الفشل.. صفة ملطفة لما يحدث

ماذا يعني ان تقول الحكومة بان البرلمان فاشل وعاجز ومعطل، فيما يرد البرلمان بالقول ان الحكومة فاشلة وعقبة امام الحلول؟ هل هي فزورة، ام لغز، ام تلاعب بالكلمات بين جهتين تتولان ادارة دفة المرحلة، البرلمان يشرع ويراقب، والحكومة تخطط وتنفذ؟.
من غير ان نكلف النفس بذكر اسمائهم واحدا واحدا، او جماعة جماعة، تعالوا نتأمل ماذا يمكن ان نسمي استعصاء حل مشكلة قانون الموازنة، مثلا، إن لم نسمه فشلا مسجلا على الحكومة في المقام الاول، وعلى البرلمان بعد ذلك، وعلى الكتل السياسية النافذة ثالثا.؟.
وما هو غير الفشل صفة لعجز مجالس المحافظات في تقديم الخدمات للجمهور والوفاء لشعارات النزاهة وحماية الامن في مناطق واسعة من البلاد غير صفة الفشل؟ وما هي الكلمة المطابقة لواقع الحال لتقييم عمل ودور وإداء وفاعلية الفئات والزعامات السياسية النافذة والتي تملك ثقلا في العملية السياسية غير كلمة وموصوف الفشل؟.
وفي اية خانة نضع غياب الدور المفترض للوزارات الاتحادية في ترجمة البيان الحكومي الى الواقع وانعدام امكانية عمل الوزارات كمجلس وكهيئة متجانسة ومتضامنة غير خانة الفشل؟ وما هو اسم الحال المأساوي للخدمات والاختناقات غير الفشل؟..
واي حكم يصلح لحال الفوضى وتضارب المصالح الفئوية والانانيات ومشاهد الضعف في الدورة الاقتصادية وتراجع الاستثمارات، والاخفاق في العودة الى الساحة الاقليمية والدولية غير حكم الفشل؟
وما هي المفردة التي تناسب هذا الهزال والتراجع في الخدمة الاعلامية الممولة من الدولة، المرئية والمكتوبة، غير مفردة الفشل؟.
ثم، لماذا يخافون كلمة الفشل وهي تدخل في صلب عملية المراجعة والتصويب وإعادة بناء السياسات إذا ما جرى الاعتراف به، وتشخيص اسبابه وتعيين المسؤولين عنه؟.
اقول، إعلان الفشل يدخل في اكثر الاحيان رصيدا في حساب اولئك الذين يعترفون به.. لكن الفاشل هنا يحتاج الى شجاعة الاعتراف.. والفشل، لكي يصبح نجاحا يحتاج الى فاشلين ينتصرون على فشلهم، مثل المرضى الذين يقهرون مرضهم.

“هناك من ينتظر سفينة النجاح وهناك من يسبح تجاهها”.
همنغواي