في السابق حين كنا على مقاعد الدراسة في ذلك الزمن الجميل على الرغم من شح الإمكانات والذي كان احد أهم سمات تلك الأيام لكنة ذو مذاق وطعم ما يزال حتى اللحظة نتذوقه بل ولا ننساه كي نتذكره فهو في عقولنا حاضر وفي وجداننا يحيا معنا لحظة بلحظة ، فما الذي تغير وما الذي تبدل ، لم نكن نحضر الى مدارسنا راكبو سيارات او بواسطة الحافلات المكيفة صيفاَ وشتاءاَ كنا نمشي لها مشياَ على الأقدام ولقلة عددها كانت المسافات طويلة ولم نكن نتلكأ في الوصول اليها او نتوارى عنها رغم كثرة المبررات حتى في شهور الشتاء وفي ألبرد القارص وهي أيام كثر ليس كهذه الأيام ، حتى الطقس شابه التغير كنا نذهب ونمشي ولم يكن ارتفاع دراجات البرودة تثنينا او تعيقنا عن الوصول لمدارسنا , ومع كل هذا كنا نحب مدارسنا ونحب معلمينا وهم يحبوننا ، صحيح لم يكونوا يترددون في ضربنا لكنة ضرب المحب ، ضرب من يريدك ان تنجح وتتفوق وتخط لك طريق في الحياة . اما اليوم فنرى العجب العجاب من طلبتنا ومن مدارسنا ومنا أنفسنا نحن الأهل فالويل الويل لمدير مدرسة لو طلب من تلامذته جمع أكياس الشيبس او عبوات فارغه التي تملأ الساحات في المدارس عندها فلن يكون مصير ذلك المدير او المعلم حيث يشكى علية لأنة لم يتًبع الأساليب الحديثة في تربية النشء فهؤلاء عليهم ان يرموا بنفاياتهم ليأتي عامل البلدية لينظف خلف ألف يساهمون في تلويث المكان ..والسؤال هل التربية الحديثة تمنع ان يكون الإنسان نظيفاَ متعاوناَ يساهم في تنظيف بيئته ومدرسته ؟ وهل التربية الحديثة تتعارض مع استغلال طاقات الطلبة بما يعود بالخير على مدارسهم ؟ لماذا لا تستغل هذه الطاقات فيما ينفع المجتمع ؟ بدل من تفريغها بما يعود بالضرر على المجتمع ، بماذا يعلل علماء النفس والتربية هذا التخريب المتعمد من قبل طالب عائد للتو من مدرسة ليعبث ويخرب كل شيء في طريق عودته إلى بيته ، نحن بحاجة إلى تعزيز روح الانتماء للوطن لدى طلبتنا والجواب لدى وزارة التربية ولدى الأهل فهما وجهان لعملة واحده ...
|