لم يعد الحديث عن مؤتمر القمة العربية ,الذي انعقد مؤخراً في دولة الكويت , حديثا ذا جدوى أو منفعة ,ولكن مجريات المؤتمر تمثل أمرا منكرا ؛ فلابد من تناوله بسطور وإن كانت متواضعة , فقد شهدت القمة العربية أحداثا عجيبة غريبة ,لاتتوافق مع المنطق والعقل ,ومع ذلك مررت وبكل سهولة , وكأن الاستهانة بالعقل العربي لم تعد قضية محلية محصورة على قطر أو شخص معين ,بل اصبحت قضية على المستوى القومي العربي..حيث اصبحت متلازمة مع المسؤول العربي واخلاقياته ... جاء اعلان الكويت وكأنه محاولة لجمع الشمل العربي المتشتت من الاعماق وهي محاولة لم يكتب لها النجداح لعوامل كثيرة في مقدمتها ان القمم العربية ..عبارة عن موضوعات معادة ومكررة لاتضر ولاتنفع...وجميع المسؤولين الحاضرين متخاصمين فيما بينهم ومتخاصمين مع شعوبهم وتطلعات هذه الشعوب... والامر المجمع عليه في المؤتمر , لايعدو وصف الضيافة والكرم ,وهما طابعا الشعب العربي الكويتي وحكومته...اما مايخص النتائج والتوصيات فهي ليست بالقدر المهم الذي يتطلب الخوض في تفاصيله وتحليلاتها...لانه وبصراحة موجه مع الترددات الجديدة لدول الخليج العربي وانشطاراتها الداخلية وتمتراستها الجديدة ,الا مايخص الهجوم على الحكومة السورية فقد وضح الاتفاق عليها واختلافهم في كل شيء اخر ,والسبب كما هو معلوم ممنهج مبني على اسس جلها طائفية مذهبية !!! وقد غابت عديد النقظ من جدول اعمال قمة الدول العربية وبقصد واضح وهو أمر يستدعي حضور المثل العراقي الشائع عن فنانه الكبيرالمرحوم جعفر السعدي.....عجيب امور غريب قضية وفي مقدمة الامور العجيبة تهاون زعماء الدول العربية!! في مسألة مهاجمة اسرائيل العسكرية لمواقع حساسة ومهمة للجيش العربي السوري.داخل الاراضي السورية ؟؟ وهو عدوان واضح وصريح واعلان حرب ضد قطر عربي, كامل السيادة..وكأن الزعماء العرب المؤيدين لهذا الهجوم أوالعدوان او الملتزمين الصمت , كأن الامر لايعنيهم لامن قريب ولا من بعيد .... ودماء الشهداء من ابناء الجيش العربي السوري لاتعنيهم أيضا... لا الدماء التي سالت عربية ولا الارض التي قصفت عربية !!!..فلم يلق العدوان اي ادانة أوذكر او مناقشة..ولعله امر مفرح لدي الكثيرين حين اعتقدوا بان ذلك العدوان سيكسر شوكة الجيش العربي السوري في حربه الداخلية.!!!..ربما هو صدى لامنيات مريضة تجول في بعض النفوس المريضة ...وربما العدوان العسكري الاسرائيلي جاء بطلب مسبق من بعض تلك الدول او برجاء سابق؛لذا فهو لايستحق المناقشة او الادانة , مادام يحقق بعض الامنيات وبعض المتطلبات العسكرية التي تحسب لصالح جهة معينة دون غيرها. فيما بقي الصمت العربي واضحا اتجاه مسألة الدور التركي في الساحات العربية والتدخل السافر لهذه الحكومة المتاسلمة في شؤون المنطقة , وهوتدخل علني , يلبي طموح بعض دول الخليج العربي وتتساهل معه اوربا الديمقراطية !! رغبة منها في الحاق الضرر بروسيا المتواجدة على ارض وسوريا ,وان كان الثمن دماء الشعب العربي السوري والنيل من كرامته وانسانيته ,من خلال اطالة امد الحرب....وتعدى الصمت العربي هذا الموضوع ,على الرغم من اشكالياته التاريخية المعقدة وعلى الرغم من نتائجة الوخيمة المتوقعة في المستقبل القريب و البعيد .. وصمت جمهور المجتمعين حول اشكالية المياه المشتركة بين الجانب التركي والعربي من خلال سوريا والعراق...وهي حرب مياه قادمة لامحال...سيكون العراق هو المتضرر الرئيس فيها..وما اغرب صمت الحكومة العراقية الرسمي حول هذه الاشكالية ,في مثل هذا المحفل العربي إن صدقت التسمية ؟؟ ولم تعد مشكلة الشعب العربي في {{ مملكة }} البحرين تشغل بال أحد من المجتمعين ,في الوقت الذي تدوس فيه عجلة المملكة العربية السعودية العسكرية على أجساد ابناء الشعب البحريني ,الذي يطالب بحقوقه المسلوبة في وضح النهار من قبل حكومة , هي في أقل تقدير حكومة طائفية ,تدير أمورها من خلال الاسطول الامريكي والفرنسي..ومقرهما في البحرين ,وفي الجانب المظلم تسير أمورها من خلال الجلادين المسلمين والعرب من الذين يحملون الجنسية البحرينية ,ويتحملون وزر ما يحصل في السجون البحرينية سرا وعلانية
فيما أخذت القضية العربية المركزية الفلسطينية ,جانبا من الحديث ,والذي هو في الحقيقة حديث لافائدة مرجوة منه فالجمع المجتمع يعرف مدى قوة ومتانة العلاقة بين كثير من الدول المجتمعة وبين الدولة الغاصبة لحقوق الشعب العربي الفلسطيني , فكانت الاحاديث بشأن الوضع الفلسطيني هي أحاديث مكملة وعملية أكسسوار , لا أكثر ولا أقل وغيبت عمدا وبقصد واضح الاوضاع في اليمن السعيد!!! وهي أوضاع سائرة الى نقطة اللاعودة ؛بعد ان ثبتت الحدود الداخلية بقوة السلاح ؛وثبتت الكراهية بين النفوس بفعل تعاقب الانظمة الظالمة على هذا البلد العربي الشقيق وكان البيان الختامي واضحا في أدانة الارهاب ,وفعله وفكره ,ولكن البيان لم يوضح لنا موقف المؤتمر من دول الخليج العربي الداعمة للارهاب ليلا ونهارا..ولم يقف البيان الختامي على الفعل الارهابي وصناعته ونتائجه في تونس وليبيا ومصر ...وخطورة الاوضاع الامنية في تلك البلدان ,اذا تجاوزنا موضوعة العراق وما يعانيه من تدخل سافر في شؤونه الداخلية من قبل كثير من دول الجوار والاقليم المحيط به... وأخيرا فأن القمة العربية شهدت انحطاطا لغويا قلّ نظيره , فكأن جمع من الاميين ,قد حضروا ؛لتعلم اللغة العربية في محو الامية ..وهي كارثة حقيقية أن يسود الامة جهالها بهذا الشكل !!
|