أذا أتفقوا سرقوا ..وأن أقتتلوا خانوا الوطن..

عندما أجتاح نابليون أوروبا وصلت جيوشه الى النمسا في عام 1809 . لكن استطاعت الجيوش الفرنسية الأنتصار عليها في معركة ( بمارخ فيلد ) في نفس العام عندما شعر نابليون بالأنكسار نتيجة خسارته في معركة ( أسبرن ) طلب من ضابط الأستخبارات أن تكون المعركة أستخبارية وبدأ الضابط يبحث عن جاسوس نمساوي يساعدهم في الدخول الى النمسا من خلال نقطة ضعف في الجيش النمساوي وبعد جهد وسعي حثيث عثروا على رجل نمساوي كان يعمل مهرب بين الحدود واتفقوا معه على مبلغ من المال أذا هم أستفادوا من المعلومات فدلهم الخائن على المنطقه شبه مستعصيه تمكن الجيش الفرنسي من أقتحام المنطقة وأحتلالها وبعد أن أسقر الوضع لفرنسا جاء الخائن النمساوي لمقابلة نابليون وكان جالس في قاعة كبيرة وما أن رأى نابليون ذلك الجاسوس حتى رمى له بقبضة من النقود في صره على الأرض ليأخدها ثمن خيانته وجزاء أتعابه فقال الجاسوس سيدي العظيم يشرفني أن أصافح قائد عظيم مثلك فرد عليه نابليون أما أن لا يشرفني أن أصافح خائنا لوطنه مثلك وانصرف الجاسوس وبصق عليه نابليون من وراء ظهره وقد تعجب الجالسوس عندها وتعجبوا من تعامل نابليون من الجاسوس على الرغم من أهمية المعلومات والأخبار التي نقلها وكانت سببا في أنتصاره سألوه عن السبب فأجاب نابليون بعبارة من أروع عبارات التاريخ عن الخيانه والخائن لوطنه .. قال .مثل الخائن لوطنه .. كمثل السارق من مال ابيه ليطعم اللصوص .. فلا أبوه يسامحه .. ولا اللصوص يشكروه .. لهذا بصقت عليه . بات واضحا أن مايتمتع به أغلب سياسيين العراق من حس وطني يتمثل بجاسوس النمسا أ ذ لا فرق بينهما وجهين لعمله واحده فالخيانه خيانه فقط تختلف العناوين والمسميات. بل جعلوا من العراق ساحة تناطحهم واقتتالهم الى فوضى عارمه في التصريحات وتحويل الصراع الى خارج الحدود . منهم من يسند ظهره الى الغرب ومنهم الى دول الخليج ومنهم الى دولة أيران الأسلامية ومنهم ومنهم . وكأن هذا البلد لا يسكنه شعب بل (طراطير جاءوا من جزر الواق واق ). ومن السياسيين من يقوم بتسجيل جلسات البرلمان ويقوم ببيعها الى أحدى دول الجوار ومنهم من يتقاضى الملايين من دول الجوارفي سبيل فوزه بالأنتخابات وأذا أختلفوا حل البلاء على الشعب العراقي في كل يوم نرى عشرات القتلى من جراء السيارات المفخخه . أما المال العام الذي يسرق فهو عصب الحياة وبه تنهض الشعوب والحضارة والعمران وترتقي الأمم وهو أحد مقومات الحياة وهو أحد الضرورات الخمس التي جاءت الشريعة الأسلامية بحفظها فقد بين الأسلام والشريعة حق الفرد في هذه الثروة وشرعت القوانين في حرمة أنتهاكها أو التعدي عليها أو الأنتقاص منها وحكمت على السارق بقطع اليد مهما يكون حجم السرقة أذ أن اليد التي أمتدت على أموال الناس بغير حق هي كل العضو المريض في البدن يجب أستأصاله وألا سيضر البدن كله وبهدا تحفظ الأموال وتصان . لا نعلم أي جزء من الأجزاء أو الأعضاء لسياسيين اليوم تقطع . فقد أباحوا أمول الوطن والمواطن بغير الحق على شهواتهم و أحزابهم وعلى الحملات الأنتخابية. لوطبقنا الشريعة الأسلامية على السادة السياسيين لما بقيت لهم أعضاء في أجسادهم تذكر .
علي محمد الطائي
15-1-2013