القطط المجنحة والببغاء

يقول المولى جلال الدين الرومي..
.(لو صار القط مجنحاً لأختفت من دنيانا العصافير).
لا يعلم المولى أن كل السياسيين تجنحوا، فأختفت كل الطيور، وتناسخت أرواحها بعد أن عبرت نهر الحياة، لتصير ضفادع صفراء ، تقفز من قاع لقاع ، منققةً صبحا وليلٌ ومساء، تخاف إن مر عليها طيف فيه صور التحليق في المساء.
لكل مسؤول جناح للحكم وللمعارضة جناح ،،، قائد في الحكومة وفي الليل قائد الإرهاب،،، نائب يدافع عن حقوق الشعب، ويشرع للفساد ،،، جناح للفقه ومكتب إرشاد وجناح آخر للسياسة لهو اخطر باب،،، إختلت التوازن في عقولهم ، وتجاوزوا على قانون الطبيعة ورشحوا قانون الغاب، ألا يعد باب هذا التجنح من باب الإرهاب ؟؟؟
من قصص جلال الدين الرومي المشهورة والهادفة، قصة الببغاء..
إقتنى احد التجار ببغاءً ليتسلى على غنائه هو وافراد عائلته، وذات مرة أراد التاجر الذهاب الى الهند، فسأل كل افراد العائلة عن حاجاتهم التي يودون ان يصطحبها معه حين عودته اليهم، فكان للبغاء حاجة خفيفة، ولطيفة، وهو إيصال رسالة لأقرانه في الغابة، ولكن فحوى الرسالة كانت غامضة على التاجر، إذ قال فيها لأقرانه ...
يامن تنادمون ملاحكم الحسان الفاتنات، هئنذا أشرب كأساً قد حفل بدمي...!!!
التاجر لم يفهم منها شيئا فرفض إيصالها، ولكن حين عودته قابلته ببغاوات كثرٌ على الطريق، فقال لهم التاجر أن أخاكم القاطن في دارنا يبلغكم، هذا القول..وسرد عليهم القول.....يامن تنادمون ملاحكم الفاتنات....... الخ
فقالوا له أحقا قال هذا ..؟؟ قال نعم..! فضرب أحد الببغاوات رأسه في جذع الشجرة بقوةٍ حتى أدماه فسقط ومات ، فندم التاجر وتمنى أن لم يخبره، ولكنه حين عاد، قص على ببغائه ماحصل، فما أن سمع الببغاء بهذا، مات هو أيضاً، فحزن التاجر، وفتح القفص ورماه على تل من الرمل، فطار الببغاء ، ولكن التاجر إستحلفه ان يقف برهةً ليستفهمه، عن رسالة الببغاء الميت !...فقال له إني شكوت لهم سجني، فضرب أخي رأسه امامك ومات، ورسالته لي هي أن إصمت، لأنك لطاما تغني لن تتحرر، وستبقى أسير القفص، كما هو شعبنا، الذي قفصة، هو المحاصصة والطائفية، وقططاً مجنحةً، تتسابق بالمترد على الآخلاق والفضيلة، لتحرم شعبها من المعاشرة الطاهرة الكريمة في سماء الحرية الإنسانية.
لن ينجوا شعبنا من واقعه بطابع الفطرة والغريزة ولن تُطيِّب أنفاسه معاذيره..
يقول المطرب الشهير بوب مارلي...حرروا عقولكم من العبودية في الأذهان، فليس سوانا من يحرر عقولنا، ولاتخشوا الطاقة النووية، فهي لاتستطيع إيقاف الزمن.