العراق يحارب الارهاب فتعلموا منه ! |
خرج علينا احد مخضرمي العمليه السياسية العراقية من داخل المنطقه الخضراء التي لم يعرف الارهاب طريقها بعد لاسباب لا نعلمها حتى هذه اللحظه , و ادلى هذا السياسي بتصريحا مفاده (ان مؤتمر مكافحة الارهاب الذي سيعقد في العراق سيكون بمثابة الدرس الذي سيتعلم منه العالم كيفية محاربة الارهاب) ؛ فهذا التصريح جاء بعد ساعات قليلة عن التفجير الذي هز محافظة بابل مخلفاً عشرات الضحايا , و مما يثير الاستغراب و الدهشة ان هذا التفجير وقع امام احدى السيطرات الامنية التي من مهامها منع الاعمال الارهابيه حسب خطط و توجيهات القيادة العسكرية و الامنية سواء في الجيش او الشرطة , و هو ما يعتبر خرقاً امنياً واضحاً ؛ و بالمناسبة هذا التفجير لم يكن الاول او الاخير بل جاء على سبيل المثال للدلالة على التناقض الذي الذي وقع بين ما صرح به هذا السياسي و ما يحدث على ارض الواقع في العراق.
و تتوارد الانباء عن هذا المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب الذي سيعقد في بغداد هذه الايام , و الذي دعت اليه الحكومة العراقية و سيحضره العديد من الشخصيات الدولية المسؤولة و صاحبة الاختصاص في هذا الشأن لكي يتعلم من سيحضر هذا الاجتماع الطرق التي تتبعها الحكومة العراقية لمواجة الارهاب (علماً ان الارهاب موجود في العراق منذ اكثر من عشرة اعوام وهو تقريباً عمر الحكومتين السابقة و ما مضى من الحالية) لكن لم نعرف حتى هذه اللحظة أي نوع من انواع الارهاب سيتعلم المدعووين لهذا الامؤتمر مكافحته , في الوقت الذي تتوفر فيه العديد من اصناف و انواع الارهاب و من الطبيعي ان يكون لكل نوع من هذه الانواع طريقةً خاصة لمعالجته و القضاء عليه فمثلاً ارهاب السيارات المفخخه يختلف عن ارهاب الكواتم و يختلف عن ارهاب الميليشيات (التي تتواجد بعلم السلطات الامنيه بل ربما بدعما منها) و يختلف عن ارهاب المرشحين و منعهم من الترشح و يختلف عن ارهاب كل من يخالف توجهات الحكومة و سياستها و يختلف عن ارهاب فساد المسؤولين و عمليات الفقدان المجهولة لمبالغاً طائلة من المال العام ؛ فهل يملك المسؤولين العراقيين اللذين دعوا الى عقد هذا المؤتمر الحلول المثاليه لمنع و محاربة هذه الانواع جميعها ؟ و ان كانوا كذلك فما معنى ما يعيشه العراقيين على مدى عشرة اعوام من الخوف و القلق و عشرة اعوام من القتل المستمر حتى اصبح العراق البلد الاكثر رعبا على مستوى العالم. يقال رحم الله امرءاً (او حكومة)عرف قدر نفسه ؛ و من غير الطبيعي ان لا تعرف الحكومة قدرها و قدرتها في ظبط الامن الذي هو من ابرز و اهم و اخطر مهامها التي يجب ان توفرها للشعب ؛ فعلى الرغم من الاعداد الكبيرة للجيش و الشرطة الا ان الوضع الامني استمر من سئ الى اسوأ , و هذا ليس موضع اتهام للجنود و رجال الشرطة فهم لا يملكون سوى تنفيذ ما يصلهم من اوامر تصدر من القيادات العليا , و هو يعني ان الخلل هو في القيادة خصوصاً و ان الجنود و المال موجودين و لكن بدلاً من استغلال هذه القدره لتطوير القدرة الامنية وقعت الحكومه في اكبر قضية فساد في تأريخ العراق( قضية الصفقه الخاصه بالاسلحة الروسيه) ؛ و ايضاً كم ستكون التكلفة المادية لمثل هذا المؤتمر العالمي و هل ستكون له فائدة بالنسبة للعراق ام سيكون مجرد مهرجاناً تلقى فيه الخطب العصماء التي لا فائدة جدية منها سوى التسقيط و الاتهامات المتبادله و التقاط الصور التذكارية. |