مروحة سقفية لبيت بلا سقف

 

 

 

 

 

 

موعد الانتخابات بقترب بسرعة ، كل مرشح يطمح ان يتحول الى نائب في البرلمان العراقي ، ولتحقيق هذا الأمل يضع خطة العمل ، يخطط اين يذهب وبمن يلتقي وكيف يتحدث وماذا يقول ، وكيف يرشي الناخبين ؟ ولكل ناخب رشوة بحجمه وتأثيره ، كثير من المواطنين يتحولون الى فريسة انتخابية بين مخالب المرشحين ، المرشح مدجج بالخطط للايقاع بفريسته ، اما المواطن فغالبا ليس لديه برنامج ولا خطة ولا قرار في قضية منح صوته ولمن يجب ان يكون هل يمنح صوته للنزيه الكفوء ام يمنحه للصديق والقريب وابن العشيرة ؟ بعضهم لا يعلم ان صوته اغلى من الذهب ، رشوات المرشحين تصطاد الكثير من البسطاء ، المواطن يقبل بمروحة لكي يتخلى عن وطن كامل يشتري منك وطنك وكرامتك بمروحة سقفية ، بعضهم تسلم المروحة ثم تذكر ان الكوخ الذي يسكن فيه سقفه لا يتحمل مروحة ، فركض وراء سيارة المرشح لاعادة البنكة السقفية واستبدالها ببنكة ارضية ، لكن تلك السيارة العملاقة ذات الزجاج المضلل انطلقت كالسهم واثارت عاصفة من التراب دفنت وجوه الناخبين الكالحة التي يسكنها الارهاق والدهشة ، انكشفت الغمامة عن جمع من أهل الحي المتعبين وهم يحملون مراوحهم لتبديلها الا ان المرشح غادر حي التنك لانه غير قادر على تحمل رائحة المجاري التي تغمر المكان ، الانسان في هذا المكان لا يعرف ما يريد ، دوخته رائحة المجاري والرطوبة والسكن في بيوت الطين والصفيح ، حتى انه لم يميز بين بنكة سقفية واخرى منضدية حتى اللحظة الأخيرة ، وعندما اراد استبدالها جاء متأخرا وفاتته الفرصة ، ربما تخونه الفرص مرة أخرى فينتخب مرشحا فاشلا سهوا فاذا اراد استبداله وجد انه جاء متأخرا وانه صنع بصوته الضائع زعيما جديدا في مملكة الارهاب والفساد والفشل . المرشح يعطيه مروحة ليأخذ منه وطنا كاملا بثروته وكرامته ، يعطيه مروحة ليأخذ كل حقوقه ، يعطيه مروحة لكي يبقى بلا أمن ولا خبز ولا سكن ولا خدمات صحية ولا خدمات تعليم ، يعطيه مروحة فاذا قبلها فهذا يعني انه قبل بأن يبقى مخلوقا يعيش بين مياه المجاري في كوخ صفيح جيرانه الدائمون هم البعوض ليلا والذباب نهارا .