هدف الحركة الماسونية العالمية تدمير الاوطان، والحاقها بماكنة الامبريالية ! انها هي التوأم السياسي والفكري والاقتصادي للحركة الصهيونية، وكلتاهما منتوج المدنية الغربية في طورها الامبريالي تاريخيا. واذا كانت هذه الحركة قد خُصت بأطار يهودي اشكنازي من حيث المصدر والمال والشعارات وأغتصبت قلب العالم العربي، فلسطين، وحولتها الى حاملة طائرات وقنابل نووية ثابتة، اسمتها – دولة اسرائيل – فإن الحركة الماسونية العالمية ليست سوى حركة صهيونية لغير اليهود، هدفها تمزيق الكيانات السياسية والحضارية في العالم غير الامبريالي وتفتيتها عبر الحروب الاهلية ليتم فيما بعد الحاقها بالمتربول الغربي كأسواق مفتوحة ومصادر خامات شبه مجانية.
لقد نجحت الماسونية العالمية في تفتيت شعوب اوربا الشرقية خاصة الاتحاد اليوغسلافي ثم تفتيت الاتحاد السوفياتي واغراق شعوب المنطقة في حروب دموية، كما وانجزت الكثير على طريق تفتيت الاتحاد السوفياتي ذاتها وحاصرت الصين ثم تم اختراقها داخليا على يد دنغ سياه بنغ وخلفائه - - ويجري العمل حثيثا لدفع الهند الى ذات المصير. - - والامر الذي اكدته صونيا غاندي.
ومنذ زمن بعيد وُضعت الدوائر الحمراء حول الكتل المركزية الكبرى اي العراق والجزائر ومصر – وبدأ الفعل التدميري قبل العدوان الاطلسي على العراق عام 1990 وما زال مستمرا بنشاط ملحوظ - - - ان الحديث عن نجاح المخططات الامبريالية لا يعني في نظرنا تبرئة العامل الداخلي في التجارب السوفيتية والصينية، فمواطن العطب كانت كبيرة بادية للعيان - - اما اعتبارها السبب الاوحد لما حدث فهو من قبيل تبرئة الدوائر الامبريالية التي لم تخف يوما عداءها بل بالعكس تظهر ابتهاجها وانتصاراتها.
بعض الشعوب تشكك اصلا بجدوى الثورات الاجتماعية وبشرعية تدمير القيصرية الروسية وقيام الاتحاد السوفيتي حتى ان الثورات الاجتماعية وحركات الرفض والاصلاح الكبرى في التاريخ بحاجة الى اذن خاص من هذا المثقف او ذاك كي تحدث. وكأن المجتمع الحقيقي المشروط بظروفه الموضوعية والذاتية واساس حياته المادي في نظر هؤلاء وتحت نظاراتهم ليس الا مختبرا رحبا تجري فيه التجارب على الفئران فيرفعون عنه هذه الهوية ليلصقوا به اخرى لها صفاتها ولغتها وانبياؤها في طبخة بائسة تدل قبل كل شئ على المستوى الاخلاقي لهؤلاء الطهاة البائسين.
ان هذا العبث بارواح الملايين من البشر على ايدي جندرمة اليمين الثقافي العربي وفي عز انتصار الامبريالية على العالم سيسهم حتما في ولادة نقيضه الموضوعي، ويفتح عيون واذان الناس على تفاصيل الحروب المروعة في بقاع متفرقة من العالم، لمهابدة الحضارات و اخضاع شعوبها ال نظام السوق العالمي الجديد. صدر حديثا كتاب صغير للكاتب الروسي اوليغ بلاتونوف عنوانه ( الماسونية العالمية والمؤامرة على الاتحاد السوفيتي ) يماط فيه اللثام بالتفاصيل الموثقة عن الدور الخطر الذي لعبته الماسونية العالمية في عملية تدمير الاتحاد السوفيتي واغراق شعوبه في اوحال الحروب الاهلية.
نقدم فيما يلي نماذج من الفكر الانعزالي التفتيتي القادم من ذات الحياض المشبوه والذي اخذ على عاتقه مؤخرا التشكيك بعروبة العراق وانتمائه الحضاري. الماسونية هي التعبير العربي للمصطلح الانكليزي (فرماصون) ويعني البنائين الاحرار – وعربته العامة الى فرمصون. والكلمة يستعملها العراقيون في شتائمهم حين ينزعج احدهم من صاحبه فيقول له : يافرمصون ! * المرئي واللامرئي في الادب والسياسة للفيلسوف العربي، هادي العلوي
|