بدأ العد التنازلي للإنتخابات البرلمانية وسوف تنطلق الحملة الإنتخابية في الاول من نيسان وتبدأ الدعاية الإنتخابية على نطاق واسع...لكن المتتبع للشارع الإنتخابي وللمرشحين للدورة القادمة يلاحظ إن هناك عددا ليس بالقليل قد بدأ حملته الإنتخابية قبل أن تبدأ قانونا معلنا عن نفسه بإنه فاسد بإمتياز وإنه لا يصلح أن يكون ممثلا للشعب العراقي لأنه لم يستطيع أن يلتزم ويصبر لأيام لكي يبدأ دعايته فكيف من لا يحترم القانون يمكن أن يكون مشرعا له...هذه طبقة أعلنت عن نفسها مبكرا بإنها لا يمكن أن تؤتمن على وطني وهي ليس أكثر من مثبلاتها في البرمان العراقي الحالي وتمثل قشه سوف تعصفت بها رياح هائجه فتسقطها مبكرا، هذا مشهد من المشاهد التي تمثل وتعكس قلة وعي بعض المرشحين في الإنتخابات القادمه في بلدي وهم يستعجلون خسارتهم في الإنتخابات بعد ما أثبتوا عدم إلتزامهم بالقوانين النافذه ونتساءل أين المفوضية العليا للإنتخابات لرصد حالات شاذه من هذا النوع....من جانب أخر بدأت أحزابا أخرى تحركها بصورة مكثفه على كافة الأصعده فهذا الحزب يدعو لعقد لقاء مع أساتذة الجامعات العراقية في مؤتمر في بغداد لمناقشة وسماع آراء هذه الطبقة في المجتمع العراقي حول السبل الكفيلة لإخراج البلد من أزمته ونتساءل أيضا أين كانت هذه الأحزاب وهل إستيقضت بصورة مفاجأة لتعرف إن البناة الحقيقيون للبلد هم رجال التعليم العالي اللذين همشوا على مدى قرون بصورة مقصوده ليحل محلهم حملة الشهادات المزورة يصول ويجول في وسائل الإعلام عاكسا عن جهلا مركبا يتمتع به من خلال أحاديث لا ترتقي إلا ان توصف بإنها لغة جاهل وجد من يحاوره ويقول له دكتور ماذا تقول في هذا أو ذاك وهو جالس معتدا بنفسه بعد أن جمع مالا سحتا وشهادة مزوره. وعلى ذكر المال السحت الذي جمع من سرقة المال العام الذي أصبح ظاهرة في بلدي سوف لا يجد الإنسان النزيه والطبقة الأكاديمية التي يحترق قلبها على وطن تكالبت عليه الذئاب من كل صوب موطأ قدم لها أمام حيتان تعرف كيف تستغل نقاط الضعف في قانون الإنتخابات القادمة....وأيضا على ذكر نقاط الضعف سوف نشير إلى مفرده واحده يعول عليها المفسدون في الأرض للفوز في الإنتخابات القادمة وهذه المفرده تعرفها حيتان وطني اللذين إبتلى بهم العراق بعد السقوط ولكن يتساءل أحدهم ما هي هذه المفرده التي تتحدث عنها؟ المراقبون....نعم ببساطه ما يسمى بالمراقبين للإنتخابات وكيف يكون مراقب سير العملية الإنتخابية تمثل نقطة ضعف؟ يتساءل أخر يا سيدي المراقب لنزاهة الإنتخابات معظمهم من الكيانات السياسية المتنافسة والسبب المعلن لعمل هؤلاء هو مراقبة نزاهة المراكز الإنتخابية...وهذا ما يجب أن يحدث ولكن في حقيقة الأمر أن كل كيان سياسي له الحق بتسمية عدد بفوق مضروب الرقم 50 لعدد مرشحي ذلك الكيان، فعلى سبيل المثال في مدينة مثل محافظة البصرة بعدد من المقاعد 40 مقعدا يمكن للكيان السياسي أن يقدم 2000 مراقب على الإنتخابات حيث يتم دفع أموال لهؤلاء تتراوح بين 50 إلى 150 دولار للمراقب الواحد للحضور إلى المراكز الإنتخابية يوم الإنتخابات لمراقبة سير العملية الإنتخابية، ولكن في حقيقة الأمر فإن هؤلاء اللذين يحملون صفة مراقب ما هم إلا أصواتا قد تم شراؤها ليس هم فقط ولكن ينسحب على عوائلهم ايضا لتمثل أصواتا تصب في صالحهم يوم الإنتخابات....وكذلك لهؤلاء المراقبين دورا أخر في إرشاد الناخب قليل الثقافة على إنتخاب القائمة التي يعمل لحسابها...أن من يحمل صفة مراقب يوم الإنتخابات لي اكثر من طابور خامس للأحزاب التي اتخمت من كثرة الثراء على حساب المال العام, من هنا سوف يجد الإنسان المستقل والمؤهل تأهيلا علميا لقيادة وطني نفسه أمام امواج هائلة وبين أحزاب لا تعرف الرحمة ومستعده لفعل أي شئ من اجل الفوز بالمقعد الإنتخابي وهذه الحيتان الكبيرة سوف تعتمد بالأساس على طابورها الخامس اللذين سوف يصادق عليهم من قبل المفوضية العليا للإنتخابات كمراقبين على سير نزاهة الإنتخابات. من هنا فإننا نلقي الكرة في ملعب المفوضية لإيجاد حل لهذا الجيش من الطابور الخامس اللذين جندوا من قبل الأحزاب، ونقترح بعض الحلول التي يمكن ان نضعها على طاولة المفوضية العليا للإنتخابات وهي إبعاد الطابور الخامس عن المراكز الإنتخابية التي تقع في مراكز سكناهم او قريبه منها من جهة وإلزام هذا الطابور على التواجد في المراكز الإنتخابية بصورة مستمرة منذ بدأ الإنتخابات وحتى نهاية الفرز وإبعاد الطابور الخامس من الإحتكاك مع الناخب...حلول قد تقلل فعل هذا الطابور ولكنها لا تلغي تأثيرهم قبل الإنتخابات إنهم يمثلون أصواتا تم شراءها من قبل الأحزاب الكبيرة لتروج لهم....سوف نفيق غدا لنرى شوارعنا قد شوهت بالصور الكبيرة لنواب في البرلمان العراقي الحالي دون ذرة خجل من الناخب بعد فشلهم الذريع في قيادة الدولة العراقية في المرحلة السابقة سوف تجد صورهم هي الأكبر واحاديثهم واصواتهم هي الأعلى في وسائل الإعلام المختلفة يحاولون تلميع صورهم التي علاها الصدأ ضنا منهم إن الناخب العراقي سوف ينسى ما ضاق منهم من جحود وتنكر لكل التعهدات التي قطعوها في الإنتخابات السابقة ولم يلتزموا بإبسطها...سوف يحاول كل فريق أن يتهم الأخر بالتقصير ويحاول كل فريق أن يبرز نفسه مؤهلا لقيادة العراق في المرحلة القادمة ولكنهم في حقيقة الأمر ليسوا أكثر من ذئاب لا ترى منهم إلا غبارا نتنا عند ما يفارقوك...كل إهتمامهم ينصب بكيفية الفوز وكل طابورهم الخامس مجند لخدمتهم وكل السحت الحرام من المال العام المسروق سوف يوظف لدعاياتهم البائسة...ويبقى بين هذا وذاك صوت المواطن الحر الذي سوف يكون الفيصل في كنس كل القمامات المتراكمة في بلدي منذ السقوط لحد الآن..فهل سوف يستطيع الناخب العراقي الحر ان يقول كلمته هذه المرة بصورة صحيحة مستجيبا لكل الأصوات الوطنية التي تدعوا بعدم إنتخاب الفاسد ومحطما لرؤوس طابورهم الخامس...لنرى ما يكشف عنه الغد وان غدا لناظره قريب.
|