الزيارة الحالية لقاسم سليماني، قائد قوة القدس للعراق، والتي يبذل فيها"قدراته"و"إمکانياته"المتباينة من أجل"فرض" نوع من التقارب و التفاهم بين الاطراف العراقية کلها من جانب و نوري المالکي لوحده من جانب آخر. سليماني الذي تؤکد اوساط سياسية و إعلامية متباينة، بأنه الحاکم الفعلي للعراق و سوريا و لبنان، لايمکن إعتبارها مجرد زيارة عادية عابرة او بروتوکولية، بل هي زيارة هامة و ذات طابع خاص، لأنها تتم في فترة حرجة و خطيرة يمر بها العراق، خصوص وان المالکي الذي يعرف الجميع بأنه رجل النظام الايراني الاول حاليا في العراق، يواجه تهديدات جمة وعلى مختلف الاصعدة، وهناك شبه إجماع عراقي على الحيلولة دون إنتخابه لولاية ثالثة، والذي يجدر ملاحظته هنا، أن النظام الايرني يعلم جيدا بأن نجاح الاطراف السياسية العراقية في الوقوف بوجه إعادة إنتخابه لولاية ثالثة، يعني نجاح وطني عراقي بوجه نفوذه في العراق، خصوصا وان المعارضة الايرانية ممثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية له تصريحات و مواقف صريحة و علنية ضد المالکي و سياساته المتشددة التي يستهدف من خلالها سکان مخيم ليبرتي و يرون فيه خطرا يهدد أمن و سلامة السکان ومن البديهي جدا أن يرحبوا بعدم إنتخابه لولاية ثالثة مما سيمنحهم المزيد من التفاؤل و الامل و القوة ضد عدوهم اللدود النظام الايراني، ولهذا فإن هدف سليماني سينصب والى حد الامکان الى إعادة فرض المالکي لولاية ثالثة. إنجاز صفقات و تسويات سياسية محددة بين الاطراف العراقية ککل او کل على حدة مع المالکي، هو مايدور بخلد سليماني الذي تتهمه معظم الاوساط الاستخبارية و السياسية بأن مهمته الاساسية هي زرع الموت و الارهاب و الرعب و الدمار في کل أرجاء المنطقة، وقد يکون هدف النظام الايراني من وراء تحديد قاسم سليماني شخصيا لهکذا مهمة خطيرة و حساسة بهدف الاعداد لتقديمه في إطار جديد و طابع مختلف عن ماعرف به لحد الان کقائد للمجاميع الارهابية في المنطقة، لکن المشکلة انه من الصعب جدا أن تثق شعوب المنطقة عامة و شعوب العراق و سوريا و لبنان و اليمن خاصة بهذا الامر. زيارة سليماني هذه، وبحسب کل المعطيات و الادلة و القرائن على الساحة العراقية، هي زيارة تستهدف الاعداد و التهيأة لمراسيم الولاية الثالثة لنوري المالکي أي بکلمة أخرى يحاول النظام الايراني عن طريق قائد قوة القدس مجددا لوي ذراع العراقيين کما فعل عام 2009، عندما أعاد فرضه لولاية ثانية، ولکن من المؤکد أيضا بأن الاطراف العراقية المختلفة خصوصا و الشعب العراقي عموما، سوف يبذلون أقصى الجهود لمنع عودة المالکي لولاية ثالثة، والسؤال هو: من الذي سيأخذ بزمام المبادرة؟!
|