لأول مرة في تأريخ معرض الكتاب الدولي في باريس والذي يقام منذ 34 عاما،تم منح فرصة لحكومة إقليم كوردستان لعرض كتب ومؤلفات لأدباء كورد من جميع أنحاء كوردستان مع إعطاء أولوية لكتب كوردستان العراق للعامة من الفرنسيين والأجانب. و تزامنت فعاليات المعرض مع أعياد نوروز التي بدأت من 21 الى 24 آذار.
وكالمعتاد وفي كل سنة، يستضيف المعرض أدبا أجنبيا كضيف شرف لذا تم إختيار الأدب الأرجنتيني الذي رافق فعالياته حضورعشرات الكتاب من هذا البلد، كما يتم كل عام منح شرف الضيافة الى مدينة ما، وقد أستحقتها شنغهاي المشهورة بأدبها القديم إلا أن التركيزهذه السنة كان على الأدب المعاصر وبحضور العديد من الكتاب والادباء الصينيين.
مع إنطلاق المعرض، كان لي هذا الحوار مع السيد عقيل مارسو مدير ممثلية إقليم كوردستان في مقرها لإعطاءنا تفاصيل أكثرعن هذه الخطوة الرائعة حيث قال " فكرة المعرض فكرة جديدة من نوعها وهو حدث استباقي لإعطاء الناس فكرة عن الكورد ..او بمعنى اخر، من اين اتينا والى اين وصلنا،فصحيح اننا لسنا بدولة مستقلة ولكننا في فعالياتنا نود أن نرسل رسالة الى العالم بأننا لسنا بأقل من شعوب العالم أجمع ومؤسساتنا هي ند بل ونظير لأرقى المؤسسات الثقافية والسياسية في فرنسا فعلى الرغم من كوادرنا القليلة التي لايمكن أن تقاس بكوادر مؤسسات الدول المشاركة ولكننا نضاعف الجهود لنصل الى مستوى راق من التنظيم للفعاليات.." ويتابع " أن فكرة المعرض تم الترتيب لها منذ زمن بعيد و العوائق كانت كثيرة وبالخصوص الإتصال بجميع الأدباء والكتاب الكورد في فرنسا والطلب منهم تزويدنا بنتاجاتهم الأدبية، وقد وصلتنا هذه النتاجات مكتوبة باللغة الفرنسية فقط أو مترجمة من الكوردية الى الفرنسية.. كمالاقينا أيضا صعوبات في الحصول على بعض الكتب لذاأضطررنا الإتصال بدور النشر لشراء هذه الكتب وعرضها في المعرض"
ويقول السيد مارسو " طموحنا أن تكون أربيل في يوم من الأيام مدينة الشرف حالها حال شنغهاي هذه السنة، أو أي مدينة ثقافية أخرى، فلم لانمنح أربيل فرصة المقارنة بباريس بدلا من دبي من الناحية الثقافية ؟.. أو حتى كتالانيا ،هذاالإ قليم الصغير في اسبانيا والذي قضيته تشبه قضية كوردستان، فهو يؤلف وينشرالالاف الكتب المعروفة عالميا، فلم لا تؤدي كوردستان العراق التي لها إمكانيات جيدة في هذا المجال الشىء نفسه .."
ثم توجهت الى المعرض لمتابعة ردود افعال الناس لدى مرورهم بمنصة " حكومة اقليم كوردستان" المزين بعلم كوردستان، والواقعة قرب منصات كبار دور النشر العالمية ، أمر يثير الاعجاب وتصورت المنصة كزهرة برية نمت بين زهرات قد تم الإعتناء بها منذ زمن بعيد ، يديرالمنصة السيد مؤيد محسن الذي كان يدعو الناس الذين كانوا يراقبون المنصة عن كثب على الأدب الكوردي لذا أقتربت منه وسألته
س- ماهي ردود أفعال الناس لدى رؤيتهم للمنصة ؟
في الحقيقة ردود الفعل كانت متنوعة ومتباينة، فمثلا عبر كورد تركيا وجورجيا وأرمينيا عندما قدموا الى المعرض عن شعورهم بالفخر وقدم كذلك أناس من دور النشر الألمانية والبولونية ودول أخرى لتقديم التهاني لنا حال رؤيتهم للمنصة،في حين أن فرنسيا أتى الى المنصة وقال لي " أيها الكورد، أنا أكرهكم" فقلت له "تمهل قليلا ودعنا نتحدث" ودعوته للنقاش بهدوء وقدمت له كوبا من الشاي..يبدو أن هذا الفرنسي كان لديه حكم مسبق على الكورد بسبب اعتقاده انهم اقترفوا جرائم ضد المسيحيين..فناقشت الأمر معه..ومن ثم رحل عن طيب خاطر وقال لي " أنتم الكورد، على الرغم من أنكم تعرفون أن هنالك أناس يكرهونكم ولكن لديكم القدرة على إحتوائهم " ..
س- ماهي نوعية الكتب المعروضة وهل هنالك طلب على نوع معين منها ؟
- : اغلب الكتب المعروضة هي كتب تتحدث عن تأريخ الكورد وكتب أدبية وشعرية وثقافية، ولكن هنالك نقص في مجالات أخرى مثل علم الإجتماع والجغرافية السياسية وكتب عن المرأة وهذا ماكان يبحث عنه ويطلبه الطلاب الأوربيون..
س- ما هى اقتراحاتكم لنجاح أكبر في الاعوام المقبلة ؟
-: تجربة هذه السنة متواضعة ويمكن لها أن تتحسن وتتقدم في الاعوام القادمة ، فحكومة الإقليم ترسل الكثير من طلابها الى فرنسا لإنهاء دراساتهم العليا وخصوصا في المجالات الإنسانية، فحري بهؤلاء الطلاب أن ينشروا أطروحات الماجستير والدكتوراه في فرنسا بدعم من وزارة التعليم العالي وبهذا الشكل يسهم الطلاب كثيرا في إغناء المكتبة الكوردية في فرنسا، وكذلك لدي اقتراح آخر على مستوى مراكز الدراسات الكوردية في الإقليم..فهناك الكثير من المترجمين المبدعين من الكورد في فرنسا والذين يستطيعون ترجمة الكتب الكوردية الى اللغة الفرنسية، فحبذا لو تعاونت هذه المراكز مع هؤلاء المترجمين وباشراف وزارة التعليم العالي وحكومة الإقليم .
|