انتشرت الملصقات فراقبوا المعلوسين |
بدأت الحملة الانتخابية للمرشحين ، بوسترات لطيفة بالوان زاهية ووجوه جميلة ابدع المصورون في الترتيش والتلوين ، عجائز اصبحن فاتنات باعمار الزهور وشيوخ اصبحوا كالشباب ، الا ان بعض ارتال الماعز تصر على علس بعض تلك الصور الجميلة في الاحياء المزدحمة في بغداد التي يختلط فيها الماعز مع البشر في بانوراما متواصلة ، ومع ان امرئ القيس قال معلقته لتنطبق في صورها مع اجواء الصحراء الا انك تجدها متطابقة الآن مع الاحياء الشعبية والعشوائيات التي تطوق العاصمة ، فهو يصف بعر الغزلان في بقايا منزل حبيبته (ترى بعر الارئام في عرصاتها وقيعانها كأنه حب فلفل) الآن ترى بعر (بعرور) الماعز في أزقتها وقد تلون بسبب تناولها وجبات شهية من ملصقات المرشحين ، فمن الصقوا صورهم على ارتفاع متر ونصف فانهم لا محالة من المعلوسين والمعلوسات ، وهذا لايعني ان الصاقها على ارتفاع مترين يكفل لها الحماية فهنا يأتي دور أحصنة عربات الغاز ، وعربات الحمولة التي تمر مرور الكرام في شوارع العاصمة ، ولا تتورع عن التهام البوسترات الملونة ، والمرشح الذي يأكله حصان خير من مرشح تأكله عنز ، علس الصور فأل سيء ، وفاتحة تشاؤم مرعبة ، كلما نظرت الى أفواج الشحاذين ، وافواج المترفين الفاسدين ، وأفواج أرتال حمايات المسؤولين المتوحشة وبيوت الصفيح ووجوه الفقراء وضحايا المفخخات شعرت ان العقوبة الالهية قريبة الوقوع على رؤوس الظالمين وهم صنفان صنف ارهابيون قتلوا هذا الشعب بالمفخخات وسيعاقبون لا محالة ، وصنف مسؤولون قتلوا هذا الشعب بالفساد والاهمال وسيعاقبون ايضا ، المرشحون الجدد رموز للتغيير والاصلاح ، فمن كان منهم يريد السير بسيرة من سبقه من الفاشلين والفاسدين فان الله له بالمرصاد ، اصبح مؤكدا ان الله سينتقم للفقراء والمظلومين والمهجرين والمرضى والمهمشين والعاطلين عن العمل من ابناء هذا الشعب ، وان غضب الله تعالى سينزل بانتظام ودقة على اؤلئك الظالمين ومن رضي بافعالهم ، ومن والاهم ومن اعانهم ، وان الله سيستبدل قوما غيرهم سيحولون اروقة الحكومة والبرلمان الى خنادق لمحاربة الارهاب والفساد والفقر والفوضى لانقاذ هذا البلد ، دورة برلمانية جديدة تتحدث بلغة القتال بدل لغة الاستسلام للفشل القائم الذي يصورونه كقدر لا مفر منه يجب ان نستسلم له ونقابله بالركوع ، في دعاية الدورة السابقة تقاسم الماعز واحصنة الغاز صور المرشحين فكانت دورة يرثى لها ، واليوم راقبوا الذين تعلس صورهم ثم انصحوهم ان يتقوا الله . |