خسرنا الخليج لنربح البصرة

واثق الجابري

قرون متعاقبة ونحن  نعيش حالة من الظلم  والضياع في الحق في وضح النهار , ظلمنا الغريب والقريب حكامنا واشقائنا واعدائنا وحتى الامم المتحدة وكل الشعوب لم تنظر في قضية شعب يذبح كل يوم ويحصد ارواحه الارهاب وتوزع الظلم علينا بالتساوي , من العرب والغرب وحتى من الفيفا لم يتوقف عن ظلمنا , من يشاهد مباريات كرة القدم يشتعل حماسا ويشعر ان الوطنية تغلي بداخله ويبكي على اللاعب العراقي الغريب يبكي على العراق الذي فرقه الساة وجمعته كرة القدم , نهب في امواله القاصي والداني الحيتان والمافيات والدول المضيفة لمؤتمراته والمضيفة لفريقه الكروي وحتى المدربون الاجانب واخرهم زيكو من تخبط الادارة , لم يبقون هيبة للعراق وحاولوا تفتيت وحدته واقتتال شعبه , واليوم في دورة الخليج نرى تقصير الدبلوماسية العراقية تجاه شعبها في حجز مقاعد لمشجعي فريق الغرباء بين جمهور واعلام يكاد يأكلهم فوصل المشجعون بوقت متأخر ولم تحترم ايّ من الاعراف الدبلوماسية ولم يعطى الحق بقسم الملعب الى نصفين للمشجعين وان كان واحد ووكانت الاستهانة واضحة  بمشجعي العراق ولم يتحرم السلام الجمهوري في اعلام لا يزال يكشر عن انيابه الممجد لأنظمة الاستبداد والاستعباد  ولا تزال مواقعهم ترفع اعلام النظام المباد وتدخل بقصد الى الملعب , نقول لم نخسر نعم ربحنا وفزنا بوحدة شعبنا تحت راية العراق الواحد وخفقت قلوب العراقيين معاّ , نعم فزنا بأن ننظم دورة الخليج القادمة ولن نتعامل مثلما تعاملوا معنا , وسيرون الكرم العراقي , لكن مدينة البصرة الفيحاء وام الخير العراقي اليوم هي مدينة متهالكة بسوء الخدمات ونصف سكانها يسكنون بيوت التجاوز والبطالة بنسب مرتفعة والفقر يطارد اهلها وبنيتها التحتية منهارة , كيف لمدينة الفراهدي والسياب ان تستقبل الضيوف وكيف نعيد تاريخها وفيها بني اول مسجد في العراق وشط العرب لا تزالم مقبرة للسفن الغارقة  , فإن كانت المدينة الرياضية تكاملت وفيها من الفنادق وأماكن وقوف السيارات والمطاعم , لا بد للتعريف عن تاريخنا وأرث اقدم مدينة في العراق , وهل ان البصرة اليوم مستعدة لإستقبال الضيوف وملايين العراقيين المتلهفة قلوبهم لتجمعهم ابتسامة سرقت منهم لعقودة بأفعال حكام هوجاء وظلم دولي واقليمي لشعب كامل , البصرة لا تنقصها الخيرات وهي تطفو على بحر البترول والنخيل الميت وقوفاّ , البصرة لا تقل اهمية من دبي ولا نريد ان نصدق من يقول فشل الديمقراطية في العراق  حينما يجدون الخريجون يبحثون في الشوارع عن فرصة للعمل وترشقهم سيرات المسؤولين بالمياه الاّسنة  والاطفال الايتام يستجدون في تقاطعات الطرق وبيوت الصفيح في وسطها , لم يبقى سوى سنتان  للبطولة ويجب ان تتوجه الانظار والجهود للبصرة ويكون العمل فيها ليل نهار وتستثمر الايادي العاملة فيها ومن كل العراق وليعرف  العالم عن حضارة وادي الرافدين  وبلاد علي والحسين وبابل والزقورة والحدباء  ولا بد ان تنهض مدننا وبروح عمل الفريق الواحد الذي حمل غيرة وكرم العراق ونوفر الكهرباء للبصرة وما مجهز لها  800 ميكا واط  في حين ان المدينة الرياضية وحدها تحتاج الى 1000 ميكا واط  لا نريد ان تنقطع الكهرباء كما حدث في ملعب  اربيل  , فنحن لم نخسر الخليج وانما ربحنا وحدة شعبنا وعلينا ربح البصرة  تلك المدينة الغنية   والعاصمة الاقتصادية ...