دور الأمريكيين المسلمين في الحضارة الجديدة |
يمين الصورة الاستاذ افضل الشامي ثم الاستاذ طالب الجبوري ( المحاضر ) ثم عبد الاله الصائغ ثم الاستاذ عادل الساعدي ثم الدكتور كمال الساعدي ثم الاستاذ حيدرالتميمي مؤسس التجمع الثقافي العراقي الامريكي ( عريف الحفل ) .
الاستاذ طالب الجبوري خلال المحاضرة والى يمينه الاستاذ حيدر التميمي ثم عبد الاله الصائغ ثم الاستاذ غازي الزركاني ثم الدكتور كمال الساعدي والى يسار المحاضر الاستاذ افضل الشامي سنة بعد اخرى يتفاقم دور المغتربين العرب والمسلمين في بلاد الغرب ليكون غاية في الدقة والحرج بسبب من شيوع التيارات المتطرفة قوميا او دينيا او مذهبيا ! في العقدين الأخيرين ! ولم يعد الاجتهاد الشخصي كافيا في التعامل مع الغرب بوصفه الآخر ! بل بات من الضروري معالجة المشكلة جمعيا واستكتاب المفكرين العرب والغربيين لقول شيء نافع في هذا المضمار ! ولقد قامت في المهجر الغربي من بريطانيا الى امريكا الى فرنسا حلقات دراسية حول هذا الملف الشائك لكنها لم ترق الى البلورة واغناء المكتبة بالتجارب والمحاولات ! وضمن هذا السياق عقد التجمع الثقافي العراقي الامريكي موسمه نصف الشهري مساء الاحد السادس عشر من مارس 2014 بموضوع يتصل بحديثنا ! وعقد اللقاء على قاعة المكتبة العامة للمجمع الاسلامي الثقافي في مشيغن ! الذي يرعاه امام المجمع آية الله العظمى سماحة الشيخ عبداللطيف بري أيده الله وبجهود مخلصة مستمرة من الاعلامي الدؤوب السيد غالب الياسري مدير مؤسسة العراق الجديد وعضو بورد المجمع الاسلامي الثقافي ! عنوان المحاضرة هو الأمريكيون المسلمون ودورهم في الحضارة الجديدة ! اما المحاضر فهو الاستاذ طالب الجبوري الذي حظي بتقديم الاستاذ حيدر التميمي احد ابرز مؤسسي التجمع العراقي الثقافي الامريكي ومما اورده مدير الملتقى الاستاذ حيدر التميمي ان الاستاذ طالب الجبوري شخصية ثقافية معتدلة وناشط عراقي متميز وهو احد اعضاء مجلس حكماء الجالية ثم نوه التميمي بخطورة موضوع المحاضرة ! بعدها ترك المنصة للاستاذ المحاضر الذي حيا الحاضرين وحيا جهود التجمع الثقافي العراقي الامريكي واشاد برعاية آية الله الشيخ عبد اللطيف بري بدعم الثقافة والمثقفين ! وذكر مسوغات انتقائه لهذا العنوان الصعب بينها اننا واقع الحال مواطنون عراقيون وامريكيون معا ! وبينها حصول عدد من الاشكاليات من خلال التعايش اليومي وبينها اننا نحتاج الى مراجعة خطابنا الموجه للآخر كعمل وقائي لابد منه ! وعليه يتوجب علينا افهام الأمريكيين ان المسلمين تمة تحب السلام وتسعى اليه ولن يكون الافهام بالقول فقط بل وقبل كل شيء افهام الاخر من خلال افعالنا وتعاملاتنا معهم ! ونحن نؤمن ان الديانات السماوية كل الديانات الاسلامية تمتلك بينها قواسم مشتركة كثيرة منها الايمان بالله والايمان بحقوق الانسان والايمان بالسلام ومحاربة الارهاب والتطرف ! والتعويل في الحوار مع الاخر وتوصيل الخطاب الاسلامي يعتمد على الشبيبة المسلمة فهي من خلال مجايلتها للمستجدات وتفقهها باللغة الانجليزية وتعاملها الدائم بالانترنت ومنظومات التواصل الاجتماعي ! واذا كانت هناك اسباب لهجرتنا من الوطن الام الى امريكا فهذه الاسباب باقية وهذا يعني مزيدا من المهاجرين وتطلع السيد المحاضر الى السنوات القادمة فقدر ان عدد المسلمين في امريكا سيصل الى عشرة ملايين مسلم ! وذلك يعني اتساعا افقيا لابد من ان يتضافر معه اتساع في العمق ! واوضح الاخ المحاضر ان تراثنا الاسلامي غني بالادلة على نظرات التسامح الاسلامية نحو الاديان الاخرى من نحو ( لا اكراه في الدين ) و( ان الله يحب المقسطين ) ومن نحو ( وكذلك جعلناكم امة وسطا ) ومن نحو (يا ايها الناس انا خلقناكم من نفس واحدة) وان تراثنا في الحديث الشريف وفيما وضعه العلماء لايميز بين تحريم السرقة بين المسلم وغير المسلم فالسرقة حرام والكذب حرام مع المسلم وغير المسلم ولكن ذلك لايمنع من حدوث مشكلات وحساسيات بسبب العالمية الاسلامية وتصادم الحضارات والخطابات المتقاطعة زد عليه التشدد الفقهي ! بعدها لخص السيد المحاضر محاضرته ووضعها بهيئة نقاط لكي يسهل مناقشتها والاشارة اليها ثم اختتم محاضرته مشيرا الى ان كثيرا مما تركته المحاضرة بسبب ضيق الوقت سوف ينهض به النقاش الضروري لاغناء اي محاضرة ثم بدأ الحوار حسب جلوس السادة المشاركين ولذلك كان البادي هو : عبد الاله الصائغ / المحاضرة كانت ذات منحى علمي فمن مقدمة الى عرض الى نتائج مدعومة بالنصوص وقد استطاعت المحاضرة توصيل خطابها الينا ولي ملاحظات على تفاؤلية المحاضرة فهي لاتستشعر خطرا على المسلمين من الازدياد الكمي والاتساع الافقي فنحن لاحظنا وضعنا كمسلمين داخل امريكا وهو امر حسن ولكن لابد من معاينة وضع الامريكيين بيننا !! ان فكرة كسب الامريكي لاعتناق الاسلام يطرح مشكلات كثيرة وكبيرة وعلى المفكرين الاسلاميين المعتدلين دراسة الاحتمالات وفق رؤية استباقية واخيرا اكرر اعجابي بخطاب السيد المحاضر . الأستاذ غازي الزركاني / ان خطابنا الموجه الى الامريكيين ضعيف جدا ولايرقى الى مستوى الاحتكاك اليومي والمشكلات الحادثة ! نعم نحن نمتلك غنى روحيا يفتقده الامريكي ذو الغنى المادي التكنولوجي ولكن لابد لنا من العناية بمد الجسور بيننا وبين الامريكيين وتساءل الاستاذ الزركاني عن مكان الامريكيين بيننا ! لماذا لمونجد امريكيا واحدا بيننا ! فالمحاضرة تمس الامريكيين والمسلمين معا ! . الأستاذ أفضل الشامي / اننا نحمل قيمنا معنا والقيم جزء كبير ينطبق على تعاملنا مع الامريكي ! نعم نحن نفكر بالتعايش مع الامريكيين وهذا جيد ولكن اين الحلول للمشكلات الناجمة عن هذا التعايش ! اذن لابد من بلورة آليات للحوار بين المسلمين وبين الامريكيين ! ولعل نظرة ميدانية الى حدود هذه المشكلة تدلنا على غياب او ندرة مجتمعات او جمعيات الحق المدني ! هذه المؤسسات تذوب الكثير من الثلوج وتخلق حالة دفء فيث العلاقات ! نحن نبحث عن المفكر الاسلامي الكبير الذي يدلنا الى كيف نتصرف مع ظاهرة انك تحضر اجتماعا او تلبي دعوة ويجعلون على المائدة الكبيرة قناني الخمور ! نعم ديننا يحرم الخمور وهذا جانب شديد الوضوح ولكن اذا كنت لاتشرب والى جانبك زميل عمل مثلا يشرب هل تترك الاجتماع ام ماذا ؟ لابد من اجابات تضيء السبيل امام المسلم الذي يعيش في امريكا ! ثم كيف هي العلاقات داخل المدارس والكليات والمعامل والمؤسسات بين فتاة مسلمة محجبة وسط كثافة من النساء غير الملتزمات !!عن اطفالنا الذين يحاطون بعشرات وربما مئات من الطلاب الذين يؤدون طقوسهم غير الاسلامية ؟ انني لا ادعو الى القطيعة وشاهد ذلك بالنسبة لي انني منذ عقود جئت امريكا طالبا ! ولكنني ادعو الى اعانة المسلمين من القادمين الجدد في كيف يتصرفون دون تفريط مع حرصنا الشديد على تقوية العلاقات بيننا وبين الامريكان . الدكتور كمال الساعدي / ان الجامع الاكبر بين المسلمين والامريكيين هو الانسانية قبل الدين ! ونحن من جهة الواقع متشددون في طباعنا ! عنيفون خلال فهمنا وتفهيمنا خلال كلامنا او اصغائنا ! مؤلم جدا ان يحرم ديننا الكذب ولكن بعضنا يكذب على حين ان نسبة الكذب بين الامريكيين ضئيلة ! ومعذرة للصديق الذي قال ان قيمنا الروحية هي سبب غنانا والسؤال اين استقامة المجتمع الامريكي ونحن نقول انه بلا قيم روحية ولماذا نحن نناقض قيمنا الروحية حيت تنتقل من القول الى الفعل ؟ الاستاذ عادل الساعدي / انا اختلف مع الدكتور عبد الاله الصائغ الذي نقد تفاؤلية المحاضرة لأنني ببساطة ارى في التفاؤل مفاتيح لحلول مشكلات عصية ومغلقة ! وإلا كيف نصبر على تلال المشكلات المستغلق بعضها !! انني عشت في مهاجر مختلفة مثلا عشت في الصين حيث شيوع الوثنية وكابدت كثيرا لكنني كنت اجتهد واطبق اجتهاداتي حفاظا على ديني ! ان اشد ما يحزن الدارس للعلاقات بين المسلمين انفسهم في بلاد المهجر يجد انها تعتمد التسقيط وعدم المؤازرة والمساعدة فيما بينهم افرادا وعوائل ! واقترح على العوائل المسلمة في بلادالغرب ايلاء الشباب عناية بمستوى الاهمية مع تشجيعهم على العلوم والحفاظ على اللغة العربية فهي التي تعصم عن ذوبان الهوية . الاستاذ حيدر التميمي / ان مشكلتنا كمسلمين وبخاصة في العقود الاخيرة تكمن في الغلو ! فقد تجاوز الغلو الحالة بين المسلم والمسيحي مثلا الى حالة الغلو بين المسلم والمسلم ! ان الخطاب العاقل هو البديل وهو الحل المضمون لمشكلاتنا مع الآخر ومع انفسنا ايضا . مسك الختام / استطاع الاستاذ طالب الجبوري التعاطي مع مداخلات الاساتذة تلك التي دارت حول محاضرته بنفس علمي وقد ركز على ديباجة رآها مهمة وجديرة بالأهتمام وهي ( ضرورة مشاركة المسلمين الامريكان في فعاليات الشعب الامريكي سواء الافراح منها والاتراح واقامة علاقات متكافئة ) .
|