تحقيق مختصر عن موضوع السماوات والارضين السبع.. بقلم/ خلدون طارق

 





يرجف البعض محاولة الطعن في القرآن الكريم مستغلين خلط الناس ما بين المفردات القرآنية والمصطلحات العلمية وخاصة في موضوع السماء والأرض والعدد سبعة المذكور في القرآن الكريم

ولكن على الناس أن تعلم جيدا إن القرآن الكريم نزل بلغة العرب (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) ونزل بما يوافق لسان العرب وفهمهم وهو غير معني البتة بالمصطحات التصنيفية والعلمية المتغيرة التي وضت بعده ومن اجل هذا نود ان نوضح التالي

1- ان السماء في المصطلح العلمي تعني ما هو خارج الغلاف الجوي حيث الحيز المليء بالمجرات والكواكب والنجوم ووووغيرها

2- الأرض تعني الكرة الأرضية

وكانت هناك نظرية قديمة تقول ان السماء متكونة من 7 طبقات وهي نظرية يقولون انه قد تم تفنيدها ولا ادري صحة ما يقال عن تلك النظرية فاهل العلم اولى مني بذلك وقد فهم الناس على ان ما يعنيه القران الكريم من السماوات السبع بوجود سبع طبقات من السماء وهناك ايضا سبع طبقات من الأرض وفهم الناس هذا هو ملزم لهم ولا يُعنى به القُرآن الكريم لا من بعيد ولا من قريب وهذا ما سنوضحه في هذه النقاط التي راعيت فيها الإختصار ما أستطعت

يقول الله تعالى عن نوح وهو يخاطب قومه (الم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا) فهل كان قوم نوح البدائيين سيعقلون ان هناك 7 سموات وطبقات وهناك اجرام تسبح فيها ... الجواب طبعا سيكون لا حتما ؟

العدد 7 يدل على الكثرة والتعدد وكذلك السبعين والسبعمائة يقول صاحب معجم لسان العرب ما نصه : (وقد تكرر ذكر السبعة والسبع والسبعين والسبعمائة في القرآن وفي الحديث والعرب تضعها موضع التضعيف والتكثير كقوله تعالى: كمثل حبة أَنبتت سبع سنابل، وكقوله تعالى: إِن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم، وكقوله: الحسنة بعشر أَمثالها إِلى سبعمائة.)

السماء في اللغة ماذ تعني يقول صاحب معجم لسان العرب : (السُّمُوُّ: الارْتِفاعُ والعُلُوُّ، تقول منه: سَمَوتُ وسَمَيْتُ مثل عَلَوْت وعَلَيْت وسَلَوْت وسَلَيْت؛ عن ثعلب.وسَمَا الشيءُ يَسْمُو سُمُوّاً، فهو سامٍ: ارْتَفَع.)

ويقول الزجاج رحمه الله تعالى عن السماء ما نصه : (وقال الزجاج: السماءُ في اللغة يقال لكلّ ما ارتَفع وعَلا قَدْ سَما يَسْمُو.وكلُّ سقفٍ فهو سَماءٌ، ومن هذا قيل للسحاب السماءُ لأَنها عاليةٌ، والسماءُ: كلُّ ما عَلاكَ فأَظَلَّكَ؛ ومنه قيل لسَقْفِ البيت سماءٌ.والسماءُ التي تُظِلُّ الأَرضَ أُنثى عند العرب لأَنها جمعُ سَماءةٍ، وسبق الجمعُ الوُحْدانَ فيها.)

اي ان كل شيء قد علا الانسان فهو سماء فالكواكب والنجوم والاقمار والسحب والغمام وسقوف البيوت هي سماء وكل شخص يتنقل على الارض فله سماؤه

4- الأرض في اللغة : يقول صاحب معجم لسان العرب ما نصه : (الأَرْض: التي عليها الناس، أُنثى وهي اسم جنس، وكان حق الواحدة منها أَن يقال أَرْضة ولكنهم لم يقولوا.) وهنا اريد من القراء الانتباه الى العبارة الاتية (وكان حق الواحدة منها ان يقال أرضة) وهذا دليل على ان العرب كان تقصد بكلمة الأرض البقعة من الارض وليست كل الأرض وهذا ما أشار اليه التنزيل الكريم في عدة مواضع يقول الله تعالى

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ

فهل كان المشركون يفسدون في كل الأرض ؟ طبعا لا إنما مفسدون في الأرض التي يعيشون عليها .

يقول الله تعالى ايضا

وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا

ونحن نعلم جيدا إن بني إسرائيل أفسدوا في المنطقة التي سكنوها فقط وهي في بيت المقدس وجوارها

يقول الله تعالى

غُلِبَتِ الرُّومُ في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون

ومعنى أدنى الأرض هنا أقرب أرض الى أرض العرب (شبه الجزيرة العربية)

قد يقصد الله تعالى في كلمة الأرض الأرض كلها بقوله تعالى

(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )

فالمقصود من الارضين السبع هي قطع الاراض في الارض المتعددة والتي رمز الله تعالى لتعددها بالرقم سبعة كعادة العرب وباقي الاقوام الاخرى التي تستعمل العدد 7 للرمز الى الكثرة والتعدد ايضا