بعد النوم وقبل ألانتخابات

أن الفترة الماضية من عمر الشعب العراقي كانت أشبه بفترة نوم أو سبات شعبي جماعي ,
نوم لابد منه , أو قل سباتا استحقاقيا بعد تلك الفترة المظلمة من الدكتاتورية المقيتة
,(نومة العافية) هذه اشبه بفترة نقاهة لشعب عانى من المرض فترات طويلة ,
فترة النوم الشعبية هذه مر بها الشعب بكل شرائحه ومكوناته , فمن نائم طوعي والأمل بالمستقبل يغطيه بشراشف ورديه ,
ونائم مرغم بعد تعب تلك السنين العجاف ولقد تهرأت مفاصله بفعل الهروب من الجندية أو بفعل المعارك البائسة أو بسبب ركضه الخائب للبحث عن لقمة العيش, ومن رفض النوم أغروه ببطانيات رديئة الصنع , ومدفآت نفطية , ونقود قذرة لاتعرف مصادرها ,
ومن كانت له ذرة من نباهة ورفض أن يدخل السبات ألقسري الجماعي , ستكون هناك أساليب كثيرة لإسكاته وتنويمه للأبد ,
منها مثلا فتاوى المنابر والحلال والحرام
وإذا لم يجد هذا نفعا فهناك مسدسات أنيقة لاتثير الانتباه بضجيج وفرقعة المسدسات المعتادة فهي مزودة بكواتم للصوت , نقش فوق معادنها المصقولة عبارة (نصر من الله وفتح قريب) ,
أو عبوات لاصقة بموديلات حديثة جدا من طراز ( اللهم صل على محمد وال محمد) توضع تحت مقاعد سيارات أولئك المثيرين للشغب والذين أزعجوا هذا الشعب المسكين أثناء (نومة العافية) تلك ,
تلك( النومة) التاريخية التي جعلت من بضعة متسولين أسيادا لبلد النائمين وعنوانا لثرائهم الفاحش سرقوها من الشعب أثناء سباته الطوعي أو ألقسري لايهم فالأمر سيان..
صباح الخير ياشعب .... انهض من النوم فقد حانت ساعة الانتخابات ,
صبحكم الله بالخير ياشعب , حانت ساعة التمسح وبدأ مهرجان تقبيل أيادي الفقراء
انهض ياشعب من سباتك فقد حانت ساعة التملق الحكومي لك بعد ذلك الجفاء المذل والنسيان المتعمد لك ,
ألان سيطبقون نظرية ( إذا كان لك حاجة عند ..... فقل له حاج ... شعب) , سيزورونك وسيتألمون على ألامك التي صنعوها بأيديهم وسؤ ادارتهم ومكرهم لكن !!! أحذر الاعيبهم الوسخة
انتبه سيدفعون لك سقط المتاع , وسيمكرون بك باسم الله , وسيعدوك بالآمال العريضة والمستقبل الزاهر,والأوهام الخداعة.
سيبذلون ماء وجههم (إن كان به ذرة من ماء الكرامة) في سبيل خداعك فأنت تمثل الورقة الأخيرة برحلة حظوظهم الغير متوقعة بعد أن جعلوا جوازات السفر الحمراء التي كانت يوما محترمة في طيات أرديتهم التي تنوعت مابين بدلة حديثة مجعدة وبين أزياء يفترض أنها إسلامية لكنها أصبحت عنوانا للكذب والخداع والسرقة والقتل.
لكننا ياشعب سننتخب ونتحمل المسؤولية التاريخية, سننتخب ونحن نحمد الله على هذه الهبة التي منحتنا إياها الأمم المتحضرة.
سننتخب لأنها النتيجة الحتمية بعد النهوض من النوم أو السبات, لكن مسألة الانتخاب هي معقدة وشائكة لكنها واضحة وضوح الشمس سأقول لك كيف حصل هذا التناقض:-
لقد تم تقسيم الشعب العراقي من قبل الحاقدين وتجار الدماء لأربعة أرباع الربع الأول هم الشيعة وولائهم لإيران والربع الثاني هم السنة وولائهم للسعودية والربع الثالث هم الأكراد وولائهم لكرديتهم إما الربع الرابع فهم الأقليات وولائهم لا يعرفه سوى الله
فأين عراقيتك من هذه الولائات ابحث عنها وانتخبها .
إياك ومعاودة الكرة وتذكر إن (المؤمن لايلدغ من جحر مرتين)
لاتنتخب من رضع قذارة (البعث) فهو قذر بالرضاعة
لاتنتخب من الشيعة من تاجر بدماء الشيعة
لاتنتخب من الشيعة من دخل العملية السياسية وهو (حافي) وهو الان متخم بأموال اليتامى
لاتنتخب من الشيعة من كانت طائفيته اشد رسوخا من عراقيته
لاتنتخب سنيا سكت عن جرائم العرب في العراق
لاتنتخب من السنة من حرض على قتل العراقي ارضاء للعرب
لاتنتخب من السنة كل من قبض اموالا من دول الجوار تحت كل المسميات من اجل دفع العراق للزاوية التي يرغبون
لاتنتخب كرديا يريد تمزيق العراق
لاتنتخب كرديا يريد وطنا مستقلا ثمنه تدمير العراق

وفي الختام أقول إلى كل الذين شاركوا بالعملية السياسية:-

ينطبق عليكم بيت الشعر الذي يقول –


أرى الناس خداعا إلى جانب خداع
يأكلون مع الذئب ويمشون مع الراعي