امتيازات للصدامين.. |
عندما كان الزمن يسير وفق رغبات الطاغية, جاع الشعب وضاع في غيبة عصر النسيان, لا يرى النور, بل عاش في ظلام دامس, جعل من البلد سجن كبير, نعمل ونتكلم, بما يريده منا القائد وحزبه, صفقوا نصفق, ارقصوا على جراحات أخوانكم, نرقص و نغني, لكي نرضي المسؤولين, المتسلطين على رقابنا, ومنهم أخوان لنا في المذهب, بل حتى الحيطان والأبواب, وقفت مع الطاغية, تراقبنا وتنقل أخبارنا. أما ما يدور من حديث سياسي, فقد كنا نتكلم بهمس فيما بيننا, فالمراقبة شديدة, والتخوف أصبح هاجس العراقيين. لقد مزق البعث العائلة العراقية, عندما جعل الأخ, يكره أخيه من اجل مصالح حزبية, تارة ومادية تارة أخرى, زرع الحقد, في جسد العراق, وزرع الفرقة بين أبنائه, و شجع على الطبقية, والمذهبية, وخصوصا بعد الانتفاضة المباركة, تعامل بكل قسوة وعنف مع أهالي المحافظات الجنوبية, وقتل منهم مقتلة كبيرة, لازال أثارها إلى اليوم, شاهدة. ما يحزن المواطن هذا الاندفاع نحو البعثيين, وتقريبهم, وأعادتهم إلى السلطة, والى مراكز القرار, الأمني والسياسي, وكأنها جدولة وترتيب, عن سابق تخطيط, تكون الخطوات, بان هناك صدامين, والمصالحة ليست معهم, ولكن على ارض الواقع هم صدامين بامتياز, والمشكلة تصرف لهم أموالا طائلة, ورواتب, وامتيازات, لم يحصلوا عليها ذوي الشهداء والضحايا, إلى يومنا هذا, والسؤال لماذا؟ هل الصدامين أصحاب حق؟, أكثر ممن ضحوا بأنفسهم وأموالهم, لماذا هذه الاستهانة بدماء شهدائنا؟, ما السر في ذلك, الولاية الثالثة, تبا لها! أم السلطة الفانية! الى اين تريد أن تصل بهذا البلد؟, التاريخ يسجل ولا يظلم أحدا. من وقف مع الشعب يوما ما, وأنصفه لابد يوما يكافئه الشعب, ولو بعد حين, لكن من استخف بدماء شهدائه, سيعاقبه الوطن والمواطن, فلا تسيروا على طريق الطغاة, وتعلموا الدرس, كما قال تعالى(واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون . |