غوغل يغني .. "عمي يبياع الورد"

عندما انتهيت من قراءة كتاب "العالم مسطح" للكاتب الاميركي توماس فريدمان  , احتجت كجزء من مستلزمات التحضير لهذا المقال ان اعرف متى غنى حضيري ابو عزيز  "عمي يبياع الورد". لم يدر في  خلدي ان اسال من بقي على قيد الحياة من كبار السن من الاهل والاقارب عن تلك الاغنية لانهم سيتهمونني بـ "الطنبورية". لدى غوغل الذي "سطح" العالم الحل السحري. وبالفعل لم  يخيب ظني بعد ان حدد لي تاريخ الاغنية وفي أي فيلم شاركت في اربعينيات القرن الماضي ولماذا اعجب بها موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب. لكن لاتتفاجأوا فمقالي لهذا الاسبوع عن النفط لا عن الورد. وعن الدكتور حسين الشهرستاني لا عن حضيري ابو عزيز. العلاقة بين الاثنين تكمن في التالي .. اذا كان ابو عزيز تساءل في اربعينات القرن الماضي عمن يبيع الورد وباي ثمن وقد يمر بمرحلة كساد وقد لايجد من يشتريه مع انه لابدائل للورد حتى الان بعكس النفط   بينما حري بنا ان نسال الدكتور الشهرستاني "عمي يبياع النفط .. كلي النفط بيش؟". ولكي اربط الفرس جيدا ساهرع الى فريدمان الذي يقول في كتابه "كانت الصين باحتياطاتها من النفط والغاز مصدرة صافية. ولم تعد كذلك. ففي سنة 2003 تقدمت الصين على اليابان كثاني اكبر مستورد للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة الاميركية". مالذي حصل بحيث تحولت الصين من واحدة من اهم الدول المصدرة للنفط الى الدولة الاولى المستوردة؟ هل جفت ابارها النفطية بحيث بدات تضطر للاستيراد؟ هل فشل الصينيون في الحفاظ على هذه الثروة فاهدروها في الفساد المالي والاداري؟ الاجابة  بكل بساطة لا. الذي حصل بالضبط ان الصين تحولت الى دولة "براسها خير" منتجة للسلع والخدمات والصناعات الثقيلة التي غزت العالم بعد ان كانت مجرد دولة " عتاكة" تبيع نفط وتعيش شعوبها من موائد "الثورة الثقافية".
 ما علاقة كل هذه القصة بالورد والنفط وحضيري ابو عزيز والشهرستاني. العلاقة ببساطة ان وزارة نفطنا ولجنة الطاقة والدكتوران  الشهرستاني وعبد الكريم لعيبي يعملان ليل نهار من اجل ان يرتفع انتاجنا النفطي الى 8 ملايين برميل نفط يوميا وربما خلال اقل من عقد الى 12 مليون برميل وهو ما يدر علينا اموالا طائلة جدا. وسوف نفتخر باننا سنكون الدولة الاولى المصدرة للنفط في دول اوبك ونتفوق في ذلك على السعودية وايران. وطبقا لما بات العالم يفكر فيه   سواء على مستوى بدائل الطاقة او تحويل النفط الى صناعة وزراعة  وانتاج على كل المستويات فان اية زيادة في انتاج النفط وبيعه وجلب المزيد من الاموال ستكون محصلتها مايلي.. سوف نحتاج الى ملايين اضافية من البطاقات الذكية لاستلام شتى انواع الرواتب التقاعدية والجهادية. كما يعني توفير المزيد من الاموال لزيادة مفرادت الحصة التموينية بمن في ذلك الاستمرار في شراء الانواع الرديئة من الرز التايلندي والشاي السيلاني والطحين الاصفر .. اما العدس وبرغم الـ 12 مليون برميل فسوف يظل .. مفاجأة رمضان السنوية.