عبد الكريم قاسم ... الدين المظلوم و المتدين السياسي |
ان ابشع جريمة ان يصبح الله سبحانه متهما ، نعم اليوم ومن خلال استقراء بسيط لما يكتب ويقال نجد هجمة شرسة على الدين ومن دوافع شتى ، وهذه الهجمة مبررها الوحيد حينما ادعى من ادعى زورا وبهتانا تمثيلهم للدين ليصبح الدين رهينا لممارساتهم وسلوكهم ، وكان سلوكهم قاصمة الظهر التي جعلت من يمسك حسا انسانيا ولو بسيطا يرفض صاحب السلوك ودينه الذي يتبجح به.... عبد الكريم قاسم رجل ليس متدينا بل ربما نقول ان المؤسسة الدينية في وقته كانت في صراع معه خصوصا بما يخص قانون الاحوال الشخصية ، المؤسسة الدينية حينها لم يطالها الشك من اتباعها الناس البسطاء بل كانت في المحل الارفع والاسمى في قلوبهم ، لكن رغم هذا وذاك كان ولازال هؤلاء الناس البسطاء يحتل قاسم في نفوسهم ووجدانهم محل لم يبلغه احد قبله او بعده من حب وولاء ودون اعارة ادنى اهتمام للخلاف بين مؤسستهم الدينية وبينه... البسطاء من الناس الذين محور سلوكهم يدور حول العاطفة بالاعم الاغلب لم تنفع عاطفة الدين ان تثير في نفوسهم كراهية لقاسم المخالف للمؤسسة الدينية الممثلة للدين في عرفهم ويقينهم ، هنا لابد ان نقف هنيهة نستنطق هذا الموقف واسقاطه على واقع الحال ، قاسم لم يحظى بهذا الحب الجنوني الا لانه واسى فقراء شعبه ليطبق باروع تطبيق مقولة امير المؤمنين علي (ع) " انما فرض الله على ولاة الامر ان يتأسوا بادنى رعيتهم..." ، هذه المواساة هي التي انتزعت حب القلوب من الشعب اليه ورغما عن جميع المعوقات والتي كانت اشدها المؤسسة الدينية... اليوم عمائم تصرخ بكبر حجمها والوانها الفاقعةوخواتم تهتف بنفاسة فصوصها وجباه تلوح بسواد ثفناتها لم تنجح ادنى نجاح في وقف مد الكراهية في قلوب بسطاء الناس للدين العظيم ، بسطاء الناس باعمهم الاغلب لايملكون ادوات دقيقة من الوعي ليفصلوا بين الدين والمتدين بل ولايميزوا بين تعاليم الدين وسلوك المتدين ، وهنا كان من الطبيعي لهم ان يأخذوا صورة الدين من ممارسات وسلوك المتدينين... الصورة الشائعة اليوم والتي تحضر بقوة في وسائل الاعلام لرجل الدين او المتدين هو مانسميه المتدين السياسي ، فهاهي العمائم واصحاب الخواتم والجباه السود واللحى المختلفة الانواعحاضرة في مجلس النواب وباقي مفردات السلطة التشريعية والتنفيذية سواء في السلطات الاتحادية او المحلية ، وهنا المأسآة تتجلى بابشع صورها ، فلم نجد من بين هؤلاء جميعا واحدا او نصف واحد طبق مبدأ المواساة ليعكس تعاليم الدين الحقة ، بل على العكس تماما اخذ جاهدا ان يبحث في ثنايا الاوراق الصفر عن احاديث موضوعة وتأويلات للقرآن مريضة تشرعن له فساده وسرقاته وحياته الفرعونية ، وحالهم في ذا حال قاضي المأمون الذي أول النص القراني بما يتفق مع شهوته في اتيان الغلمان... وليكذبنا ولو بشق تمرة من ينافح ويدافع - وخصوصا جوقة اصحاب السكاسيك الجدد – ويأتينا بمثل واحد لمتدين سياسي واسى الناس بمعيشتهم او سار على خطى قاسم الذي لم يكن متدينا سياسيا بل كان عمليا ، او ليس الدين المعاملة ؟؟ . ربما نلحق هذه النفثه بنفثات تسعر الصدور |