العراقي مثل الاطرش بالزفة
التاريخ يعيد نفسه والقصة تتكرر من جديد، فقبل يوم واحد من احداث سبتمبر ٢٠٠١ لم يكن أغلبنا يعرف عن تنظيم إرهابي دولي اسمه القاعدة الاسلامية وفي ليلة وضحاها اصبح التنظيم يحتل الصدارة في جميع نشرات الأخبار والجرائد وكل وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة وعلى اثره تغير العالم بأسره سياسيا واقتصاديا وأيديولوجيا وكل حدث يجري على وجه المعمورة يتم تعليقه على شماعة القاعدة وأصبحت القاعدة هي مفتاح الحل لكل لغز يحدث على الارض وحتى ربما على القمر وفي الفضاء.
واليوم ارى ان القصة هذه تتكرر عندنا في العراق فقبل ايام من معارك الأنبار لم يكن الغالبية منا قد سمعوا عن تنظيم إرهابي اسمه داعش وايضاً في ليلة وضحاها اصبح كل شيء في حياة العراقيين يرتبط ب داعش من قريب او من بعيد وأصبحت كل الجرائم التي تجري تنسب الى داعش وإذا به اصبح تنظيم كبير ومسلح بشكل رهيب واعداده بالآلاف ومدربين بشكل محترف والعجيب انه منتشر في كل محافظات العراق حتى تلك التي تبعد آلاف الكيلو مترات عن الحدود السورية.
هناك ترابط واضح بين الأمرين لايمكن لأحد ان يتغافل عنه على الأقل من ناحية الحبكة الدرامية والتخطيط الاستراتيجي للحادثين ونحن كالعادة كما يقول المثل " مثل اطرش بالزفة "ولكن يبقى الامر الأهم وهو من يخطط ومن يفكر ومن يطبق ومن هو الضحية ومن المنتصر ومن المهزوم أسئلة تحتاج الى تدبر وتفكير عميق من الاناس الوطنيين والشرفاء.