أمنيات مواطن

من حقنا ومن حق أي إنسان؛ أن يطلق مخيلته للعنان، بل ورغما عن الآخرين، ويذهب خلفها أينما ذهبت، فهي أمنيات يتمناها، وأحلام يرجو الوصول اليها، وقد تكون كل تلك الأمنيات؛ سراب وأوهام نركض وراءها، وربما ستتحقق أو قد يحققها لنا، من نغمس أيدينا من أجله بماء البنفسج.

فكم تمنينا أن نعيش في وطن لا "حواسم"، وفي بيت لا "عرصه"، ولا ندفع عنه بدل إيجار،ولا نكون "مسخرة" لمسؤول فاشل؛ يساومنا عليه قبل كل إنتخابات..!، وكم تمنينا أن لا نعاني من قله الخدمات في بلد المليارات، ماء –كهرباء- صحة- تعليم- عدالة اجتماعية، كم تمنينا أن نعيش، ولكن مع كرامتنا، التي تداس أمام كل سيطرة؛ تدعي حمايتنا.

نريد أن يعم السلم الأهلي، وننعم بالتعايش السلمي، ويأتي أصدقائنا من البصرة والموصل؛ ومن السليمانية والرمادي والناصرية وبعقوبة، لنلتقي ونستأنس معا في بغداد، في بلدنا وفي بيتنا الصغير، كم تمنينا أن ننسى كل الطوائف؛ التي ننتمي إليها، ونتذكر إسم واحد منها، ونجعله طائفتنا الوحيدة.

أمنيتي أن نختار المسؤول الوطني، وليس الطائفي والسارق والفاشل؛ وليس المأزوم، نختار الذي يخدمنا ولا نخدمه، ويؤمن بنظرية المسؤول الخادم، ينظر إلى الأيتام والأرامل كنظرته لأبنائه، لا كنظرة يتامى وثكالى، أمنيتي أن يعرف المواطن كيف يختار المسؤول، لا أن يختاره المسؤول ليعيد سلطته الزائلة علينا من جديد.

نريد الأمن والأمان،نريد السلام، فلقد مللنا الحروب، ومللنا العراك فيما بيننا، ومللنا التخاصم، ومللنا إثارة النعرات، مللنا تحقيق أهداف المسؤول الفاشل، وكفانا؛ كفانا؛ كفانا "أزمــــات.

كل ما ذكر من سيئات، فهي من المسؤول الذي أنتخبناه، ووضعناه عبئا على أكتافنا طوال السنوات الماضية، وكل ما ذكر من حسنات، سيأتي من المسؤول العادل الذي يعمل لأجل الدولة العادلة، دولة المواطن؛ لا دولة المسؤول،فالأمنيات تتحقق؛ ولكن إذا وإذا فقط؛ أحسنا الاختيار.