معاني الكمال الحسيني في زيارة وارث

 






ان القارئ وبتمعن وتدبر لزيارة وارث الوارد في حق الإمام الحسين (ع) يلمتس جملة من المعاني السامية التي وردت في شخص الإمام من حيث تجمع كل الصفات والمناقب التي كانت للأنبياء السابقين والأولياء الصالحين لتظهر في هيئته ونفسه الزكية , فالبداية كانت في ادم عليه السلام فعند ذكرنا لأدم نرى ان الحسين ورث ادم من حيث الصفوة والاختيار الإلهي خلافة الأرض والحسين في إرساء وتجديد الرسالة المحمدية ....وهو قوله تعالى (ان الله اصطفى ادم ونوح وال إبراهيم وال عمران على العالمين ) وال محمد من آل إبراهيم وقوله تعالى (إني جاعل في الأرض خليفة ...) وهو ادم فالحسين الخليفة من دون الناس وهو وارث نوح عليه السلام من حيث انه لم يؤمن من الناس الا من قد امن بنوح والحسين وقف على ارض كربلاء ومعه أنصاره , القلة المؤمنين به , وكأن الامر اشبه بسفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق وهو , غير ان نوح نجا من الطوفان الى الارض التي سيلد فيها الذرية التي تمكث في الارض لتملئ ركب الرسالة الا ان الحسين قتل واستشهد ليمهد السبيل الى القادمين بعده ليكملوا الدرب وانصاره كانوا في سفينته الى ابحرت الى ربها لترسوا في جنان الخلد , والحسين ايضا وارث موسى (ع) في تحمل وتبيلغ الرسالة الى بني اسرائيل والصبر عليهم وهو من عبر بهم البحر الى الجانب الاخر ومن خالفه غرق وهلك والامر نفسه يصدق لسيد الشهداء في ان المخالفين غارقون في سيئاتهم وخطاياهم في عدم النصرة والتخلف عنه , اما وراثة ابراهيم فهي ان ابراهيم كان وكما يقول القران( امة من دون الناس ) والحسين كان هو الامة التي تتجسد في شخص واحد على عرصات كربلاء وقومه يريدون قتله كما اراد قوم ابراهيم حرقه , واما وراثة عيسى( ع) فتتمثل في الاصطفاء الالهي ليرفع من دون الناس الى العلي الاعلى والحسين اجتباه الله واختاره الى جنبه مخلصه من هذه الدنيا الدنية وله مكانة لا تنال الا بالشهادة , فهو اذن وارث جميع خصال الانبياء اولي العزم والرسل وحيث ورد له كل ما لهم , وهو ايضا وارث الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم ) من حيث اكمال الرسالة واعادة هيكلتها لما اصابها من الشوائب وهو ايضا وارث علي المرتضى عليه السلام في نفس المضمار من حيث اكمال درب الجهاد والقتال الذي بدأه الامام امير المؤمنين في محاربة المارقين والناكثين والقاسطين وهو لا يرى الموت الا سعادة والحياة مع هؤلاء الضالمين الا برما , وهو قوله ( خط الموت على ولد ادم مخط القلادة على جيد الفتاة وما اولهني الى اسلافي اشتياق يعقوب الى يوسف وخير لي مصرع انا لاقيه كأني باوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء , لا محيص عن يوم خط بالقلم , رضا الله رضانا اهل البيت ,نصبر على بلائه فيوفينا اجور الصابرين )

 

Hussein_abass1979@yahoo.com