صرخاتٌ على عثراتٍ هابطة ، وأخرى ساقطة في تاريخ العراق وحاضره ...!! إضافات جديدة ونحن على أبواب الانتخابات الرئاسية والنيابية الفكر في مواجهة دُول وعُهر، يسقّطهم ، فيسقّطون، كديدنهم على مرّ القرون ، والحقيقة المرّة ستخلدها الأيام العفيفة القادمة... المسيرة سائرة ، واللعبة قائمة ، والله على كلّ شيء شهيد ، وإنّ الفكر لأقوى من الحديد ...!! لجأ الشاعر إلى المباشرة العميقة بدلالاتها أحياناً للظروف الموضوعية الدامية التي تحيط العراق والأمة ، وتوعية العقل الجمعي الغافي والمريض ضرورة ملحة في مثل هذه الأزمات ، ولذلك لجأ إليها كبار عباقرة العالم من أجل شعوبهم ..!! انظروا إلى سيول الدماء المطلولة في وطننا الحبيب ، ثم إذا أردتم اسألوا لماذا ...؟!!
وهذا الزمنُ الضائعُ في ظلِّ المتاهاتِ ولا نعرفُ ما الآتي ولانعرفُ غيرَ الله قد بعناهُ في سوق ِ الضلالاتِ سحقنا الخبزَ والأيامَ قرباناً الى اللاتِ وعشنا نحلبُ الأوهامَ والأحلامَ من ثدي الخرافاتِ ولا نعرفُ ما الآتي ويُدمي بعضُنا بعضاً لعرش ٍ قد صنعناهُ من الرمل ِ أو الشمع ِ كرمز ٍ للمباهاةِ ولا نعرفُ ما الآتي
***************** منذُ البدءِ كانتْ زلّة ُ الفكر ِ الى لذاتنا نجري فعسفاً (حيدر) الكرارْ حاسبناهُ في ( صفينَ ) ضيّعناهُ في ( الجندل ) مابينَ الجهالاتِ بهذا (الخاتمِ) المشؤومْ نقضي حكمنا القاسي بينَ اللهِ والناس ِ قتلناهُ بسيفِ الأفكِ والردّة أبانَ الصوم ِ والسْجدهْ وفي ركن ِ العباداتِ ولا نعرفُ ما الآتي
*************************** وفي هدهدة ٍ للزمن ِ الغافي بنكران ٍ وإجحافِ دعونا (سيد الأحرارْ ) لم نفزعْ لهُ بالثارْ ضجّتْ ( كربلا ) بالنوحْ لم نسمعْ نداءَ الروحْ نهزأْ بالدم المطلولْ بالثائر ِ والمقتولْ رفعنا الرأسَ فوقَ الرمح ِ لا نهبأ ُ من عدل ِ السماواتِ ولا نعرفُ ما الآتي
******************* فقام السيفُ و (الحجّاجُ ) من بين ِ خطايانا على أشلاء ِ قتلانا
ولما حلَّ بهتانا وصار الغدرُ عنوانا فرشنا الودَّ بالإكراهِ معجوناً بآهاتِ ولا نعرفُ ما الآتي
********************** لقد ضاعتْ ليالينا بمكر ٍ من جوارينا وبينَ الزقِّ والعودِ ولحمِ البيض ِ والسّودِ يهزُّ السيفّ ( أشناسُ )(1) فحدُّ الملكِ ( أقفاصُ ) (2) ونغفو في المناماتِ ولا نعرفُ ما الآتي
****************** ومن أيّامِ (هولاكو ) نصبُّ الدمعَ في الوادي على أنقاض ِ بغدادِ ووزّعنا بلادَ العربِ للأتراكِ للرومِ ِ لشطر ِ الشّرق ِ مرّاتِ ولمّا هدّنا الموجُ سبحنا في الخيالاتِ ولا نعرفُ ما الآتي
********************* وجاءَ النفط ُ مختالاً على سرج ٍ من العُهْر بعينين ٍ من الدرِّ فوزّعنا بطونَ الأرض ِ للأعرج ِ والأخرس ِ والأعور ِ بعنا نخوةِ العربِ بلذاتٍ وآلاتِ ولا نعرفُ ما الآتي *** *** ***
وحلـّت زمرة ٌ تـُهدي
بأحزابٍ ولا تجدي
سوى الانـّات بالليل ِ
فتغدو صيحة الويل ِ لسحل ٍ واغتيالاتِ
وتهجير ٍوأنـّاتِ
حروبٌ ما لها عدّ ُ
ولا هدٌّ ٌ ولا سدّ ُ سوى موتٍ وعلاّتِ وجوع ٍ وامتيازاتِ
ولا نعرفُ ما الاتي
*** **** ****
وحلّتْ دولة الضعْفِ بضرب الكفِ بالكفِّ
وفي السرّ وما يُخفي
لرفع الحيفِ بالحيف
وضرب الصفِّ بالصفِّ
وقطع الرأسِ بالسيفِ
ورمي العُهرِ للعفِّ
فذا عهـــــد العمالاتِ
وموجٌ لطمهُ عاتِ
ولا نعرف ما الآتي
******************
مساراتٌ بعثراتِ
وزلاّتُ المـلمّــــاتِ
وكي نصحو من (القاتِ) !!(3)
وعاداتِ الســـــخافاتِ
بأن نسمو على الجمعي
بفكرٍ حدّهُ ماضِ
وعقلٍ نيّرٍ قاضِ
وأنْ نعرفَ ما الماضي بتمحيص ِ الرواياتِ وأنْ نعرفَ ماالآتي بترتيبِ احتمالاتِ وأنْ نصرخَ بالحقِّ وبالعدل ِ وبالصدق ِ وأنْ نعرفَ ما الدنيا وما الدهرُ الّذي نحيا وأنْ نبدعَ للابن ِ وللابن ِ وللابن ِ بأن يعرفَ ما الآتي و ما الآتي و ما الآتي بتمحيص ِ الرواياتِ وترتيب احتمالاتِ ولانبقى بغفلاتِ يجرُّ الويلُ ويلاتِ
______________________________________________________ (1) أشناس : قائد تركي شهير في عصر الخليفة المعتصم ( ت 227 هـ ) (2) إشارة الى بيتين ,قالهما أحد الشعراء - لم ينسبا الى أحد - في حق الخليفة المستعين ( ت 250 هـ) خليفة في قفص *** بين وصيف وبغا يقول ما قالا له *** كما تقول الببغا (3) القات : نبات شهير في اليمن ، يخزنه العامة والخاصة في أفواههم بجلسات سمر طويلة ، قيل إنّه مخدر ، وقيل غير ذلك .
|