شركة نفطية تعترف بدفع رشاوي بملايين الدولارات لمسؤوليين عراقيين بوزارة النفط من اجل استخدام رابع ايثيل الرصاص السام في الوقود

العراق تايمز - لازلت الشركات النفطية البريطانية الامريكية على استمرارها في نهج التلاعب في مجال النفط بالعراق، حيث نشرت بعض الصحف البريطانية مؤخرا قيام  شركة البترول الانجلو-أمريكية بتصدير الوقود الذي يحتوي على رابع إيثيل الرصاص إلى العراق، علما ان وزارة البيئة العراقية  قد منحت منذ عامين مهلة 6 أشهر لوزارة النفط العراقية  من اجل وقف استخدام الرصاص السام في معاملة وقود البنزين، غير ان هذه الاخيرة لم تلتزم بذلك و طلبت إرجاء الموضوع الى منتصف السنة الحالية ,فيما ابدت وزارة البيئة اعتراضها على ذلك وقامت بمطالبة وزارة النفط مرة اخرة بعدم استيراد مادة رابع اثيلات الرصاص التي تدخل في عملية تكرير الوقود, وذلك بتاريخ الثالث عشر من تشرين الثاني من سنة 2012, الا انه تم تجاهل هذا الالتماس.

لقد قامت شركة بترول البريطانية أمريكية التي تنتشر معاملها في المملكة المتحدة ببيع وقود يحتوي على الرصاص السام للدول النامية، التي تعاني من الفساد، حيث تقوم الشركة المذكورة بدفع رشاوى واتاوات للمسؤولين في المجال بتلك الدول الفقيرة, بغية استمرار تدفق مبيعاتهامن ذلك الوقود السام هناك.

وذكرت بعض المصادر المطلعة ان هذه الشركة النفطية مدانة برشوة مسؤولين أجانب للإبقاء على مبيعاتها من الوقود السام, بالإضافة إلى استمرارها في بيع مواد كيميائية خارج البلاد للدول النامية غير المستقرة، بالرغم من الخطورة التي تشكلها هذه المواد على صحة البشر. 

وأضافت ذات المصادر, أن منظمات البيئة دعت الحكومة البريطانية إلى فرض حظر على شركة أنوسبيك (أوكتيل سابقاً) بسبب ادعاءات ضدها بأنها الشركة الوحيدة بالعالم التي ما تزال تنتج وقودا يحتوي على رابع إيثيل الرصاص.

 

تجدر الاشارة الى ان مادة رابع الإيثيل محظورٌ استخدامها في بريطانيا, فيما لا تزال تلك المواد سارية العمل في بعض الدول الفقيرة من ضمنها العراق والجزائر وأفغانستان واليمن وبورما وكوريا الشمالية.

هذا وقد اعتزمت هذه الشركة النفطية وقف إنتاجها ومبيعاتها من الوقود الذي يحتوي على رابع الإيثيل بحلول نهاية عام 2012، الا انها على ما يبدو لم تستطع مقاومة هذا الوضع وعادت لتحديد موعداً نهائياً جديداً بنهاية السنة الحالية لوقف التعامل في هذه المادة الكيميائية التي جنت منها أرباحاً كثيرة.

 

اظهرت بعض الدراسات الامريكية حجم الأضرار التي تسببها هذه المادة السامة على الأطفال بمرور الوقت، بما في ذلك التأثير السلبي على الجهاز العصبي وتراجع معدل الذكاء لديهم قبل الوصول إلى سن البلوغ.

وقال أحد العلماء البريطانيين في تصريحات لصحيفة الإندبندنت إن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات من أجل التوثيق الجيد لتأثير مادة رابع إيثيل الرصاص على الجهاز العصبي للأطفال والذي يتسبب في سلوكهم العنيف. وكشفت دراسة علمية أعدتها جامعة بابل في السادس من تشرين الأول الماضي عن ارتفاع نسبة الرصاص في حليب الأمهات المرضعات في المحافظة فوق النسب المسموح بها دولياً. ونقلت إحدى وكالات الأنباء عن مصدر في الجامعة رفض نشر اسمه قوله إن, الدراسة شملت مجموعة من النساء المرضعات من خلال تحليل الحليب الذي يرضعنه لأطفالهن، وقد تبين أن نسب الرصاص فيه تفوق المعدلات الطبيعية المسموح بها دوليا بعشرات الأضعاف. وذكر المصدر أن, أسباب ارتفاع نسبة الرصاص في حليب الأمهات يعود إلى تلوث المياه والهواء نتيجة ارتفاع معدلات عوادم السيارات في المحافظات العراقية واعتماد هذه السيارات على وقود البنزين المشبع بالرصاص خلافا لما هو متبع في دول العالم التي تستخدم وقودا صديقا للبيئة. وأضاف أن, ارتفاع نسبة الرصاص في حليب الأمهات يخلف أجيالا من الأطفال تعاني نقصا حادا في الذكاء ورغبة عدائية في سلوكهم العام، فضلا عما يسببه هذا العنصر الخطير من أمراض مختلفة ربما تظهر في مراحل لاحقة من عمر الرضيعوأوضحت الصحيفة البريطانية أن المخاطر الناتجة عن هذا النوع من الرصاص أدت إلى حظر استخدام الوقود الذي يحتوي عليه من الاستخدام بالدول الغنية في سبعينيات القرن الماضي. وكانت بريطانيا آخر دولة منعت استخدامه، حيث إنها أوقفت استخدامه تماما في عام 1999. وأضافت أنه تم التأكد من أن شركة أنوسبيك ما تزال تصدر الوقود المضاف إليه الرصاص إلى العراق واليمن والجزائر، وأقرت الشركة بأنها ما تزال تبيع ذلك الوقود لعدد محدود من الدول. وذكرت الصحيفة أنه تمت إدانة الشركة منذ عامين أمام المحاكم البريطانية والأمريكية بتهم تقديم رشاوى إلى المسؤولين بالعراق وإندونيسيا من أجل تأمين استمرار صادراتها من هذا الوقود خلال الفترة بين عام 2000 إلى 2008، كما أقرت الشركة بأنها دفعت رشاوى إلى فريق العمل بوزارة النفط العراقية في عام 2006 من أجل ذلك الغرض أيضا.

كما اشارت الى, إن الشركة كانت قد اقرت في سنة 2010 بدفع رشاوى بملايين الدولارات إلى مسؤولين في وزارة النفط العراقية لاستخدام رصاص رابع إيثيل، على الرغم من هول مخاطره الصحية, واردفت أن رصاص رابع الإيثيل أضيف لأول مرة إلى الوقود في عام 1922 عندما اكتشف الكيميائي الأمريكي توماس ميجلي أنه يساعد على حرق الوقود ببطء وبشكل أكثر سلاسة، إلا أنه تم اكتشاف أن إضافة الرصاص يضر بصحة الإنسان لآلاف السنين.

تجدر الاشارة الا ان وزارة البيئة العراقية اعربت عن قلقها الكبير من ارتفاع مستويات الرصاص في أجواء العراق إلى أكثر من عشرة أضعاف الحد الطبيعي المقرر.