ببغاوات المالكي


لجلال الدين الرومي الشاعر والصوفي المعروف قصص كثيرة عن الببغاء يحكيها لنا في ديوانه المثنوي ونظرا لتيسرها في النت قمنا بنقلها اليكم ولكن بإختصار وبتصرف مني كي لاتملوا منها.

كان أحد البقالين يمتلك في دكانه ببغاءاً جميلاً ذا صوت حسن وكان ذلك الببغاء يجلب أنظار المارّة إليه بألحانه الجذّابة 
وفي أحد الأيام ، صادف أن كان قطة في الدكان تطارد فأراً ، فأرتعد الببغاء من هذا المنظر وخاف وطار مضطرباً يميناً وشمالاً على أمل تخليص نفسه من مخالب القطة ، فارتطمت أجنحته بزجاجات مليئة بزيت اللوز فسقطت وتكسّرت وسال الزيت على الأرض .

فامتلأ البقال غيظاً وأمسك الببغاء وضربه بالعصا على راسه ضرباً مبرحاً حتى سقط ريش رأسه واصبح اصلعاً ، فسكت الببغاء منذ تلك اللحظة ولم يتفوّه بعدهــا بكلمة أبداً / وأحاط به الهم والحزن طوال الوقت ،وكثيراً ما سعى البقال إلى تسليته وتطييب خاطره على أمل حمله على الكلام ليجلب بالنتيجة أنظار الناس إلى الدكان بكلامه الساحر كالسابق إلاّ أن الببغاء لم يحرّك ساكناً وبقي صامتاً .

.
، إلى أن مرّ من هناك رجل ، كان قد سقط شعر راسه لقساوة الدهـر ، وما أن وقع نظر الببغاء على راس ذلك الرجل الأصلع حتى فتح منقاره وصاح فجأة قائلاً : " أيهــا الصلع ! هل سكبت أنت الزيت أيضــاً . إنتهى..

من هذه الحكاية نستفاد من أن الببغاء قد خيل له أن كل من هو أصلع قد سكب الزيت ، وقياسا لذلك..يصيح على كل اصلع كما صاح على الرجل الاصلع في القصة ضانا من انه قد سكب الزيت ايضا، املا منه ان يواسيه ويشاركه الهموم، كما هو اليوم حال القرعان من امثال الحكيم ، فكلما مر اقرع من بابه نادى عليه ، واولهم الصدر ، ولكن هذه المرة القياس صحيح لان ببغاواتنا من نفس الدكان ولنفس المالك.

 

أضع القلم..