديد وهمي او حقيقي قد يضرب الامة الامريكية ؟