كلما اقترب موعد الانتخابات البرلمانية المزمع اجراؤها في نهاية نيسان القادم كلما ارتفع منسوب الدعايات والاخبار الملفّقة باتجاه تسقيط الاخر. من البديهي ان يكون لكل دعاية دعاية مضادة وكل تلك الدعايات والاخبار التي يتّسم اغلبها بروح الانتقام من الاخر هي دعايات مجهولة المصدر والتمويل. بيد ان تلك الدعايات عارية مفضوحة ولاتملك سندا واحد ولا دليلا ولا حتى مصدرا واضحا وكل ماتستند عليه هو "مصدر رفيع المستوى رفض الكشف عن اسمه" او من قبيل "مصدر برلماني رفض الكشف عن اسمه"؟! هي دعايات بالجملة مختلفة المصدر تغرق الساحة بشكل ملفت.
حصة الاسد من تلك الدعايات كانت تستهدف شخص رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي وهذا يبعث للمتلقّين والمتابعين بلا ادنى شك رسالتين، الاولى ان الطرف صاحب الدعاية قد ايقن من فوز المالكي وقائمته وان ليس من ثمة طريق للحد من اكتساحه للساحة الا عن طريق الدعاية والاخبار الكاذبة الملفقة. الرساله الثانية هي ان الطرف المعني بالدعاية وصاحبها لديه رسالة محددة يحاول من خلالها خلط اوراق محددة وارباك الساحة واغراقها بدعايات تفت من عضد الناخب وبالتالي تحييده عن دائرة التغيير وهذا من شانه ابقاء الوضع على ماهو عليه! بمعنى اخر هي حرب نفسية على الناخب العراقي ومؤامرة ضد العراق كوطن بالدرجة الاولى وهذا اشد واخطر من الدعاية ضد شخص المالكي فقط. مابين هذا وذاك ان صاحب الدعاية ضد المالكي هو المالكي نفسه!
الملفت للنظر انه كلما زادت الدعايات ضد المالكي وكلما ازدادت وتيرة الاخبار الملفّقة ضده واستهداف نجله احمد كلما زاد التعاطف معهما وهو مايدعو الى التأمل ويؤشر على مدى صحة ادعاء بعض تلك المواقع الالكترونية هل انها فعلا تقف بالضد من المالكي ام انها في الحقيقة مدعومة من قبله او من دائرة المقربين منه؟! ان كانت تلك المواقع مدعومة من قبل مناوئين للمالكي فهذه طامة كبرى لانه يؤشر على مدى الهزالة وركاكة التفكير للنيل من المنافس. فالمالكي تحديدا وعبر ولايتين له ارتكب مخالفات واخطاء عديدة وان التركيز عليها في الحملات الانتخابية والدعاية كفيل بلجم جماح فرسه الهائج وحتما ستجد لها وقعا في الساحة وهي انجع من الدعايات الملفقة والاخبار الكاذبة. اما لو ان تلك المواقع فعلا مدعومة من المالكي نفسه او من المقربين منه وهو المستبعد فلو صحّت فتلك طامة اخرى لاتقل عن الاولى. في عالم الدعاية واصول الحرب دائما هناك ذاكرة وتسجيل وان كانت الدعاية حربا شرسة فهي حتما كالسيف ذات حدين وحينها يفضح الصبح الظلام.
|