مضايف أهلنه في قناة( بلادي)

برنامج يدعو للشك من اجل أن لا أبدو وكأني استهدف قناة بعينها او كتلة بعينها او شخصا بعينه فاني أسجل في البداية إيماني التام بان منطقتنا العربية بشكل عام واقعة تحت الهيمنة التامة للقوى العالمية والإقليمية ابتداء من حكماء بني صهيون وانتهاء بحكماء أثيوبيا وان جميع ما يجري فيها وخصوصا في مصر والعراق وسوريا هو من إعداد وإخراج تلك القوى ,,,وإذا أخذنا العراق نموذجا فإننا نلاحظ بان من أهم الأدوات المستخدمة في صناعة الحدث هي عشرات القنوات الفضائية المملوكة لللافراد والأحزاب والجماعات والتي باشرت في مهامها منذ الأيام الأولى لسقوط صدام حسين ولحد الآن ... وإذا كنا شجعانا فعلينا أن نعترف بان اغلب هذه القنوات تبث سمومها ليل نهار وبأساليب شيطانية ماكرة من اجل تمزيق النسيج الاجتماعي في العراق وقذف المجتمع في آخر المطاف في صراعات داخلية بعد تفتيته الى طوائف وقبائل وأحزاب وأفخاذ وفنا دو وفند لا تتردد عن استخدام السلاح فيما بينها وبذلك يضمن هؤلاء السادة بقاءهم أمراء ومدراء لتلك الصراعات الدموية المقيتة .. لقد استوقفني قبل أيام برنامج تقدمه قناة بلادي المحترمة تحت لافتة (مضايف أهلنه )وهو برنامج متخصص بنشر السموم العشائرية المقيتة في صفوف العراقيين ...وخلال ساعة كاملة من الحوار بين مقدم البرنامج ورؤساء العشائر لم اسمع جملة واحدة من الطرفين يمكن أن تكون مفيدة لقائلها او سامعها وقد تراوح الحديث بين اسم جد القبيلة الأول الذي يدعى ثور ابن كلاب والذي لم يسجل التاريخ عنه شيئا وقد يكون مجرد قاطع طريق وبين اسم المكان الذي انحدرت منه القبيلة وهو عادة يعطى من دون أي سند تاريخي وبين يطولان القبيلة ولعل أهمها معركة (بيض الدحرج )التي حصلت مع إحدى القبائل المجاورة بسبب بيضات لدحرج وهو طائر صغير ... لقد كان فريق البرنامج يتعامل مع الحاضرين وكأنهم مجموعة من الرعاع والجهلة والسذج اللاهثين خلف الوجاهة الموجودة في بطون كاميراتهم والتي لا يمنحونها إلا لمن يثبت لهم حسن السلوك بمبايعة السلطان ... إن الرسالة التي يراد لها أن تصل الى رؤساء العشائر من خلال برامج من هذا النوع هي الآتية (أيها المشايخ الكرام إياكم أن تنسوا بان وجاهتكم وسلطتكم وكرامتكم وامتيازاتكم لن تحصلوا عليها إلا بعد مبايعة الحاكمين والسياسيين وان دوركم ينحصر في هذه الأطر المرسومة لكم والتي تتلخص في الدوران في الحلقات الفارغة وإياكم أن تسمعوا من يدعوكم باعتباركم أبناء البلد الحقيقيين الى العودة الى القيام بدوركم الصحيح... إن من أهم الحقائق الصارخة في العراق اليوم أن اغلب القنوات الفضائية الخاضعة لإرادة مالكيها قد أفرزت ذراعا خاصا يتولى تضليل رؤساء العشائر للحيلولة دون اكتشافهم لدورهم الصحيح المتمثل باستغلال مكانتهم الاجتماعية وليس العشائرية من اجل تعبئة الشارع العراقي ضد الفاسدين والطارئين على العراق وأهله وهم قادرون على ذلك