ورد تعريف نظرية المؤامرة بالموسوعة الحرة(ويكيبيديا) بانه مصطلح يختلف باختلاف وجهات نظر أصحابها وهي تحدث في كل مكان و زمان، بغض النظر عن المساحة المكانية والتنفيذية والزمنية لها، فقد تحدث في المنزل و العمل و الدولة او على مستوى عالمي، ولا بد ان تجد فيها طرفين: طرف متآمر وهم الحكومات، وطرف مُتآمر عليه وهو الشعب ومن الناحية الزمنية فقد يتم تنفيذ المؤامرة بشكلٍ كامل ابتداءً من التخطيط وانتهاء ببلوغ النتائج في ساعة أو يوم أو سنة أو عدة سنوات، وقد يكون أطراف هذه المؤامرة أو أحدهم على علم بها وغالباً ما يكون الطرف المتآمر هو الذي يعلم بها إلا أنه ليس ضرورياً أن يكون كذلك فقد يقوم بالمؤامرة دون وعي منه بأنه يقوم بها، وقد تتم المؤامرة دون علم الطرف الثاني (المتآمر عليه، الشعب) ويمكن أن يعلم المستهدف بوجود مؤامرة لكنه لا يستطيع تحديد أصحابها. فلو دققنا في التعريف اعلاه لوجدنا اننا نسكن الطرف الثاني من اطراف تلك النظرية(المتآمر عليه) وبامتياز اما الطرف الاول هم ممثلينا الذين اخترناهم بأيدينا ليتآمروا علينا ويستبيحوا حقوقنا تحت نور الشمس بجسارة ونكران جميل حتى آل فعلهم هذا الى نهب ثرواتنا وقوت ابناءنا وانتهاك كل المحرمات من اجل مصالحهم الشخصية في بناء وشراء العقارات وتنمية الارصدة في البنوك و ترحيل ثروة العراق الى خارج القطر بطرق عجيبة وغريبة فمعظم سياسينا تحت جنسيتين او ثلاث يعمل في العراق ويرحل الاموال العراقية وقوت شعبه الى دولة اخرى فبدأت ارصدتهم في البنوك الاجنبية تكبر وتكبر وكلما زاد عددهم ، تفاقم عدد الفقراء والمحرومين في الوطن حتي يأتي اليوم الذي يصبح العراق فيه صحراء قاحلة ، وربما سيبيع سياسينا النخيل و دجلة والفرات ....! السبب في ذلك يكمن فينا ، فلنا عادة غريبة اننا نصنع الطاغية بأيدينا وحين يكبر ويبدا حصاده رقابنا نحاول العمل بكل ما اوتينا من قوة للتخلص منه و الدافع في ذلك مجهول ، هل هو طيبتنا العفوية ام بساطتنا الغير محدودة.....ام هو تخلف فينا....!؟. وصار العراق البلد العربي الوحيد الذي يتبنى السياسي فيه تلك النظرية المقيتة بشكل فعلي وعملي تحت ظل الديمقراطية المزيفة والحرية الحمراء التي صبغت بدماء الابرياء الذين تراق دماهم على مدار الساعة ضحايا لتمرير تلك النظرية بقسط او بدون قسط.....!؟ يدخل السياسي العراقي البلد تحت جلباب مظلومية الاضطهاد السياسي والتهجير ويبدأ فعله فينا ويصطف بنوع من نوعين : نوع صامت( ياكل ويوصوص ) وينهب ويقتل ويتجاوز كل الاعراف بصمت ، والاخر ينهب ويقتل ويرافق ذلك سلاطة اللسان والتصريحات الرنانة بصوت عال فاضحا افعال النوع الاول معتقدا انه ذكي الى حد الغباء لكنه في الحقيقة غبي الى حد الذكاء بمعنى انه يعتقد أن فعله هذا يبرهن حرصه على حقوق الشعب وبان لسانه السليط هو خدمة للشعب العراقي مفترضا ان الشعب العراقي لا يعي ما يفعل. فهو واهم جدا لان بفعله هذا يقوم با يهام الشعب وتطبيع افعاله وافعال زملاءه المشينة وهذا طبعا اشد انواع الانتهاك لحقوق الشعب العراقي ...! لو افترضنا ان هذا النوع من السياسيين وطني الانتماء حقا فكان الاحرى به ان يستقيل او على الاقل يبتعد عن الاصبع والريموت كنترول الذي يحركه كاي جهاز الكتروني من خلف جدران قبة البرلمان لالقاء النص المسرحي الذي كتب له من رئيس الكتلة وهذا الاخير بدوره استلم ذات النص من دولة اجنبية خارج الحدود وهكذا هي الحال التي وصلت اليه الحالة السياسية في العراق. فما يحدث الآن هو مسرحية باهتة وسخيفة وليس حالة سياسية.....!؟ برز لدى البعض من السياسيين العراقيين هواية غريبة وهي افتعال الازمات وزرع الفتن الطائفية والقومية بين سنة العراق وشيعته واكراده وعربه بألقاء الخطب و الهذر الدائم في الفضائيات بالمصطلحات الرنانة واتهام بعضهم البعض لأذكاء نار الطائفية والمحاصصة المقيتة فقسموا كراسي مجلس النواب على هذا الاساس والمناصب ايضا ولكنهم فشلوا بذلك بعد ان جابههم الشعب العراقي بقوة تماسكه......!؟ اطلوا علينا بنظرية جديدة وهي نظرية التسقيط ، وبدأ الجانب البعيد عن الحكم يسقط الجانب المستلم للحكومة ولو تبادلوا الادوار لحدث الشيء نفسه.......!؟....وان استمر هذا الحال سوف لا تستقر حكومة في العراق الى الابد مادام طرفي المعادلة في العراق يتبنى تلك النظرية و يتناسى خيمة العراق تماما ويعمل تحت خيمة الطائفة والمذهب والقومية بأجندات اجنبية لذلك بدأوا يتساقطون الواحد تلو الاخر وبدأ العراق وشعبه يلفظهم وهذا ما حدث فعلا في انتخابات مجالس المحافظات الدورة الحالية وما سيحدث في الانتخابات البرلمانية القادمة....! صبر الشعب العراقي قد نفذ نتيجة ذلك البلاء الذي نزل فيه وهو مستمر بالتظاهر والاعتصام ولكنه لا يجد اي اذن صاغية لان سياسينا اصروا على نشر الفوضى و التخبط في الوضع السياسي العراقي ليتسنى لهم النهب بهدوء وراحة بال تامة و دون ازعاج فتحول مجلس النواب الى صخرة صماء لا نفع فيها ومنها .....!؟... عمت الاحتجاجات و المظاهرات عموم محافظات القطر بمطالب مشروعة للخدمات مثل الكهرباء و تعديل قانون التقاعد والغاء رواتب و تقاعد البرلمان ...الخ... وكرد فعل من مجلس النواب لمطاليب الشعب العراقي اجتمعوا للموافقة على اقرار تقاعدهم بكل صلف ووقاحة وتحدي واستفزاز للشعب العراقي.....!؟ في تونس البلد العربي الصغير مواطن مظلوم واحد حرق نفسه قامت الدنيا ولم تقعد ونحن في العراق نتظاهر ونعتصم كل جمعة ويقتل الالاف من ابناء شعبنا بالسيارات المفخخة ومجلس النواب لا يحرك ساكن ....!؟..... ويبدوا ان سياسينا قد اسسوا لنظرية جديدة لهذا الصمت ربما سيكون اسمها( اكل واسكت) ولكون السكوت صار من ذهب و العراق اصبح حقلا للتجارب والنظريات السياسية. لذا ادخلونا وانفسهم في نفق الطائفية المقيتة المظلم ليتسنى لهم النهب والسلب بهدوء ونسوا ان غضب الشعب وقبضة ستكون ثقيلة على وجوههم ...حتما سوف تشرق الشمس غدا.....وان غدا لناظره قريب....!!
|