مايسترو البصرة يقعده الشلل النصفي.. بقلم/ كاظم فنجان الحمامي


 








 
العراق تايمز: كتب كاظم فنجان الحمامي..

 
ما أن سمعت بإصابة الفنان البصري الكبير الأستاذ مجيد العلي بالجلطة الدماغية حتى هرعت لزيارته في منزله القديم بالمعقل, كان معي في زيارتي الفريق الطيّار (ناجح شناوة), وربما سبقنا إلى زيارته الأستاذ الموسوعي (إحسان وفيق السامرائي) أطال الله في عمره.

فنان أصيل عرفته البصرة كلها بأغنيته الجميلة (يا بو بلم عشّاري), التي غنّاها الراحل فؤاد سالم بصوته العذب, تلك الأغنية التي تحولت إلى أنشودة شعبية شجية ترددها الحناجر المنتمية إلى ضفاف شط العرب, وتحييها الفرق الموسيقية في أعراس وأفراح القرى الريفية المختبئة في بساتين الخورة والسرّاجي وغابات كتيبان والصنكر.
الفنان مجيد العلي عازف متمكن على آلتي العود والكمان, وملحن مبدع من الرعيل الأول, الملتزم بقواعد الفن الأصيل, ولد في البصرة عام 1933, وأكمل دراسته الابتدائية في مدرسة (كردلان) في التنومة, وأكمل المتوسطة والثانوية عام 1956 في الإعدادية المركزية بالعشّار.

تعلم العزف على آلة الكمان على يد شقيقه الأكبر (فرحان), وتعلم كتابة النوتة الموسيقية في مدينة الفاو على يد الفنان الأيرلندي (داولنك), وهو أول من أسس فرقة نادي الاتحاد الموسيقية (1953), وأسس فرقة نادي الميناء الموسيقية (1960), وأسس فرقة نقابة الموانئ الموسيقية (1971), وفرقة نقابة الفنانين (1974), وأسس وترأس فرقة البصرة للفنون الشعبية (1976), وأسس وترأس فرقة تلفزيون البصرة عام (1983), ومن أعضاء جمعية الموسيقيين العراقيين, وعضو في نقابة الفنانين العراقيين, وعضو الهيئة التحضيرية لنقابة الفنانين في البصرة, وهو معد ومقدم البرنامج التلفزيوني (مواهب من الجنوب), والبرنامج التلفزيوني (عالم النغم), وشارك في المهرجانات الموسيقية في روسيا, وتونس, وألمانيا, والجزائر.

عمل محاضراً لمادة الموسيقى في معهد الفنون الجميلة بالبصرة, وخبيراً موسيقياً, ومحاضراً في كلية الفنون بالبصرة, وارتبط بصداقات حميمة مع مجموعة من الفنانين العراقيين والعرب, نذكر منهم: محمد القبانجي, ويوسف عمر, وناظم الغزالي, وجبار عكّار, وسعدون جابر, وداخل حسن, وأحمد الخليل, وعارف محسن, ورياض أحمد, وفاضل عواد, وياس خضر, ورضا علي, والهام المدفعي, ووديع الصافي, وفهد بلان, والموسيقار أحمد الحفناوي, وكارم محمود, وصالح الحريبي, وعازف الناي محمود عفت.
لحن أوبريت (نيران السلف), وأوبريت (أفراح الموانئ), وأوبريت (دواغ الفرح), وأوبريت (هبط الملاك في بابل), ومسرحية (الأميرة القبيحة), ولحن عشرات الأغاني والقصائد, وله مجموعة كبيرة من المؤلفات الموسيقية. غنى له فؤاد سالم, وعارف محسن, ونوفل عبد الجليل, وعبد الجبار البصري, وحبيب الدوركي, وغنت له ذكرى, وسهى, وأمل خضير, ومائدة نزهت.

يعتكف الآن في بيته على فراش المرض, بسبب الشلل المفاجئ الذي أصاب النصف الأيمن من جسمه النحيل, بانتظار أن تلتفت إليه المؤسسات الثقافية في البصرة لتوفر له العلاج, وتقدم له العناية الطبية اللائقة.
تكلمنا بحزن قبل بضعة أيام عن رحيل الفنان البصري فؤاد سالم, وتحدثنا طويلاً عن خضوع الفنان الكبير (طارق الشبلي) للعلاج بالأشعة الذرية, وها نحن الآن نتحدث عن فارس آخر من فرسان تراثنا الموسيقي, ورائد كبير من رواد الفنون الشعبية البصراوية الأصيلة. آملين أن تنهض الجهات المعنية بواجباتها الوطنية, وتسارع لتوفير العناية والرعاية لرموز العلوم والفنون والآداب, الذين أقعدهم المرض, في هذه المدينة المينائية العائمة فوق أكبر بحيرات الثروات النفطية في عموم كوكب الأرض.