في وسط هذا الشارع اللجب الصاخب يقف المرء عبر توقفات لساعات طويلة وفي طوابير مملة مجزا الاوصال متذمرا تعتاره الحيرة والقلق للوصول الى مستشفى او قاعة امتحان او تسببا للرزق اوقضاء عمل او معاملة او وصولا لدائرته وقت بدء الدوام..ونحن الان بصدد اسباب هذه الازدحامات والحلول الناجعة السريعة وليس الترقيعية على وجه النقد البناء تجاه المصلحة العامة.
شوارع مدينة الف ليلة وليلة تمتاز بكثرة(الطسات والحفر) وهي المطبات الطبيعية التكوين نتيجة الاهمال وعدم الادامة ومواد التبليط غير القياسية اي – المغشوشة – وهذه المطبات هي وسط العاصمة وفي احيائها المتطورة كالكرادة والمنصور والمسبح والعرصات والربيعي و62 و52 والنضال والسعدون وهي تنتاب ازقتها الحفر وطفح المياه الثقيلة واكوام النفايات وكان مسؤلي العاصمة لم يمروا او يشاهدوا بام اعينهم ذلك الوضع المتردي وكثيرا ما تحدث حالات الاصطدام المرورية جراء التوقف المفاجيء للعجلة وعاصمة الثقافة تعد من اكثر عواصم العالم تحضرا(بالطسات ).
اما (الستوتات) المنتشرة في بغداد والتي هي جزء اخر من المشكلة حيث انها وسيلة نقل بدائية ويستخدمها الباعة المتجولون واصحاب الحرف وسائقيها من الفتيان وصغار السن الذين لم يبلغوا سن الرشد او العقل حيث ان اغلبهم(زعاطيط) يستهترون بقواعد السير والاخلاق حيث ان اغلبهم لا يجيد فن السياقة ناهيك عن مرورهم عكس السير وضرب الاشارات المرورية والحوادث المؤسفة نتيجة استخدام هذه العجلات التي اكل الدهرعليها وشرب,وحيث ان هذه الدراجات النارية دخلت البلد بصورة عشوائية بعد عام 2003 دون تخطيط او قواعد مرورية وتمثل منظرا لا حضاريا اذا ما قارنا عاصمتنا دار السلام الحضارية وعواصم المترو والسيارات الكهربائية السريعة والانفاق والمحلقات المرورية حتى في اعماق البحار.
اخذ الموطنون يتذمرون من كثرة ساعات الوقوف والانتظار في كل شوارع بغداد دون استثناء التي تنتابها الازدحامات المرورية اليومية وحتى ايام العطل والجمع وحتى اثناء الليل بسبب كثرة السيطرات التي تطرقنا لها في موضوع سابق عنوانه(بين سيطرة وسيطرة...سيطرة) ويعاني الموظفون والطلبة والمرضى خاصة بالوصول الى مناطقهم بسهولة حيث يضطر الكثير منهم الخروج عند ساعات الصباح الاولى عند الفجر لتفادي هذه الاختناقات المرورية ووصولهم في وقت مبكر لدوائرهم واماكن عملهم وهناك اسباب اخرى تضاف على ما شخصناه الا وهو عدم تسقيط موديلات السيارات القديمة وانتشار الاعداد الكثيرة من الدراجات النارية - والستوتات- والعربات التي تجرها الخيول والحمير وسبب اخر الا وهو غلق بعض الشوارع الفرعية والجسور وعدم وجود المحلقات والانفاق الضرورية لكثافة السيارات في شوارع قديمة وقد تؤثر بعض اخلاق السواقين بالاجتيازات الخاطئة من جهة اليمين وخاصة في التحويلات المؤقتة وداخل السيطرات التي تفتح ممرا واحدا فقط لشوارع تتسع احيانا الى اربع او ست ممرات ويحز بالنفس ان اغلب سواقي بغداد لا يمتلكون اجازات سوق عمومية او خصوصية وفق الضوابط التي كان معمولا بها في السابق ويقتضي على المتقدم للحصول على اجازة السوق العمومي مثلا الذي كان يخضع لدورة ميكانيك السيارة ودورة السياقة التي تتضمن صعود ونزول المرتفعات والرجوع للخلف بالسيارة لشارع متعرج او رجوعه لشارع ضيق يحمل الرقم 8 بالانجليزية وبعد نجاح السائق بهذه الدورات ياتي الاختبار الاخير في الميدان حيث يقف مع شرطي المرور ويحمل عى ذراعة عنوان (سائق تحت التدريب) ليتقن اشارات المرور وحوادث الدهس والاصطدام وغيرها, وعند نجاحه يمنح اجازة السوق وهكذا,هذا هو النظام وهذه قواعد الحضارة في الشارع...اما الان وللاسف الشديد نرى اكثر من 90%من السواقين لا يمتلكون اجازات سوق وان اكثر من 40% من فئة الشباب دون سن الرشد هم في الشارع وهذا يسهل عمليات السوق العشوائية والاستهتار الاخلاقي بحق المواطنين ولا نجد مبررا من اخواننا الاعزاء من رجال المرور الصامدين في عدم محاسبة المخالفين الذين لا يحملون اجازات سوق لمركباتهم ومحاسبة الذين لا يشدوا احزمة السوق وهي اقلل ضررا على الشارع حيث ان معدلات السرعة في هذه الازدحامات لاتتجاوز20 كم في الساعة وان حزام الامان وجد للسرع العالية والطرق السريعة .
واخيرا نناشد المسؤلين في العاصمة بغداد ما فائدة حدائق تحت الجسورغير مستغلة للترفيه الاجتماعي ؟ وان (الطسات) والمطبات يكاد لا يخلو منها اي شارع او زقاق في بغداد وهل طبق المثل القائل(من فوق هلله هلله ومن تحت يعلم الله).
ان العاصمة بغداد لا زالت بعيدة كل البعد عن التطور المبتغى وبعيدة عن امتلاك قلوب مواطنيها ولا زالت عاجزة ان تلحق بركب العواصم المجاورة على اقل تقدير كطهران وعمان والكويت والرياض ودمشق ولا زال المسؤولون في امانة بغداد عاجزين عن غرس شعور الرضا والطمانينة في نفوس مدينة الف ليلة وليلة.....!