انا و أنت و كرة القدم العراقية : الدكتور علي التميمي .. مثالا على خواء حزب الدعوة

 

 

ابدأ كلامي موجها الى الدكتور علي التميمي بعد الاحترام :

انا و انت :

انا لم اكن اتمنى ان يفوز العراق في لعبته الكروية !!!!

اما انت :

انت مغرور - مجانب للحقائق - لا تؤمن بالتداول السلمي للسلطة - لا تؤمن بحرية التعبير- متناقض مع نفسك قبل غيرك - مستبد بقناعاتك الفكرية - مساهم بتدمير العراق - لاتفكر بوضع الحلول للمشاكل و الازمات - تضع الزيت على النار و تتمايل مع الريح حيث ما تمايلت - طبيب فاشل !!!!

و اليك تفسير ذلك:

انت مغرور: تتناول المواضيع في مقالاتك التي دأبت على نشرها بالاصرار على ثبات فكرتك و صواب آراءك ووضع التفسير لحركة الاخرين و تنتقص ممن تشاء و تثني على من تشاء متجلببا بجلباب قناعات حزب الدعوة التي أبيت ان تغادرها رغم ادعاءاتك التي لا يمكن تبرأتك من اعمالها

انت مغرور لان صاحب التخصص في العلم يبقى طول عمره بحاجة الى الاستزادة من العلم و كانه في ألف باء تخصصه اما انت و كأنك تجاوزت تخصصك الطبي و بدات بسبر غور العلوم المعرفية و الفلسفية و السياسية و نظم الحكم و يذكرني غرورك بعنجهية الشيخ الوائلي عند ذكره للفخر الرازي على سبيل المثال و كيفية استهزائه بتفسير الرازي و غيره على رؤوس الاشهاد و امام الملأ في مجالسه الفارغة و لم يراعي اي ضابط للنقد العلمي الصحيح و اقول مجالس الوائلي الفارغة لانها على مدار عشرات السنوات لم تجني الا تعميق الاباطيل و التاريخ المزيف

و لهذا نصيحتي اليك إما ان تعود الى رشدك و تعترف بالاخطاء الجسيمة التي ارتكبتها لانك تعتبر من ازلام حزب الدعوة و ما جره و يجره على العراق من ويلات و دمار او ان تعود ادراجك الى تخصصك الطبي و ليس من عيب في ذلك

مجانب للحقائق: في وقت كنت تقول ان المالكي يقود البلد الى ما لاتحمد عقباه و انه غير مكترث بالازمات التي حلت بالبلاد و تنتقده و افراد حزب الدعوة ... تعود اليوم و تدعي بان المظاهرات في المدن الغربية من البلاد مسيسة و وو... الى اخره و ان السبب الرئيسي في اندلاعها هو اعتقال حماية العيساوي و فاتك يا من تعرف ابجدية التاريخ ان لكل الاحدات التي حلت في العالم اسبابا مباشرة و اسبابا غير مباشرة ... نعم ان السبب المباشر الذي لاينكره عاقل هو اعتقال حماية العيساوي لكن فاتك كما فات غيرك عن عمد او سهو الاسباب التي اوصلت و ستوصل البلد الى ماوصل اليه من منزلق خطير خصوصا ان توقيت اعتقال حماية العيساوي كان مقصودا من قبل المالكي في وقت كان الشارع فيه معبئا بموسم زيارة الامام الحسين في مناسبة الاربعين و توهم المالكي ان بامكانه حسب حساباته استغلال هذه المناسبة الى جانبه و تسخير الحشود الكبيرة للوقوف الى جانبه و هو لم يعرف ان السحر قد ينقلب في احيان كثيرة على الساحر  

كنت اتمنى ان تضع تحليلا دقيقا و انت لا يعوزك ذلك تبين فيه اسباب التدهور التي ادت الى التداعيات الاخيرة و ان تضع الحلول و العلاجات و المقترحات للخروج بالبلد الى بر الامان

لكن يؤسفني ان اقول ان لغتك قد تغيرت حتى لم يكن يعوزك في اكمال المشهد غير الشتيمة و السباب و كنت ارقب ذلك من لهجتك الحادة و نبرتك غير المعهودة في كتاباتك السابقة

كنت اتمنى ان تعترف بقصور القائمين على ادارة البلد و ان الايام اثبتت انهم لم يكونو رجال دولة بالمعنى الصحيح و ان العراق اصبح ضيعة رخيصة لهم

كنت اتمنى و انت قريب من بغداد ان تعرج على بغداد و ترسم جغرافية بغداد الحالية و كيف انها و للاسف قسمت الى كرادة و جادرية عمار الحكيم و بدر العامري و كاظمية حسين ابن اسماعيل الصدر و غيرهم تعرفهم اكثر مني لكن تعوزك الجراة في كشف عوراتهم

كنت في يوم ما منبهرا في آرائك تجاه السلطويين في بغداد و كشفك بعضا من خفايا حزب الدعوة و هذا كان السبب في متابعة مقالاتك و قد تحدثت في يوم ما مع احد المقربين من حزب الدعوة فاجابني ان علي التميمي لديه مساحة محددة من النقد لانه يعرف ان هنالك خطاً لا يمكن تجاوزه لان عند تجاوزه فان لدينا اوراقا كثيرة سنكشفها ضده و التي ستكبح جماحه اما الان فانه لايقدم و لا يؤخر 

لا تؤمن بالتداول السلمي للسلطة : لو كان حزب الدعوة وانت تؤمن بالتداول السلمي للسلطة لكنت اول الناس من يعترض على تمسك المالكي بالسلطة بعد الانتخابات و التي وصلت الى طريق مسدود استمرت الى حوالي السنة بطولها و لم تحسم الا بعد مخاض عسير من التوافقات غير الموفقة في اربيل

لو كنت تؤمن بالتداول السلمي للسلطة لكنت ابديت رايك بخصوص الولاية الثالثة للمالكي المزمعة و ان احد اسباب الازمات الحالية هي عمله الدؤوب على ازاحة المنافسين له و انه فيما اذا جثم على العراق مرة اخرى فان ذلك اذا لم يؤثر سلبا على العراق فانه على اقل تقدير يجعله يراوح في مكانه و كما تعلم جاء في الماثور من تساوى يوماه فهو مغبون

لا تؤمن بحرية التعبير: انت تملك مساحة من التعبير عن اراءك و باسمك الصريح غير المستعار لانك مطمئن على ذلك و انت مسرور في ذلك اما غيرك فلا يمكنه المجاهرة برايه و هو داخل العراق و لم اسمع منك في يوم من الايام نداءك الى حرية التعبير و لم اعرف عنك يوما ما تضامنك مع الشباب الذي تم خطفه او اعتقاله او تصفيته حينما اعلن عن رايه بل لم اعرف عنك في يوم من الايام رفضك للمظاهرات التي تحشدها السلطة للنيل من التظاهرات الشعبية و لم اعرف منك موقفا من كمال الساعدي عندما قاد مجاميع البلطجة في ساحة التحرير تجاه الشباب البريء المسالم من ابناءنا

متناقض مع نفسك قبل غيرك: كنت مسخرا يراعك قبل التظاهرات في الاونة الاخيرة في العراق في طرح مواضيع عامة لا تخلو من فائدة و لكن الغريب في الامر انه ثارت ثائرتك بعد هذه التظاهرات و اصبحت ملكيا اكثر من الملك ... لقد سوّلت لك نفسك في التصدي بكتاباتك لهذه التظاهرات اكثر من سلطة المالكي المتفرعنة و سمحت لنفسك ان تضع الاسباب و المسببات اللامعقولة حسب ما ينسجه خيالك حتى يخيل للقاريء انك اكثر المتضررين شخصيا من هذه التظاهرات و لا غرابة في ذلك فلقد دابت قبلها بادانة المتظاهرين في سوريا و تناسيت ان اهل مكة ادرى بشعابها و تناسيت انه لايحق لك التدخل في امر سوريا في وقت نسيت او تناسيت من اوصل سوريا الى هذا المنحدر و لم نسمع منك كلمة او راي بخصوص السياسات الفاشلة لآل الاسد و تحكّمهم في المال و العباد و نسيت او تناسيت ان للشعب السوري الحق مستقبلا في ملاحقتك قضائيا جرّاء انخراطك في تشويه حركته و الوقوف مع بشار الاسد .. سيلاحقك جرّاء وقوفك مع الحاكم ضد المحكوم الذي لا يملك من امره شيئا

مستبد بقناعاتك الفكرية: انك تطرح آرائك و كانها صائبة بالمطلق وانها من المسلّمات و لم استبين منها في يوم بانك تتقبل الراي الاخر

مساهم بتدمير العراق: اذا لم تكن كذلك فما عليك الاّ الاعتراف بانك كنت يوما ما مساهما في الاخطاء لانك محسوب على قيادة حزب الدعوة و ما ارتكبته من اخطاء سابقة و حالية لذا عليك بطلب السماح و المغفرة من الشعب العراقي المظلوم .. اذا كان كان لديك ضمير حي

لاتفكر بوضع الحلول للمشاكل و الازمات : ان نهج الحكومة خطأ في خطأ... فكم تمنيت عليك اذا كنت مؤهلا لذلك ان تضع الحلول للازمات التي تعصف بالعراق و انت كما تدّعي ألمعيتك و لديك افكار معرفية مستفيضة و انت سياسي مخضرم فهل تنقصك الحيلة في ذلك فبدلا من تشتيت الجهود كنت اتمنى عليك ان تركز جهودك لتصب في رافد تقويم الاخطاء ووضع برنامج سياسي لادارة البلد بشكل سليم و لا نعدم ذلك في الرجال المؤهلين

تضع الزيت على النار و تتمايل مع الريح حيث ما تمايلت: ان التغيير الذي حصل في طبيعة كتاباتك الاخيرة جعلني اقترب من القناعة القائلة لايوجد صديق دائم او عدو دائم انما المصالح و ان المصلحة الآنية كما اجدها هي اقترابك من ابو اسراء .... وفقكم الله معه ضد الشعب المظلوم

طبيب فاشل: لا تؤمن بالتشخيص السليم للعلل لان الايام اثبتت ان تشخيصك للاخطاء التي ارتكبها المالكي و اعوانه و حزب الدعوة و الذي ثبت و بجدارة انه ضليع في الاجرام و ذو فائقية عالية في عدم التورع من ارتكاب ابشع المجازر بحق مناوئية و استعداده التام و اهليته في الارتماء في الاحضان غير الشريفة و انسلاخه عن واقعه المجتمعي .. ان تشخيصك قد زاغ عن محله

نصيحتي:

نصيحتي لك ان تخرج من هذا القمقم في الافكار الى رحب فضاء الانسانية

الافكار الضحلة التي تلبست بها من اخمص قدمك الى هامة راسك

لانك متشرب بافكار لا تخدم الا مريديها و هذا ما اثبتته الوقائع و الايام

و اخطر من ذلك انكم تخطؤون غيركم و لا تنتبهون الى نقائصكم

مرجفون كذابون لا تؤمنون بالنواحي الانسانية من قبيل كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته

و من قبيل و يؤثرون على انفسهم و لو كان بهم خصاصة

فاقت تصرفاتكم حزب البعث حيث و الحق يقال انه والى اللحظة التي كان بها احمد حسن البكر كان شعار الحزب المطبق و الفعلي: البعثي اول من يضحي و اخر من يستفيد

اما حزب الدعوة فقد اثبت و ان لم يعلن عنها ان الدعوتي اول من يستفيد و لا يمكن من الان فصاعدا ان يضحي البتة

التاريخ يعيد نفسه و ما اشبه اليوم بالبارحة:

كنت اتمنى ان تتناول ما يجري من هراء و ضحك على الذقون داخل قبة البرلمان عندما يتبارى كلا من صابر العيساوي و شروان الوائلي عندما يبدأ شروان بسرد مفاسد العيساوي و التي من ضمنها توزيع القطع المتميزة في شارع ابي نؤاس على المدراء العامين و الوكلاء و النواب و المتنفذين من افراد السلطة و هو في حالة استجواب و يعتبرها تلاعبا بمقدرات الشعب و تجاوزا على القوانين النافذة ياتي الجواب من صابر العيساوي و هو يقول له ياشروان ألم تخصص لك قطعة متميزة بمساحة اربعمائة متر مربع في الكاظمية و قد ضج و اعترض في حينها اهالي الكاظمية و ان مسقط راسك في ناحية الحمار من اهوار الناصرية فما كان من اجابة شروان الا ان يعتبرها تطاولا شخصيا عليه .. ان ذلك يذكرنا بالمهاترات التي حصلت بين عمرو بن العاص و ابو موسى الاشعري حينما خاطب كلا منهما (مثلك كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث و ان تتركه يلهث) و (مثلك كمثل الحمار يحمل اسفارا)

اما انا فانني :

لم اكن اتمنى ان يفوز العراق في لعبته الكروية يوم امس مع الامارات العربية

اما تفسير ذلك :

ان الثقافة الخاطئة منذ زمن ليس ببعيد لدى الكثير من شرائح المجتمع العراقي و انكم لم تفكروا و لو لمرة واحدة بتغييرها و هي عملية استعمال الاسلحة النارية عقب الفوز بكرة القدم و لقد لاحظت يوم امس ان مراكز الاسعاف تأهبت منذ العصر قبيل البدء بالمباراة تحسبا للاصابات في الارواح البريئة التي قد تحدث جرّاء الرمي الطائش و العشوائي

كذلك ان السلطة كانت قد اعدت العدة لاستثمار حدث الفوز بالاستمرار في الاحتفالات و المهرجانات الفارغة التي يُراد منها ان تغطي على المظاهرات و الاعتصامات السلمية المطالبة بالحد الادنى من المطالب المشروعة

و الاهم من ذلك ان ترفع الهتافات و الشعارات و البرقيات التي تصدح بامجاد ابو اسراء و تظهر المسيرات الشعبية المعبرة عن جهود المالكي في تطوير الكرة العراقية و التي تقول ابو اسراء تاج على الرؤوس

علما انني لا احب فوز المنتخب العراقي ليس اليوم و انما منذ الزمن الغابر عندما كان يوظفه صدام حسين بالتغني بامجاده الفارغة