أكاديمي اسباني: الحكومة العراقية الحالية لم تقم بأي مجهود لاصلاح المنظومة التعليمية بالعراق.

العراق تايمز- لقد حمل الاكاديمي الاسباني خافيير بوهيكاس الحكومة العراقية الحالية مسؤولية تدهور المنظومة التعليمية في العراق ومعها قوات الاحتلال المقادة من طرف بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية ومشاركة اسبانية، عن الحالة الراهنة التي اصبح عليها العراق كارتفاع نسبة البطالة وغياب الخدمات الاساسية العامة التي تضمن ابسط شروط العيش الكريم. مؤكدا ان الحكومة العراقية لم تتحرك قيد انملة من اجل تحسين الاوضاع التي خلفتها سياسات الاحتلال. كما طالب خافيير الذي يعمل استاذ لمادة الفزياء بجامعة برشلونة بمحاكمة كل المسؤولين عن الغزو العراقي المتمثل في الثلاتي "بلير و بوش واثنار. مشيرا الى ان 200 منظمة غير حكومية قامت بتقديم وثائق تفضح الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان في العراق امام المجلس الاستشاري لحقوق الانسان التابع لاللامم المتحدة في انتظار جواب قد يأتي و قد لا يأتي.

 

كتب: خافيير بوهيكاس

ترجمة وتحرير: العراق تايمز

 

لا يفصلنا الا القليل على  استكمال عشر سنوات من احتلال العراق، على أيدي قوات التحالف التي قادتها بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية بمشاركة اسبانية  إذ أنه يجب علينا كلما تذكرنا احتلال العراق استحضار الثلاثي ( بلير،بوش و خوسي ماريا اثنار)

لقد كانت انعكاسات الاحتلال سواء تلك التي على المدى المتوسط أو على المدى الطويل جد، لكن ولحد الآن لم يتم استدعاء اي من الجناة و السمؤولين على هذه الحرب التي شنت تحت غطاء الديمقراطية، وفي الواقع كانت لديها اهدف اخرى.

في سنة  2012 تقدمت اكثر من 200 منظمة حقوقية أمام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بوثائق لا حصر لها، تفضح الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان في العراق، وطالبت هذه المنظمات غير الحكومية بالتحقيق مع المجرمين واتخاد الاجراءات اللازمة  لوضع حد  لظاهرة ما يسمى بالافلات من العقاب.

بعد عشر سنوات من الاحتلال، البلد لم يستطع لم نفسه مجددا أو إعادة بناء ذاته، بل الاكثر من ذلك انه يعاني من حالة تخريب ودمار كامل، حيث ان البطالة فيه تعدت نسبة الخمسون بالمائة، والشعب يواجه مشاكل لا متناهية من أجل العيش فوق الارض،فهناك نقص كبير في الغداء والخدمات الاساسية العامة، التي تكاد تكون معدومة ، ناهيك عن مشاكل مياه الشرب وشبكات الصرف الصحي التي توجد في وضعية جد مزرية، بالاضافة الى انقطاع التيار الكهربائي طيلة اليوم، في حين توجد بعض المناطق تستفيد من الكهرباء فقط لمدة ساعة واحدة باليوم.

بعد هذا التخريب الممنهج من طرف قوات الاحتلال، لم تقم الحكومة الحالية بفعل أي مجهود ولم تتحرك قيد انملة من اجل تحسين الوضعية الصعبة التي يعيش عليها المواطن العراقي.

ان اهم ما اردت ان اتحدث عنه اليوم هو المنظوة التعليمية بالعراق، لعلي استطيع أن ابين لكم حجم الخراب الذي لحق هذه الاخيرة مع دخول الاحتلال الى البلد. فقبل سنة 1991 كانت المنظومة العراقية تعد الافضل على مستوى المنطقة العربية، حيث سجلت مستويات عالية في نسبة المتمدرسين ومحاربة الامية، وجودة التعليم . الا انه بعد الغزو، العراق عانى من عملية تفكيك وتدهور في المنظومة التعليمية التي على ما يبدو كان أمرا متعمدا و ع سبق الاصرار حسب الوثائق المقدمة من طرف 200 منظمة التي قدمتها امام المجلس الاستشاري لحقوق الانسان.

لقد دمرت اكثر من 80 بالمائة من المؤسسات التعليمية العاليية اما بسبب  النهبت او القصف، كما تم استهداف اكثر من 700 مدرسة ابتدائية " فهل كان ذلك باهداف عسكرية؟؟".

وفي ظل السياسة التي لقد اتخدها بول بريمرخلال فترة حكمه باجتثات البعث، تشير التقديرات أنه تم تسريح اكثر من 15.000 شخص من الجامعة وحلوا محلهم اشخاص آخرين ،كانوا اقل منهم كفاءة لكنهم اكثر قربا من الحكومة الجديدة.

والى جانب تسريح العمال عرف العراق مئات عمليات الاغتيال التي استهدفت الاساتذة والاكاديميين. ففي مايو لسنة 2004 كان المجتمع الاكاديمي يعتبر من اكثر الجهات المهددة بالنسف، حيث سجلت العديد من عمليات القتل والاكراه على ترك الوظيفة والتهديد المستمر. مما دفع بالكثير من الاساتذة بالرحيل من البلد، وقد قدرت الاحصائيات أن اكثر من 65.000 هاجروا بين سنتي 2003 و2008.

في بدايات سنة 2012 تم تسجيل عمليات قتل في حق 317 استاذ جامعي. كان أغلبهم ينتمون الى العديد من التخصصات الاكاديمية المختلفة وكان اغلبهم يمتلكون مستوى عالي من الثقافة والوعي والتحصيل. والى الآن لم يتم محاكمة أو استدعاء اي من أولائك المجرمين المسؤولين عن تدمير العراق.

ان السلطات العراقية المنصبة من قبل الاحتلال هي الأخرى لم تقم بأدنى خطوة في التحقيق في هذه الجرائم، فقط وحدها المنظمات الدولية غير الحكومية هي التي تحمل على كاهلها القضية ولكن بدون نتائج تذكر.

إن تفكيك المنظومة التعليمية بالعراق يستحيل معها اعادة اعمار العراق، ويجعله في غالب الاحيان يعتمد على كفاءات اخرى من خارج القطر، وإن الاغتيالات المنهجية للاكاديميين هي جناية مضاعفة، اولا من أجل القتل وثانيا من اجل تهديد مستقبل البلاد باكملها. في حين تتحمل الحكومة الحالية ومعها قوات الاحتلال على ما اصاب العراق من خراب مستفحل على كافة الاصعدة والمستويات.

اننا نطالب بمحاكمة كل المجريمن اللذين ساهموا تديمر العراق ومعاقبتهم. لانه في حال غياب المساءلة من الممكن ان تتكرر الانتهاكات و تزيد عن حدها.

لن ننساك يا عراق.