تحالف الفلول والاثرياء الجدد

 

عندما كانت الصحف الورقية تشكل وسيلة الاعلام الرئيسية المقروءة ، وجدت ما أطلق عليها بالصحف الصفراء ، وهي تلك التي تقوم باثارة العواطف وتسقيط الاخرين ونشر الشائعات وغيرها مما لا يستند الى واقع او هدف نبيل . اليوم وبعد ظهور وانتشار الانترنت بات لدينا ما يمكن تسميته بالمواقع الصفراء ، تمارس الدور نفسه ، لكن وراءها شبكة معقدة من تداخل المال والسياسة .
حتى تنجح السياسة يجب ان تستند الى ظهير إقتصادي قوي ، ولكي ينجح تيار سياسي فلابد له من قوة إقتصادية تسنده ،فمن يملك الاقتصاد يملك السياسة.
كثيرا ما كتبت بداية التغيير السياسي في العراق عام 2003 عن ضرورة ان تتشكل قاعدة إقتصادية قوية تدعم النظام الجديد ، مقابل إضعاف القاعدة السابقة التي يشكل بقاءها قوية ، دعامة للنشاط السياسي والامني لفلول ومحبي النظام السابق والساعين الى اعادته أو شكل من أشكاله ، محبة به أو تلبية لرغبات خارجية .
الذي حدث ان مالا جديدا بدأ يتجمع عند أثرياء جدد . الكثير منهم كسبه بطرق فيها الكثيرمن الشبهات . لا نتحدث هنا عن المال الذي تجمع عند جهات باتت مصدرا ماليا للارهاب ، بفعل المحاصصة والشراكة ، بل عن أولئك المناصرين للوضع الجديد . كثير منهم إستعان بفلول العهد السابق ، أصحاب الخبرة في التملق و السمسرة بكافة أشكالها ، مما لا يمكن لاصحاب التاريخ النظيف القيام به . كثير من هؤلاء عمل في ماكنة الدعاية للنظام السابق التي سميت جزافا بالاعلام ، والى جانبه مارسوا أعمالا أخرى أستمروا بتقديمها للاثرياء الجدد المنفتحين على ساحة المال والحياة .
هذا التحالف بين الاثرياء الجدد وفلول من النظام السابق أنتج في بعض جوانبه ، إعلاما "أصفر" بضمنه مواقع صفراء لا إسم فيها ولا عنوان ،مهمتها الكذب والتسقيط والتهديم تحت ستار دعم الوضع الجديد . اللافت ان ممولي هذه المواقع تركوا الفلول وبعض مرضى النفوس والمتمسكين بمواقعهم الفانية ، يهاجمون رموزا ، من أصحاب التاريخ النظيف والحافل بمعارضة الدكتاتورية ، عبر محاولات تسقيطهم بشتى الافتراءات وأقذر الوسائل . هنا يكون الفلول تسربوا الى مواقع الاثرياء الجدد ليهاجموا الوضع الجديد عبر محاربة رموزه ، وتحول المال الجديد الى أداة لمحاربة الوضع الجديد .
في البلاد المتحضرة ،يفرض على أصحاب الكلاب عدم تركها دون رباط ، وفي حال هاجم كلب إنسانا ، تطال العقوبة مالك الكلب الذي يتحمل وحده المسؤولية .