ممارسات لا ديمقراطية منحرفة تجري في الدعايات و الاعلانات الانتخابية |
صدقَ ما توقعناه و ظهر ماكان غير معلن و اثبت ان مفاهيم الديمقراطية و حرية التعبير و الانتخاب في العراق لها معاني و مضامين اخرى غير تلك التي تنادي بها شعوب و دول العالم المتمدن. و هذا ما دفعنا الى الابتعاد عن دخول اللعبة التي يمارسها اصحاب الرؤى الضيقة و الذين لا تجربة و لا معرفة لهم عن تاريخ العراق السياسي. نحن نتالم و نتحسر على وطن اصبح قاب قوسين من كارثة عسى ان لا نتوقع حدوثها. المشاهد اليومية و الاحداث التي تحدث في الدعايات الانتخابية و الاعلانات تؤكد حقيقة لمن اصيبوا بقصر نظر سياسي ان الحكم بالصيغ المطروحة حالياً لن يستمر و هذا مجرد راي و هنا نورد بعض المشاهد التي تطلق على نفسها سياسية: اولاً: مشاهد تعكس الاسلوب اللا ديمقراطي التي تمارس فيها الاعلانات و الدعايات الانتخابية: أ- تمزيق اعلانات و صور الدعاية للكثير من المرشحين المتنافسين. ب- حصر بعض الشوارع لمرشح معين في ذي قار و عدم السماح للاخرين بممارسة نشاطاتهم الاعلانية فيها. ج- حجز شارع المتنبي في بغداد لاحد قوائم الاحزاب دون غيرها فيعتقد البعض انها (قائمة تجمع لملوم). ثانياً: يعتبر برج الاتصالات في المنصور من المواقع الممتازة و المهمه للاعلانات (يشبهه البعض بانه لكطة باللهجة العراقية) كونه يشرف على مناطق واسعة و لذلك استولى الموقع الكثير ممن يمارسون لعبة الاعلانات الانتخابية و الدعاية لها غير ان لهذا البرج طاقة محدودة في التحمل حيث ارسلت (بلدية المنصور) تحذير من عدم تحميل الابراج اكثر مما تتحمل من الوسائل الاعلانية و فعلاً فقد سقط البرج و هوى على الارض بجميع ما حمل من الملصقات نتيجة تحميل اكثر مما يتحمل من الاعلانات و علق احد المواطنين بقولة:" دفعوا البرج للانتحار لانهم لم يدفعوا له اجراً". ثالثاً: دخلت الاحوال و الانواء الجوية على خط الدعايات و الاعلانات الانتخابية فقد ادخلت الفرحة و السرور لدى البعض و اللعنة و الحبور لدى البعض الاخر حيث تم تمزيق الاعلانات و الدعايات و تضررت بصورة كبيرة بسبب هبوب الرياح القوية العاصفة هذا اليوم و هنا تحققت الفرصة للبعض حيث سيكسبون عمل مضاعف اخر و هم مسرورون به و من جانب اخر سبب ازعاج للاخرين كونهم قد خسروا اعلانات عليهم اعادتها من جديد و باجور مضاعفة و يعلق البعض قوله:" يلله هية فلوس منكول حرام بس مو متعوب بيها". رابعاً: اثارت مجموعة من الصور و الاعلانات في بغداد و المدن الاخرى الفضول لدى البعض و التعليقات للبعض الاخر و هي : أ- ظهور صورة لمرشح على دجاجة مشوية و مكسبه! ب- ظهور صورة لمرشح ينشر يديه على جبلين على الاول مكتوب جبل الفقراء و الثاني جبل العاطلين عن العمل (يقول البعض ماذا يريد من الصورة؟ هل يريد ان يستجدي حتى مما لا يملكون شيئاً). ج- ظهور مرشح يقسم انه ترشح بامر من رسول الله ( ص) و العياذ بالله. د- ظهور ملصق اعلاني مع صورة المرشح اياد الاشوري يعلن انه اعتنق الاسلام على ولاية محمد و ال محمد. خامساً: يحاول تجمع (لملوم) اي من كل زيك ركعة ان يجرب حظة العاثر مرة اخرى بعد ان عجز بايجاد اسم مناسب له و منسجم مع المرحلة و قد اطلق البعض عليه تسمية حزب ذلك الزمن و طبيعة هذا الحزب انه ديمقراطي للقشر! حاول هذا الحزب ان يكرر محاولته البائسة و يتكئ على اكتاف الاخرين بعد ان هجره الكثير. لم يعد معه الا عدد قليل من الغلابة مع اختلافهم في التوجهات و الغايات و تباينهم في المصالح و تواضع اعدادهم ايضاً فكل منهم يحاول ان يصعد على كتف صاحبة يعني (يكرط صاحبه) كما يقال فتحولوا من مدنيون سابقاً الى مدنيون ديمقراطيون حالياً فالذي حدث: أ- في الانتخابات السابقة اتفقوا مع كتل صغيرة لكنهم فرضوا اسماء عناصرهم في اول القائمة و مارسوا الدعاية لعناصرهم فقط دون الحلفاء و النتيجة (لا العصفور و لا بيدر الدخن) اي ان الكل لم يحصلوا على شئ. ب- ها هم و قد عادوا من جديد ليجربوا حظهم مرة اخرى و يروا التجربة ذاتها بصورة اشبه باللملوم و هم عناصر متناقضة من مدمنين و فاشلين و عجزة و حالمين بعودة عصر الزهو السابق ايام زمان ( نهاية الخمسينيات و نهاية الستينات) و هم يمارسون نفس الاساليب القديمة ( كما يذكر الاخ سامر من ذي قار) مشكلة هؤلاء انهم لم يقتنعوا ان زمانهم قد ولى و افكارهم قد انهارت في البلد الذي انتجها و باعتقاد الكثير انهم سوف لن يحصلوا على فرصة حتى لو غيروا جلبابهم الف مرة و مرة فلقد تلاشوا و انتهوا فكريا و سياسيا منذ زمن بعيد فهذه حكمة القدر في البشر و حكمة الله في خلقة. سادساً: احدى المرشحات قررت ان تقيم دعوى قضائية على المتعهد الذي سبق و ان اتفقت معه على اعداد اعلانتها و صورها بصورة ممتازة (ديلوكس) لكن الواقع اظهر حظها العاثر بشئ اخر فاغلب الاعلانات قد تمزقت و سقطت على الارض مما دفعها الى تقديم الشكوى على المتعهد المذكور (ترى من المظلوم هي ام هو؟). سابعاً: صرف بعض المرشحين اموال كثيرة انفقت بسخاء و ذلك باستخدام قراء الكف و المنجمين لعمل براشيم و حروز تمكنهم من الفوز في الانتخابات يقول البعض " لو بالمنجمين خير كان رشحوا انفسهم و دخلوا البرلمان حتى يصير مجلس منجمين و فتاحة فال". ثامناً: اتسمت هذه الايام بتصاعد العمليات الارهابية من خلال تنسيق الهجمات بصورة منظمة تعكس طور نشاطات الارهاب. أ- تدمير منظم للجسور خلال الفترة الاخيرة حيث بلغ عدد الجسور المدمرة ٢٢ جسر. ب- هجمات منظمة على الفرقة الذهبية بمنطقة جرف الصخر في بابل. ج- هجمات على الوحدة العسكرية في منطقة اليوسفية. د- هجمات متعددة في مناطق ديالى و صلاح الدين و نينوى. ه- احتلال مؤقت لبعض المدن و القصبات كما حدث و يحدث في الفلوجة و بهرز و غيرها. هذا نزر يسير و فيض من غيض كما يقال و يذكر السيد احمد الجلبي ان الارهابيين يسيطرون على اكثر من اربعون بالمئة من ارض العراق و بلغت بهم الجرأة ان يحتفلوا بمنطقة ابو غريب و بوضح النهار مستعرضين قوتهم بالمركبات التي استولوا عليها علماً ان منطقة ابو غريب تبعد ٢٥ كلم فقط من بغداد و الى مشاهد اخرى.. و سنرى.. |