نستطيع ان نحلل الأسباب التي ستؤدي الى السقوط السريع لهذا الحزب ، يقول : فرنسيس فوكاياما في كتابه ( بناء الدولة ) ص 50 ، ط1 ،2007 إن ( مدى الدولة يشير إلى الوظائف والأهداف المختلفة التي تضطلع بها الحكومات ، أما قوة الدولة فهي قدرتها على تخطيط وتنفيذ سياساتها وفرض القوانين بإنصاف وشفافية ) . فعندما رصدنا ان هذه الدولة والتي يقودها حزب الدعوة قد جلبت المزيد من التقييد والتعقيد والبيروقراطية والمحسوبية وسوء الإدارة مما ولد شعور للكل بأن الدولة ضعيفة ومحدودة القدرة وفاشلة للقيام بمهامها ووظائفها ولا تمتلك التخطيط وليس لها سياسة واضحة بظل حزب الدعوة ، وان سلوك وتصرفات قيادات هذا الحزب وخصوصاً أمينها العام نوري المالكي له الأثر الكبير الذي ادى الى سرعة سقوط هذا الحزب وانهياره وزوال ملكه الى الأبد ، فإذا أخذنا بعين الاعتبار ان الأحزاب كالإفراد والكائنات الحية تمر في ادوار ومراحل مختلفة من نمو وقوة وضعف ثم فناء فان هذا الحزب لم يمر بمرحلة من مراحل القوة بل بمرحلة نمو ثم ضعف ثم فناء ، مما كانت سبب لانهياره وسقوطه السريع وسوف نجمل لكم الأسباب التي تهيأت لهذا السقوط نوجزها بمايلي :
-
لقد بلغ العراق مرحلة من التردي السياسي والاقتصادي وحتى الاجتماعي لم يبلغه مثلما بلغه في هذه الفترة التي حكم بها حزب الدعوة من (2006الى 2014 ) ، وان هذه الفتره قد أغرقت المجتمع في دوامة من الفوضى والإرباك وجعلت الإنسان العراقي فرد معقد وخائف وغير مطمئن للمستقبل .
-
لم تستطيع قيادة الحزب معالجة الفساد المالي والإداري بل في هذه الفترة احتل العراق مراتب متقدمة في الفساد .
-
لم يحفظ حقوق الإنسان بل أصبحت مهدورة ،
-
لم يستطيع ان يلبي ابسط حاجات الفرد العراقي ( من السكن والأمن والعيش الرغيد ).
-
لم يحفظ سيادة واستقلال العراق بل أصبح العراق تحت الوصاية الأمريكية والإيرانية .
-
لم يؤهل الدولة العراقية لتأخذ موقعها الطبيعي دولياً وأقليمياً .
-
الزام قياداته بالمقرات (المنطقة الخضراء) حصن الاخيضر ، وعدم نزولهم للشارع والاختلاط بالجماهير مما ولد فجوة كبيرة بين القيادة والقاعدة ، وهم سرعان ماينقلبون أي القيادات على حزبهم إذا مالاح لهم في غيره نفع أعم ، أومغنم أوسع كأمثال عزت الشاهبندر على سبيل المثال والاشاره .
-
لايملك برنامج سياسي واضح ولم يصرح في يوم من الايام للاعلان عن برنامج ، أو اشارة الى برنامج اصلاح .
-
حزب طائفي مناطقي فئوي ولا يضم الفقراء والمسحوقين والمعذبين والمهمشين بل استعان بفريق تولّوا مراكز عالية ، وان همهم الشاغل والوحيد هو كيفية الحصول على الغنائم والجاه والمنصب ، وأتسائل هل هذا الحزب فتح عضويته أمام جميع المواطنين دون أي قيد او مانع او تمييز الجواب لا .
-
يتميز بالضحالة الفكرية ويفتقر الى شخصيات كاريزماتّية ساحرة (مؤثرة في الأوساط ) .
-
أنه حزب اتسم بالتقلبات والتلوّن والتذبذب والانتهازية .
-
أهمل قضايا المرأة .
-
قمع التظاهرات والمعارضين .
-
حزب مكتبي بيروقراطي .
-
تميز بشراء الضمائر والذمم والأقلام .
-
اختار الكثير منهم التعاون والتعايش والارتهان لإيران .
-
وهل قبل غيره من الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية وبدون إقصاء أو إنكار أو اعترافه بالأحزاب الأخرى في التنافس ، الجواب لا.
-
كل الأحزاب لها رموز وطنية تلتف حولها فلم يكن لهذا الحزب رمز وطني ، فاذا كان رمزهم نوري المالكي ، فهو رمز للعنجهية والانتهازية والفوضوية وقد تسبب بتشتيتهم ، ولايعتقد أحد ان هناك من سوف يجهد نفسه في لملمة أشلائهم المبعثرة من تحت حطام الفشل .
-
هذا الحزب المتشدق ب( قال الصدر الاول وقال المرجع ) وهو ابعد مايكون عن معاناة الشعب لانه حزب فاشل ومهزوم وانه يعيش حالة صراع نفسي بعد ان فقد كل أوراقه ولم يبقى لديه سوى التصريحات الكاذبة أما شعاراتهم فقد كساها العفن .
-
اتحدى قياداته اذا كان احدهم قادر على قراءة الميزانية ومناقشتها وان احدهم لايهتم بالدعاية والوعود الانتخابية .
واخيراً فانه لايختلف اثنين على ان السبب الجوهري لسقوط حزب الدعوة هو امينهم العام ، الزعيم المفدى نوري المالكي الذ انتحل اسلوب المكر والخداع ، وان الاسباب المشار اليها في اعلاه قد تمثلت بشخصه ولأنه لم يكن قائداً حنكته الحروب ولانه تميز بالتفرد وبنظرة الاحتقار والازدراء لشركاءه وزملائه في الحزب ، وأنا اعتقد ان الإمراض يمكن ان تكون سياسية ، فأن هذا الرجل مصاب بمرض التوحد السياسي ، مما كان سبباً بهلاك حزب الدعوة والى الأبد .
|