متى نتعلم من دروس الانتخابات ؟ |
العراق تايمز: كتب كاظم فنجان الحمامي.. نحن في العراق نؤمن إيماناً قاطعاً بالحديث الشريف, الذي يقول: (المؤمن لا يُلدَغ من جحر مرتين), لكننا لا نطبقه ولا نعمل به, ولم نتسلح بما فيه من حكمة نبوية لا تقدر بثمن, فلم نستفد منه عندما ذهبنا إلى صناديق الانتخابات في المرات الماضية, وهكذا تعرضنا أكثر من مرة لمتوالية غير منتهية من اللدغات والعضات والوخزات, التي جاءتنا من الصناديق نفسها, من دون أن نتعلم من هفواتنا التي ارتكبتاها بمحض إرادتنا. . كنا دائماً ننتخب الذين يخدعوننا ويكذبون علينا, ولا مانع لدينا من انتخابهم في المرة القادمة, فنحن لا نستشعر تنكرهم لنا, ولا ندرك حجم الأضرار والخسائر التي جلبوها لنا, ولن نحس بلدغاتهم المسمومة, فقد اعتادت ذاكرتنا المعطوبة على حذف الهموم والآلام, فتجاهلت الكبوات والعثرات, ودأبت على العفو والتسامح, حتى فقدت قدرتها على الاحتفاظ بصفعات الماضي القريب, أما المآسي البعيدة فقد وضعناها في خانة النسيان وقفنا معهم عندما قالوا لنا: أن اليد التي تتوضأ لا تسرق, وتعاطفنا معهم عندما قالوا لنا: إنهم تحملونا وتحملوا مشاكلنا تلبية للتكليف وليس لنيل التشريف, فتحدثوا معنا عن مكارم الأخلاق وعن العفة والنزاهة والمفردات الأخرى, التي لا يتذكرونها إلا قبيل الانتخابات. أغلب الظن أنهم سيطلون علينا هذه المرة بمكياج مختلف, وملصقات كبيرة ملونة, وواجهات براقة, وعناوين مبهرة, وشعارات مغرية, وكيانات جديدة, وأجندات مبتكرة, بعدما برعوا بلعبة الانشقاقات, وأتقنوا الغش والتضليل والتمويه والخداع والمراوغة. لقد نسينا ما فعلوه بنا في السابق, وسوف نعود لانتخابهم مرات ومرات, لأننا لا نقرأ ولا نكتب, ولا نتقن الحساب, ولا علم لنا بطرقه العددية, ولا نعرف بالضبط حجم الملايين التي نهبوها والأموال التي سرقوها, والعقارات التي استحوذوا عليها, ولا ندري بالضبط كم بلغت أرصدتهم في البنوك العالمية. ربما سيجلبون معهم الذين فروا قبل بضعة أعوام خارج العراق لعلمهم المسبق بأننا على أتم الاستعداد لنسيان الجرائم وتجاهلها, وعلى أتم الاستعداد لسماع عباراتهم الملفقة, ولهجتهم المنمقة, ومفرداتهم الخادعة, وسنستمتع كثيراً بما سيقولونه لنا من وعود كاذبة, وحكايات لا صحة لها. قالت العرب: حبل الكذب قصير, أما عندنا فهو أطول من سور الصين, وأمتن من أمراس السفن الخرافية العملاقة, لكننا لا نراه, بل لا نريد أن نراه, ولا نصدق من يتحدث معنا عنه في بلد يوشك أن يحتضر في دهاليز الانقسامات والانشقاقات والعداوات. والله يستر من الجايات
|