مليار دولار لمبنى البرلمان الجديد والشعب لا زال يجذف وسط المجاري. |
العراق تايمز - في الوقت الذي لا يزال فيه الشعب العراقي يعاني من بطالة خانقة وفقر مذقع يكاد ان يلتهم مئات الالاف من المواطنين الذين يعانون من ضنك العيش وقسوة الحياة في ظل غياب الخدمات وهشاشة البنيات التحتية التي اعادت العراق الى العصور الوسطى. ها هي الحكومة العراقية تسلم صفقة بناء برلمان عراقي جديد بقيمة مليار دولار اعطيت من اجل تصميم المبنى لشركة بريطانية تدعى (اسيمبليج) ويقع مقرها في العاصمة البريطانية لندن، وذلك كله من اجل بناء برلمان لا يحل ولا يربط ، يوجد اغلب اعضاءه في غياب مستمر, يقضون نصف عدد ايام السنة في اجازات صيفية في بعض الدول الاوربية والنصف الثاني في صراعات وملاسنات طائفية لا تنتهي. الم يكن من الاجدر ان تصرف هذه الاموال الطائلة في تصليح الطرقات ودعم البنيات التحتية, وبناء المدارس والمستشفيات واعادة تاهيل شبكات المجاري والصرف الصحي التي تسببت في اغراق اغلب المدن العراقية بعد هطول قطرات من المطر، واعادة اعمار البلد المخرب منذ عشر سنوات في ظل احتلال بريطاني امريكي الذي جلب معه كل خائن وعميل وكل جاهل وامي وكل امعة وكل من يطمح ان يعوض عقدة النقص التي يحملها معه. وفي تفاصيل هذه الصفقة كشف موقع (بي دي اون لاين) البريطاني المتخصص بالتصاميم المعمارية على ان الشركة حصلت على اعلى النقاط في مسابقة عالمية جائزتها 250 الف دولار لتقديم افضل تصميم لمجمع مباني البرلمان الذي قدرت موازنة انشاءه بمليار دولار امريكي, وذلك على مساحة تقدر 52هكتار. هذا في الوقت الذي تم فيه ابعاد المصممة العراقية زها حديد من الصفقة رغم تقديمها لتصميم منافس وهذا ما يدل على تهميش الكفاءات المحلية وتبخيس القدرات العراقية،على الرغم من المكانة المرموقة عاليا التي تحتلها هذه المصممة العراقية والتي كان والدها عضوا في الحزب الديمقراطي سنة 1950 . الم يكن من الاجدى بالحكومة العراقية في ظل فشلها السياسي الذريع ان تستغل هذه المساحة الكبيرة وتوفر هذه الاموال الطائلة من أجل بناء عمارات سكنية ومنحها للناس التي تعيش في احياء هامشية وبيوت تغيب فيها أبسط شروط العيش الكريم. |