القضاء والمُبعدين



سمعنا لغطا كبيرا هذه الايام حول بعض المرشحين المبعدين من الانتخابات القادمة وقد كان لهؤلاء الذين تم تنحيتهم عن الترشيح صوتا عاليا في اتهام القضاء وتسييسه من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي وهي الاسطوانة التي لم ولن يتوقفوا عنها طالما ان المالكي في سدة الحكم واذا جاء علاوي وحكم القضاء عليهم بذلك سيقولون ايضا ان القضاء مسيس من علاوي وهكذا مع أي رئيس سلطة تنفيذية وكأنهم يقولون ان القضاء العراقي عبارة عن لعبة سهلة بيد هذا المسؤول او ذاك ولكن عندما يحكم القضاء لصالحهم يقولون ان القضاء اثبت استقلاليته وانه نزيه بعيد عن الضغوطات ولعل القائمة العراقية كانت السباقة في كيل الاتهامات للقضاء عندما كان تشكيل الحكومة العراقية يعطي الحق للكتلة الاكبر في تشكيلها فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها حتى سمحوا لمنظمات دولية بالتدخل في شؤون القضاء العراقي .

نريد ان نلوم القضاء ايضا في تعامله مع تلك الملفات عندما يعلن عن قضية ما او اتهام الى هذا الطرف او ذاك او استبعاد من الانتخابات كما يحصل اليوم مع العديد من المرشحين فلا يقولون ما هي التهمة الموجهة الى المدانين ويتركون التصريحات على الغارب ليتحدث الاخرون ما يريدون الحديث به فيفتعلون القصص والروايات وفوق هذا كله يضعون اللوم على رئيس الحكومة السيد المالكي وكأن الامر كله بيده وهؤلاء القضاة ليسوا الا بيادق شطرنج يحركهم وفق أهوائه وما تقتضيه مصلحته الحزبية والسياسية وهذا غير منصف للقانون والجسم القضائي في العراق ، وعليه نتمنى من السيد بيرقدار الناطق الرسمي باسم القضاء ان يخرج علينا ليوضح بالتفصيل التهم والادانات الثابتة على المبعدين من الترشيح بشكل نهائي وبالتأكيد ان هناك قضايا قانونية وجنائية مثبتة عليهم في ملفات القضاء وأدراجه وعليكم اظهارها للرأي العام ليطلع عليها الشعب العراقي حتى لا يبقى بعض الاعلام المزيف والابواق الملعونة تنخر بجسد الدولة العراقية وتحاول تمزيق مؤسسات رصينة مثل القضاء لأنكم سوف تكونون عرضة لكل الاتهامات ، وقد رأينا بأم العين كيف انهم يظهرون على تلك الفضائيات تارة يثنون على قضائنا ويعتبرونه نزيها وتارة اخرى يعتبرونه مخترقا ومسيسا ومسيطرا عليه من قبل السلطة التنفيذية ولعل الشيخ صباح الساعدي كان مثالا على ذلك فقبل شهر تقريبا عندما برأه القضاء من تهمة الاغتصاب قال بأن القضاء نزيه وعندما يتهمه او يغرمه القضاء يقول عنه غير نزيه، وكما يحصل اليوم مع السيد مثال الالوسي فقبل اسبوعين قال ان القضاء بات لعبة بيد السياسيين ولا يوجد دولة او قانون يحكم بالدستور وعندما نقض قرار ابعاده من الانتخابات وسمح له بالترشيح هذا اليوم قال ان هذا يدل على ان القضاء مستقل في العراق !!! عجيب ما الذي تغيير خلال الاسبوعين فالقضاة هم انفسهم والمؤسسة نفسها والقانون نفسه !! فلماذا هذا التلون، والله لقد جزعنا نحن ابناء الشعب من هذه المهاترات السقيمة .

لذلك من هذا المنطلق لابد ان تكون الامور واضحة للشعب وان نبتعد عن التخمينات وحل الطلاسم وان يخرج القضاء ليتكلم بمواده القانونية التي أبعد فيها المرشحين لكي يبتلع الاخرين السنتهم ولا يزعجوا ابناء الشعب العراقي بما يريدون قوله من ادعاءات لتسير العملية السياسية بمجراها الصحيح ونذهب الى انتخابات برلمانية غير مُشَوّشة .