يا عراقا ضحكت من صبره الامم


اتصال تلفوني قصير من الابن مهدي بابيه هادي العامري تسبب في امتناع مطار بغداد الدولي من استقبال طائرة لبنانية تابعة لخطوط شركة طيران الشرق الاوسط تقل 71 راكبا على ظهرها بعد مرور20 دقيقة على اقلاعها لان الطائرة لم تنتظر ابن الوزير الذي لم يحضر في الوقت المحدد حسب ما يقول مروان صالحة، القائم باعمال رئيس الشركة الذي صرح للصحافة بان الرحلة، التي كان من المقرر اقلاعها في الساعة 12:40 بحسب توقيت غرينتش، تأخرت ست دقائق عن الموعد المقرر بسبب انشغال موظفيها في البحث عن مهدي العامري وصديقه في استراحة رجال الاعمال.
مهدي ابن هادي العامري ليس له سلطة منع الطائرات من الهبوط في مطارات العراق، فهو ليس وزيرا او مديرا عاما للمطار، كما ان الطاقم المسئول عن اقلاع وهبوط الطائرات يجب ان لا يخضع لنزوات اولاد المسئولين، فهو طاقم لا بد وان يكون مهنيا وليس ملائيا مثل اغلب طواقم الحكومة، فعلى الارجح ان اوامر اعادة الطائرة ادراجها، هي اوامر صدرت من الاعلى، وعلى الاغلب من الاب القاعد على كرسي وزارة النقل هادي العامري الذي يبدو انه امر بعدم السماح لاي طائرة بالهبوط ان لم يكن على ظهرها جلالة "مهدي" ابنه وفلذة كبده وربما وارث الوزراة من بعده.
بعد ان نشرت الصحف اللبنانية فضيحة ابن الوزير واصبح الاب (هادي) مضغة في افواه المواقع الألكترونية والصحف العالمية مثل الـ cnn و الـ bbc و ووكالة رويترز، وغدا الاب والابن موضوعا للسخرية والتنكيت في برامج الضحك والفكاهة العالمية وتناقلت اخبارهما مواقع التواصل الاجتماعي الـ twitter والـ face book مشفوعا بصور كاريكاتورية ساخرة واصبحا خبر الساعة السعيدة، صرح كريم النوري مستشار وزير النقل بان عودة الطائرة كان لاسباب تنظيمية. فاي فلتتان لم يوقنا الله من شريهما هذا المخلوقان، الوزير ومستشاره، اللذان يجهلان بان حتى مطارات الصومال و مطارات جزر القمر البدائية لم يحدث وان منعا طائرة من الهبوط لاسباب تنظيمية، هذا الفلتة ولسذاجة مـتأصلة في عقله وجه اتهاما للجهات المسؤولة عن تنظيم حركة الطيران بالتقصير وعدم الكفاءة والاهمال من اجل عيون المحروس مهدي العامري.
احست الهيئة المسؤولة عن حركة وتنظيم الطيران بالاهانة التي سببها تصريح كريم النوري مستشار الوزير فاصدرت بيانا مفاده ان كريم النوري غير دقيق بما يدعيه، وان سوء الاحوال الجوية هي سبب اعادة الطائرة الى بيروت.
لكن عندما تسوء الاحوال الجوية ويتعذر استقبال الطائرات او مغادرتها، يجب ان تغلق المدارج بوجه جميع الطائرات ولا يسمح لا باقلاع ولا بهبوط، كما لا يقتصر الاجراء على طائرة واحدة كانت من المفروض، ولسوء طالع المسافرين، ان تقل على ظهرها مهدي ابن هادي العامري، مثلما هو سوء حظ العراقيين ان يكون الاب هادي العامري وزيرا للنقل وهو لا يصلح ان يكون مديرا لشركة سيارات التاكسي.
السيد نوري المالكي رئيس الوزراء بدوره صرح بانه قرّر معاقبة وطرد اي موظف او مسؤول من وظيفته، تسبّب بمنع طائرة لبنانية قادمة من بيروت من الهبوط في بغداد.
ان رئيس الوزراء ياخذ البريء بجريرة المذنب، والصغير بجريرة الكبير. فهل يستطيع اي موظف مدني عصيان امر اصدره الوزير نفسه.؟
عندما اقفل الوزير هادي العامري المطار بوجه طائرة خطوط الشرق الاوسط لانها لم تنتظر مهدي العامري ابنه المفدى، فهو لم يفعل الا مثل ما فعل رئيس الوزراء المالكي عندما اناط بولده مسئولية القاء القبض ومصادرة اموال وسيارات مقاول في المنطقة الخضراء وجعل تحت امرته جيشا وقوات خاصة وجهزه بالسلاح والمعدات.؟
احمد نوري المالكي شعر بوقتها بانه الحاكم الناهي وكذلك شعر مهدي هادي العامري بان وزارة النقل ومطاراتها ملكا عائليا صرفا له.
لكن بودنا ان نوجه سؤالا الى الحاج هادي العامري والى نوري المالكي والى ابراهيم الجعفري او حاج باقر الزبيدي وغيرهم، لماذا نسمع اخبار تنقلات اولادكم في بيروت وفي القاهرة او في العواصم الاوربية ولا نراهم يسيرون في طليعة المواكب الحسينية ويوسعون صدورهم لطما وظهورهم جلدا بالزنجيل حزنا وجزعا على الحسين؟
لماذا تكون تعينات اولادكم في السفارات والقنصليات والملحقيات الاوربية والامريكية، ولا تكون في الجوامع او في الحسينيات او في مدارس تحفيظ القرآن كخطباء وعلماء دين وحفظة للقرآن والحديث ؟
ان المسئولين واولادهم، كبرت ام صغرت درجاتهم، وكذلك النواب وحماياتهم يستطيعون الاعتداء واهانة اي مواطن عراقي في الشارع او في البيت دون ان يحاسبوا او يعاقبوا او يلاموا، ربما قد يعتابوا وهذا امر مشكوك فيه، انهم يعيدون للاذهان نفس تصرفات البعث في اسوء ايامه وليس باحسنها.
على مجلس الوزراء توجيه توبيخ شديد اللهجة ضد هادي العامري ان لم يقال من منصبه مع تكليفه دفع جميع المبالغ المالية المترتبة على عودة الطائرة الى مطار بيروت وتعويض الركاب عن عن التكاليف الاضافية التي تحملوها بعد رجوعهم الى مطار بيروت.
كما يجب على المدعي العام التحقيق بالحادثة، لانها خرق للدستور وخرق للقانون وخرق للانظمة الطيران العالمي وكذلك هي استهتار صريح بالوطن وبالمواطن.
ينبغي الاشارة ان فضيحة وزير النقل هادي العامري وابنه مهدي العامري، والتي اصبحت موضوعا للسخرية والتنكيت، فان هذا التنكيت وهذه السخرية لا يتوقفان عند حدود الضحك على هذين المخلوقين، انما تتعداهما لتكون هزؤ كامل بالشعب العراقي ، اذ ان الشعوب التي تحترم نفسها تنتخب اشخاصا محترمين.