من طبيعة الفاشل انه نفسيا يتمنى الفشل لجميع الناجحين، فتراه يفرح وينتشي ما ان يسمع بخبر فشل الاخرين، وعلى العكس من ذلك فهو يحزن كثيراً عندما يرى او يسمع بنجاح احدهم.
وهناك صنف خبيث من الفاشلين لا يتوقف عند حدود ممارسة الحسد فقط، وتمني فشل الاخرين، بل يعمد الى العمل على إفشالهم بأية وسيلة متاحة، لا لشيء الا لنشوة في النفس تسعده حين يرى الجميع مصاب بنفس مرضه القاتل.
وما جرى في محافظة ديالى، من حرق المساجد وقتل الناس وتفجير الدور ومحاولة إلصاق التهمة بالتيار الصدري وقيادته، هو مصداق واقعي لما قلته في بداية كلامي آنف الذكر.
فالفاشلون في إدارة شؤون البلاد سياسيا واقتصاديا وأمنيا واجتماعيا، النافخون في بوق الطائفية، عُرِفَ عنهم عدم مقدرتهم على العيش دون ان يقتاتون على الأزمات وإسقاط الخصوم والأخوة في مستنقع فشلهم وسوء إدارتهم، وذلك من خلال بث الإشاعات وترويجها وشراء الذمم وقتل الناس وترويعهم، وما الى ذلك من اعمال دنيئة لا يرضاها دين ولا عقل.
اضافة الى مبدأهم الواضح في إلصاق التهم الجاهزة على كل من يعارض سياستهم الفاشلة في إدارة البلاد.
فتراهم يعمدون الى استخدام كل الأساليب دون ورع لغايات دنيوية بحتة غاضين الطرف عن وقاحة هذه الأساليب وحرمتها، متناسين ان هذه الأفعال العدوانية او التسقيطية تعارض منهج الاسلام وتعاليم اهل البيت وتخالف مبدأ الأولياء والصالحين والمصلحين على مر العصور.
والمضحك المبكي في حادثة ديالى الاخيرة هو ان الأيادي المأجورة المعروفة المصدر التي أرادت إيقاع الفتنة من جهة وتشويه سمعة آل الصدر من جهة اخرى نست ان فعلتها المشينة تلك كانت اكبر برهان على زيف وانحراف وسذاجة الجهة الفاعلة، والتي فضحت نفسها وكشفت عن وجهها الحقيقي المنحرف، من خلال ترك اداة الجريمة في موقع الحادث، والذي مهما غطته باكاذيبها وخداعها فإنها نسيت ان الله كفيل بفضحها وفضح خداعها وتدليسها.
اللهم انصر من نصر الدين وأهلك من أراد به السوء يا رب العالمين