لا تكذبوا فان للارهاب دين


الارهاب ظاهرة دولية، ليس مقتصرا على دولة دون سواها، هو في العراق مثلما هو في سوريا وفي لبنان وفي مصر وفي نيجيريا وفي الولايات المتحدة وفي بريطانيا واسبانيا. انه خطر يهدد كل مظهر للحياة. انه حرب على جوهر الحياة الذي هو سعادة الانسان. لذلك تصبح محاربته والقضاء عليه مهمة انسانية تستوجب تأسيس جبهة عالمية لأستأصاله محليا ودوليا، فهو خطر كامن، لغم لم ينفجر بعد، فمن يامن اليوم من شره، فغدا قد يكون من ضحاياه.
لكن القول بانتشار الارهاب في الدول وفي القارات يجب ان لا يقود الى استنتاج غير دقيق يقول بتعدد ايديلوجياته. ان الارهاب الذي يشغل العالم ويجبر الدول على سن قوانين تحد من الحريات العامة وعلى اتخاذ اجرائات قاسية، هو الارهاب الذي يستند على- ويستمد افكاره من الدين الاسلامي.
ان عدم الاقرار بهذه الحقيقة، حقيقة العلاقة الجدلية بين الارهاب وبين الاسلام، يعني مثل ذلك الذي يحرص على سمعة بيته، لكنه لا يهتم بتربية عائلته، ان ذلك يعني ايضا الاكتفاء بقطع اغصان شجرة الارهاب المفزعة والابقاء على جذورها الخبيثة مغروسة في الارض، فما هي الا مسألة وقت حتى تمتد اغصانها الرمادية في فضائات الفراغات الفكرية للشباب.
ان مقولة الارهاب لا دين له، تحمل روح المجاملة اكثر من روح الصدق، انها تتناقض بشكل صارخ مع حقيقة الارهاب كـ آديلوجيا دينية، وكـ فتاوى واحكام لآئمة الطوائف والمذاهب، يكفي هذا العدد الكبير من الفضائيات الدينية المنشغلة كليا في نشر الحقد والبغض واديلوجيا التكفير لاثبات العلاقة بين الدين وبين الارهاب.
قد تتلاقى مصالح الولايات المتحدة الامريكية مع القوى الارهابية في مرحلة تحقيق اهداف معينة، مثلما تعاونت القاعدة مع الولايات المتحدة الامريكية في قتال السوفيت.ان هذا التعاون يعني ان الغرب ليس بريئا تماما كما يدعي، بل انه ضالع جدا في تسويق الارهاب وتشجيعه خارج منظوماته الوطنية.
لقد برر تنظيم القاعدة هذا التعاون بالقول ان التعاون مع الغرب كان ضرورة حتمها الجهاد في سبيل الله.
الجهاد في سبيل الله هو تبرير ايضا للحرب الارتزاقية في سوريا، اذ تعاد تجربة افغانستان مرة اخرى، ويقوم الغرب بالاشراف على تمويل وتسليح وتدريب كافة المجاميع الارهابية في الداخل السوري لكنه يحاربها اذا ما نشطت في اراضيه.
انه امر يثير الضحك عندما تعلن تركيا والاردن والسعودية ودول الخليج والغرب عدم تورطها في الحرب على سوريا، بينما الاسلحة والمعدات العسكرية والاف الارهابين تتدفق من هذه الدول.
فكيف لنا التوفيق بين القول بان الارهاب لا دين له وبين حقيقة شعاراته التي تستهدف الديانات والمذاهب والطوائف الاخرى؟
كيف لنا القبول بشعار الارهاب لا دين له بينما الاديلوجيا الوهابية متهمة وضالعة في التنظير له تحت نداء الجهاد في سبيل الله.؟
كيف لنا ان فهم هذا التناقض بين الارهاب لا دين له وبين اتهام السيد نوري المالكي بشكل صريح وواضح للسعودية ولقطر بتمويل وتصدير الارهاب الى العراق؟
كيف لنا تصديق الارهاب لا دين له ودولة مصر والسعودية والامارات تعلن ان الاخوان المسلمون منظمة ارهابية.؟
اليس الاسلام هو دين الاخوان؟
كيف لنا التصديق بان الارهاب لا دين له، وجميع الارهابيين يتطوعون من اجل الجهاد في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله هو احد اركان الاسلام؟
الم يحن الوقت بعدد للافتاء بان شعار الجهاد في سبيل الله هو شعار الارهاب.