ليس المهم حصول الأشياء الجيدة بل المهم ان تعرف كيف تتصرف معها. فليست الصناديق هي الغاية بل وجود أناس يدركون ماذا يضعون فيها ومن ورائهم وازع ضمير. وحال الرياضة لا يختلف فلقد توفرت الصناديق والأيدي التي تلقي الإرادات لكن لم يتوفر خلفها ادراك واعي ليسدد الاختيار وإلا بماذا نفسر الجفاء وعدم اختيار الرمز واستبداله بناس طينتهم وصولية. رمز الكرة فلاح حسن يتجنبونه ويُخضِعونه لمزايداتهم واتفاقاتهم في وقت كان يفترض ان يختارونه بالإجماع!! اليس هو من فر من صدام لان المبادئ داخله ترفض ان تنصاع للرذيلة وان تتملقها لا بل تهادنها.اليس هو من دمعت عيناه زميله المرحوم بشار رشيد الذي أعدمه صدام منذ عهد السبعينات السحيق فحرقة مشاعر فلاح الصادقة لا تعرف ان تبرد. لكن كيف أتوقع هكذا اختيار وحب في الله والوطن من هيئة عامة متواضعة الاهتمام محدودة التفكير بسفرة او "وير" مطعم تعده من أكابر انجازاتها. يظهر نجم سابق يوحي شكله بالشباب دائما ً ويقول انه قال لفلاح –الرمز فلاح- انك لن تفوز فعرض عليه ان ينسحب ويتنازل له عن أصوات اتباعه فيصبح هو رئيس الاتحاد وهو على اية حال اختيار افضل من غريمهما ! كلام تفاوضي مقنع ومنطقي لكن حالة فلاح خاصة ولا تتقبله لأن الرمز كالعلم العراقي لا يجوز ان يتقدمه احد بل ان تتبعه وتحمل ساريته أمامك لكنها اللا كن العراقية حيث الأحوال مقلوبة كالمقلوبة فهي -المفضلة- باعتبارها واقع حال رغم انف الأكلات. نموذج اخر من الهيئة العامة في معرض رده على اتهامات ضده "انا ذو علاقات ناجحة واجتماعي ومتأقلم ومحبوب من الجميع وما هذه التخرصات ضدي الا حسد" ان معنى كلامك يا أخ انك متملق ووصولي وانتهازي ولا تبالي بمصلحة بلدك لأنك لو كنت تبالي بها لوضعتها امام مصلحتك وبذا تجبرك ذاتك الكبيرة على ان تكون صِدامي فتخسر المحبة الكاذبة والمجاملات الزائفة سواء منك او اليك لكن الذوات الصغيرة لا تملك الا ان تكون صَدّامية لا بجبروتها بل بتملقها للأنحراف كما كان يتملق أعوان الطاغية سيدهم . ونجوم كرة اسود سابقين تركوا الساحة وانزووا لعلهم شاخوا وساروا مع الركب لمصالحهم او على الاقل لنيل السلامة ونسوا كيف ان الأطفال كانوا عندما يريدون اختيار افرادا ً منهم للعب يضع المؤثر فيهم أصبعه في فمه ويغني " أأأأ ووووووو حسين العيبي ﻄﮓ الطوبة وطلعت ﮔﻮل " وآخرون نسوا ان مؤيد البدري صدح بأسمائهم. وحتى الذاكرون منهم يقفون مع المبدأ بالتنظير وطرح المثاليات دون ان يتحركوا ليخلقوا واقعا ً مؤثرا ً.فاحدهم -هؤلاء الفرسان- وقف ضد الاتحاد ورئاسته لكنه لم يقف مع الجانب الاخر. شيء مفهوم ان لا تكون مع الشيطان لكن ليس مفهوما ً انك لا تتجه الى المعسكر المضاد.لكن بطلنا أفلاطوني خيالي يريد خيرا ً مطلقا ً ليس موجود عند أي بشر باستثناءه.هو لا يحب الاتحاد ولا هيئته او رئاسته لكنه مع ذلك مُعبأ ضد فلاح. فما بين متصدي دونكي شوتي ومتوارين اقتحم المشهد متسلقان مغموران هما بثنائيتهما كشن وطبقة لكن مجددا ً شن وطبقة بطريقة "المقلوبة " العراقية. واذا تحدثا هما او أمثالهما اتهما غيرهما ﺒ "الداعشية " يتكلمون بالوطنيات وهم بالحقيقة يختبئون بينها لأنهم ليس لديهم ما يَسوقونه غيرها.والمفروض ان خانة الوطنية والانطلاق منها امر قد حسم للجميع متصدين ومعارضين على السواء لكن الاختلاف على الأداء. اما رئيس الاتحاد وقولته المشهورة "وإن خسر الفريق وان كل الفرق تخسر" متناسيا ً ابسط أصول المقارنة وهي ان تكون مع القرين أي من يماثلك بظروفه او بقربه الجغرافي فالمفروض علميا ً ان يقارننا رئيس الاتحاد بفريقي كوريا الجنوبية واليابان وكيف كانا يعانيان عند ملاقاتنا في الثمانينات وكيف انطلقا ليصبحا أسياد اسيا ورابع كاس العالم 2002 بالنسبة لكوريا وبطل اسيا 1992 ,2002 ,2004 بالنسبة لليابان.لكن عقولنا في وادي الغياب ورغباتنا الجامحة بالسلطة حاضرة في وادي العيان تُسيرنا ونحن لها خاضعون.
|