إمارة عربية اسمها خطر.. ساعي بريد المنطقة في قطر.. بقلم/ كاظم فنجان الحمامي |
العراق تايمز: كتب كاظم فنجان الحمامي.. ليس في هذا الإمارة المتمردة على الأعراف والقيم ما يدل على انتمائها إلى الوطن العربي الكبير سوى شعبها الأصيل المغلوب على أمره, فكل شيء فيها يوحي بما لا يقبل الشك أن خطورتها تجاوزت المحذور, وكسرت قيود المحظور, وخرجت من حدود المنظور, فنظام توريث الحكم فيها يعمل بنظام الإزاحة والإحلال, حيث يُطرد الأب ليحل محله الابن, ثم يُطرد الابن الضال ليحل محله الحفيد المتمرد, أما القواعد الأمريكية الجبارة فهي في (السيلية) و(العديد) و(سنوبي) أكبر وأوسع وأقوى وأشهر وأخطر من قواعد جيوش الأطلس في غرب الأرض. لقد أثار كتاب (قطر خزينة الأسرار)(1) موجة كبيرة من الغضب عندما سلط الأضواء على الحروب التآمرية, التي مولتها قطر, أو التي افتعلتها ضد البلدان العربية, وتحدث بإسهاب عن تطوعها لتمويل الحروب الخفية ضد العراق وسوريا والسعودية ومصر والسودان, وأشار إلى إصرارها العجيب على توظيف آخر دولار في خزينتها من أجل إحراق العواصم العربية الآمنة, وضمها إلى قائمة العواصم العربية, حتى تحولت إلى واجهة مبتكرة لتنفيذ المؤامرات الدولية, من أجل الاستيلاء على حقول الغاز العربية, وإخضاعها للهيمنة الأجنبية بطرق غير مطروقة, وربما كان شراء الذمم بعائدات النفط والغاز من أولويات التعامل السياسي الدولي, الذي سلكته قطر في تجيير المواقف لصالحها ولصالح من تعمل لحسابهم, فجاءت محاولتها المكشوفة لشراء الفيتو الروسي في الأمم المتحدة لتضع النقاط على الحروف الغامضة, ناهيك عن خفايا علاقاتها المالية المريبة في فرنسا وشقيقاتها في الاتحاد الأوربي. . أما الثعلب الإسرائيلي الخبيث (سامي ريفيل), فيقول في كتابه(2), الذي صدر حديثا بعنوان ( قطر وإسرائيل. . ملف العلاقات السرية): كان من الصعب علينا نسج خيوط العلاقات الحميمة مع قطر لولا المساعدات السخية, التي قدمتها لنا الشركات القطرية الكبيرة, ويقول في مقدمة الكتاب: أن السبب الرئيس لانفتاحنا على قطر, يعود إلى الأدوار المنوطة بها, للعمل كساعي بريد في المنطقة, وتكليفها بنقل الرغبات الإسرائيلية من الباب إلى الباب, والقيام بخدمة الزبائن والعملاء من الراغبين بالعمل السري تحت عناوين تمويهية, أو بواجهات مزدوجة, فضلا عن دورها الخفي في نقل رسائل التهديد والوعيد إلى الجماعات والكيانات والأقطار غير المتعاونة مع التطلعات الإسرائيلية. أكد (سامي ريفيل) في أكثر من واقعة على المحاولات القطرية الدءوبة لتحريض تل أبيب ضد مصر والسعودية, فقناة الجزيرة, منذ بداياتها, تحاول استغفال المشاهد وتضليله, وتبحث دائماً عن دولة عربية كبيرة ذات سيادة ومكانة رفيعة لمهاجمتها والانقضاض عليها, فوجهت مدافعها نحو مصر, وهي الآن في طريقها لقصف السعودية بالمدافع نفسها, ما أدى إلى تصدع العلاقات الخليجية, ووصولها إلى حافة القطيعة. لا تمتلك قطر أية رؤية مستقبلية واضحة ومحددة, ويكاد يكون منظورها للأمور من الثقوب الضيقة, التي حددتها لها أمريكا مسبقا في إطار تنفيذ المخططات الخارجية المعادية للعرب, وتأجيج الأزمات عبر التضليل الإعلامي, ودفع فواتير الحروب الأمريكية المتكررة, والقيام بدور المحرض بالاتجاهات المتوافقة مع التطلعات الغربية, والتركيز في هذه المرحلة على استئجار وعاظ السلاطين, وتوظيفهم لأداء المهمات, التي تتطلب صب الزيت على الحرائق العربية الملتهبة. وهذا ينطبق تماما مع ما ذهب إليه الدكتور سعد سليمان الدليمي بمقالته التحليلية, التي كتبها قبل أكثر من عامين, وحملت عنوان (قطر في خطر), بأن النظام القطري لم يعد يعي خطر المؤامرات التي يحيكها في السر والعلن ضد العرب, وأن الجسد القطري الهزيل استعار عضلات القوى الغاشمة من أجل الانتقام من كل من يتفوق عليه من العرب, فرضخ لأعداء الأمة العربية, وركع تحت أقدامهم, ورفع صوته بالعويل والبكاء عند حائط المبكى, وهذا هو سر كراهية الشعب العربي للنظام القطري المتباهي بعضلات غيره, وأصبح أهلنا في قطر يدركون حجم الأخطار المحدقة بهم, ويشعرون إن ساعة الدوحة باتت وشيكة الوقوع في أي لحظة, وإنها ستتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات, ويرى البعض أن قطر قامرت بمستقبلها, ووضعت ثرواتها المالية في جيوب أعداء العرب, فخسرت نفسها, وخسرت جيرانها, وضحت بكل ما تملك عندما اختارت الزحف خلف غربان الشر. والله يستر من الجايات. (1) الكتاب من إصدارات دار (ميشال لافون), وهو باللغة الفرنسية, من تأليف أثنين من الصحفيين الفرنسيين, هما: (جورج مالبرونو) و(كريستيان شينو). (2) صدر الكتاب باللغة العبرية, وترجمه إلى العربية الأستاذ (محمد البحيري), وتبنت دار نشر مصرية (مكتبة جزيرة الورد) طباعته وتوزيعه, واشتمل على مجموعة كبيرة من الإسرار, حملت معها كم هائل من المفاجآت. |