البغدادية وعقد الجوهر |
الاعلام السلطة الرابعة كما يحلو للكثيرين تسميته ، يؤثر في النفوس ، يقلب الحقائق ، لكنه ينفذ الى عواطف الناس ، لانه يداعب هواهم . كل ذلك اعطاه سلطة ، لكنها ليست دائما تستخدم في الخير ، بل ربما تكون كسلطة فرعون تخدم الشيطان فقط . الاموال تصنع المؤسسة الاعلامية ، وكل مملوك عبد ، واسوأ العبيد من كانوا مرتزقة قبل استعبادهم . قطر دولة صغيرة استطاعت ان تلعب دورا محوريا في القضايا العربية وحتى غير العربية فهل تملك قطر غير اﻻعﻻم ! . وﻻيخفى على المتطلع ما للاعﻻم من دور بارز في توجيه ارادة المتلقي باتجاه معين باعتباره احد وسائل التاثير على الراي العام وتوجيهه باتجاه معين . كمقدمة اود ان اشير الى حادثة وقعت في القرن الثامن عشر وبالتحديد قبيل الثورة الفرنسية لنرى كيف لعب اﻻعﻻم دورا بارزا في سقوط الدولة الفرنسية : في ذلك الوقت كانت الخزينة الفرنسية في اسوأ حاﻻتها وكانت الحكومة الفرنسية تستجدي بارونات المال ليمدوها بالمزيد من القروض في ذلك الوقت اتجه عميل سري من رجال المؤامرات الى جواهري البﻻط ، حامﻻ اليه طلبا مزعوما باسم الملكة لصنع عقد من الجواهر الثمينة شبيه بالعقود اﻻسطورية ، اذ بلغ ثمنه ربع مليون ليرة فرنسية ، فقام الجواهري بصنع هذا العقد وقدمه الى الملكة لتحكم عليه ، ولكنها رفضت العقد ، كما نفت علمها باية رسالة بهذا الصدد . بيد ان اﻻقاصيص عن هذا العقد الخيالي كانت قد شاعت في كل مكان ، كما شاء لها المخططون ودارت الة الدعاية التي يشرف عليها بالسامو فلم تلبث ماري انطوانيت ان غرقت في طوفان من اﻻنتقادات ، وتعرضت شخصيتها للتلطيخ ، وسقطت سمعتها في اﻻوحال وعندما وصلت الحملة الى الذروة ضرب بالسامو ضربته الرئيسية ، فدارت مطابعه لتطبع اﻻﻻف تلو اﻻﻻف من المنشورات التي تندد بالملكة ، زاعمة ان عشيقا سريا لها هو الذي اهداها هذا العقد اعجابا بمفاتنها . على ان اﻻمور لم تقف عند هذا الاحد بل ابتكر مخططو التشهير فكرة اكثر خبثا وشيطانية من اﻻولي لتلطيخ سمعة الملكة ، فقد كتبوا رسالة الى الكاردينال برنس دي روهان تحمل توقيعا مزيفا للملكة ، تطلب من الكاردينال موافاة الملكة الى قصر الباليه رويال في منتصف الليل ، للتباحث بشان العقد . وعهد المتامرون الى احدى غانيات القصر امر التنكر بزي الملكة ومقابلة الكاردينال ليﻻ . وكان ان وصلت القضية الى الصحف والمنشورات ، وانتشرت اﻻهازيج الجنسية الرخيصة التي تتناول اثنتين من كبار شخصيات الدولة والكنيسة ويسجل التاريخ ان عقد الجوهر بعد ان ادى مهمته الشريرة في فرنسا نقل الى انكلترا ، ويقال ان معظم حباته محفوظة بشكلها اﻻصلي لدى يهودي يدعى الياسون . اعود الى بالسامو الاعلام العراقي ( البغدادية )! ، فالبغدادية تحاول اسقاط العملية السياسية في العراق ، وخصوصا برنامجها الرخيص ستوديو التاسعة ، مدفوع الثمن . وهي تحاول ان تظهر حرصها على الشعب ، وان ماتقوم به هو فضح الفاسدين . وانا ﻻ انكر هنا تقصير الحكومة او البرلمان ، بل التقصير واضح ولكن ماهكذا تورد اﻻبل ! . ولبرهنة قولي هذا سوف اسال بعض اﻻسئلة واترك لكم اﻻجابة : اذا كانت فعﻻ البغدادية حريصة على فضح الفساد ، او انها تشد على يد المصلحين والعاملين ، لماذا تعرض حديثا لبعض المراجع فيما هناك كﻻما اشد قوة لمراجع اخرين ضد الفساد والمفسدين ؟! لماذا تعرض بعض المواقف لبرلمانيين اوربيين تراها هي جيدة ، فيما تدير عدستها عن مواقف اشد صﻻبة لبعض اعضاء البرلمان العراقي من باب مساندة الصالح . قصدي من ذكر هذين الموقفين بان هناك من له موقف وهدف يتحد مع هدف البغدادية المزعوم فلماذا تغض الطرف عن هذه المواقف ؟! . ولكي اثبت بانها ضد العملية السياسية وانها بعثية الهوى والمنهج والرجال اذكر القارئ بتعاطيها مع قضية التصويت على امتيازات اﻻعضاء في البرلمان والرئاسات الثﻻث ، حيث خلطت الحابل بالنابل ، وعرضت اكثر من وثيقة وظهر تزويرها فيما بعد !. كما انها لم تساند المواقف الشريفة الرافضة للامتيازات وتبينها على حقيقتها ، وانما عملت العكس من ذلك فذكرت اسماء اعضاء بانهم مصوتين وهم لم يصوتوا ، في خطوة مقصودة تفتقر ﻻبسط معايير مهنية الصحافة ، معتمدة في ذلك على بعض المواقع اﻻلكترونية التي تنشر كل يوم قائمة تختلف عن اﻻخرى حسب هوى اصحابها . واخيرا اقول : قد يتهمني البعض بان وراء كﻻمي هذا قصدا ما ولكن اقول انا ابن الصحافة وادير مؤسسة اعﻻمية ولدي هوية من نقابة الصحفيين العراقيين كذلك فاني ممن خرجوا في التظاهرات الرافضة لتقاعد البرلمانيين ، ولكني اريد اﻻعلام الصادق الحر النزيه المثمر ، و ليس اعلاما تدفع له بعض دول الخليج .؟.!!! |