جذاب.. جذاب.. نوري المالكي |
أنهم يكذبون في كل شئ, ليس على العراقيين فحسب, بل حتى على أنفسهم, وينطلقون من مقولة ( أكذب حتى يصدقك الاخرون ), ثم أكذب أكثر حتى تصدق نفسك, وأعتبروها وسيلة تحقيقية للوصول للهدف بأقل الخسائر, والاحتفاظ بالحقيقة في الدرك الاسفل من النار..وما بين الكذب والحقيقة, ضاع الانسان في غيابة الجب, والسبب أننا صدقنا ما يقولون. فالسياسي الذي يمتهن فن الكذب, هو من يمتلك الجاذبية والقدرة على اقناع الشعب, لسبب بسيط, هو انه يقدم الوهم على طبق رخيص لكل نفس ذائقة الإحباط والمعاناة، فهو المخدر لتضميد الجراح وان كان بشكل مؤقت..انه منطق يشتغل وفق قاعدة التقسيط في الصدق والكذب بالجملة لدرجة التخمة. ولكن رغم ذلك تنكشف أوراقه أمام الملأ بفعل التمادي في كذبه بدون كوابح رادعة .. (أبراهام لينكولن) يقول " تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت ,أو بعض الناس كل الوقت, (ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت ).. و ( سفولكس )يقول أيضا ,الكذبة لا تعيش حتى تصبح عجوزا.. فمنذ حلول الديمقراطية في 2003, ونحن نشهد على تداول الكذب ,وبأنواع خاصة ونكهات خاصة،إنه التعاقب على الكذب في سباقات محمومة نحو من يعتلي المنصة ليكذب أكثر،لدرجة الغضاضة والفضاضة ,دون حياء وضمير, فهناك من كان له الطريق معبدا لممارسة هواية الكذب مع سبق الإصرار والترصد دون أن يلقى الحساب والعقاب ,وهناك من ينقطع كذبه لمدة ثم سرعان ما يمارس حالة العودة, وهناك فئة أخرى من تتعرض بضاعته للكساد فلا يجد لها موضعا في ظل شدة التنافس على الكذب, كذب السياسيون حتى ولو صدقوا!! . |