ماذا حققت لنا راعية ( الديمقراطية) خلال عقد من الزمن.!!؟ |
بعد أن تكشف هدف المشروع الامريكي الصهيوني ، باحتلال العراق بالحروب والعمليات العسكرية ، ومجموع المجازر التي ارتكبت بحق أبناء شعبنا العظيم وتدمير البنى التحتية، بذرائع واكاذيب شتى سرعان ما انكشف بطلانها ، حتى أن الكثير من اقطارنا العربية لم تسلم من ذلك ... بدأ الشعور الوطني ينمو لدى أبناء شعبنا العربي ، واستشعروا الخطر الحقيقي ، ليس على ألعراق فقط بل على الأمة العربية كافة . و ما حصل في ليبيا وتونس وسوريا واليمن واليوم ما يحصل في مصر خير دليل على ذلك . ونالها ما نالها من عدوان وتدخل اجنبي وحصار وتدمير اقتصاد واحتلال تحت ذريعة الديمقراطية وحقوق الانسان والسلم العالمي.
إذن أصبحنا نسلم للواقع أمام مشروع استعماري استيطاني تقسيمي ، وأمام مواقف وطموحات قيادات عربية كانت قاسية علينا في حكمها وفي تصديها لتطلعاتنا من خلال مساندتها للشيطان الاكبر الغازي المحتل وفتح اراضيها ومطاراتها وبحارها وبنوكها امام الغزاة ، ، ولم تحكمها البراءة ، بقدر ما كانت تريدها ورقة تتغطى بها أمام شعوبها وتستر بها مواقفها التي انطلت كثيراً ، وما زالت تنطلي حتى على الذين راهنا على وعيهم ودورهم الوطني والقومي ، وانساقوا بل جرفهم تيارً حرفهم عن دورهم ، وأصبحوا محامي الشيطان الاكبر. الان تيقن هؤلاء الاعراب بان سكينة الشيطان الاكبر وصلت رقابهم وستنحرها كما تنحر الشاة. و ما يحصل اليوم من تناحر يصل حد القطيعة بين اقطار الخليج العربي وقبلها رفض السعودية تولي منصب عضو مشارك في مجلس الامن ،خير دليل على ذلك.!
ورغم مرور احدى عشرة عاما والوضع في العراق من سيئ الى اسوء ومن ازمة الى ازمة . واليوم نتساءل أهي عيون الحاسدين أم مؤامرات المتآمرين ، التي يتحدث عنها المسؤولين للتغطية على فشلهم امام انهار الدم التي سالت ولازالت تسيل من اقصى البلاد الى اقصاه ،عادت لتطل برؤوسها من جديد لإلهائنا وتضعنا في مأزق داخلي جديد وسواء كانت هذه أم تلك ، إلّا أننا في وضع مأساوي انعكس علينا وعلى شعبنا ، ولم تمر علينا مرحلة تريح أعداءنا أفضل من هذه المرحلة نحن أمام انقسام خطير طال حتى الأسرة الواحدة . أمام ثقافة الثأر ، وسياسة تكريس إضعاف قدراتنا وتدمير وحدتنا ، وهي سلاحنا الوحيد .وهذا ما يبتغيه اعدائنا.
. لا نريد أن نذكر بمجمل ما يعتمل في النفوس طيلة هذه الفترة من مآسي وآلام، ولكن الإبقاء عليها حالة غريبة في حياتنا ستجعلنا متحفزين متخوفين ، عديمي الثقة ، ليس فقط في سلوكنا اليومي ، بل في نوايانا وهذه أخطر ما نواجهه ، وأن الإبقاء عليها سيفرض على العالم نسياننا ، إلا من بعض الفتات الذي أعادنا إلى شعب ننتظر الإغاثة ، غير ملتفتين حتى إلى الانتقادات الخارجية الجارحة التي لا تخجل السياسيين .بعد تغييب العقل والحكمة، والمصلحة الوطنية العليا، والكل يدافع عن مجمل أفعاله ومواقفه دون قراءة لأبعادها .
ورغم كل المآسي يتحدث السياسيون عن الامن والديمقراطية وحقوق الانسان فلا ندري أمن من الذي يتحدث عنه المسؤول ؟ وعن اية ديمقراطية ، وحقوق انسان ؟ أهو أمن الأفراد ؟ أم أمن الوطن ؟ امن الساسة؟ أم الأمن الذي يريده عدونا الذي يفكر بحرب جديدة علينا ؟ إذن ما الذي نريد ؟
نريد أمناً للوطن والمواطن ، وفي مواجهة ما يدبر لنا كعراقيين .
نريد منظومة أمنية غير تابعة لحزب أو منظمة أو كتلة اوكيان بعينه .
شعبنا يتطلع أن يرى أمنه وقد تحقق على أيدي أبناء الوطن ، الذين لا تحكمهم إلا مصلحة الوطن والشعب ، وليس أمناً يتحفز أفراده للانتقام مسلحين بنظريات وثقافة مسئوليهم .نريد ديمقراطية حقيقية وغير مزيفة يحق فيها للمواطن بيان رايه في الحكومة والقوانين وان يكون فيها حكم الشعب للشعب؟
نريد منظومة أمنية ليس لها لون سياسي ، بل لونها وطني عراقي ، وثقافته وحدوية ، وزيه موحد ، وعنوانه الوطن للجميع .
نريدها منظومة تكون مفخرة نطل بها على شعبنا ونفقأ بها عيون المتربصين بنا والساهرين على تمزيقنا عبر الفضائيات الباثة للسموم والتفرقة والقطيعة . ودول الجوار التي همها الوحيد تدميرنا ثأرا لماضي افقا عيونهم وجعلهم صغارا عرفوا حدودهم وتصرفاتهم . من المؤسف اليوم وابناء العراق يتقاتلون فيما بينهم ، وكم هو محزن أن نظهر وكأننا نتبادل أسرى بأسرى ومعتقلين بمعتقلين واجراءات بإجراءات ، فماذا أبقينا إذن للعقل.
ترى ... هل فقدنا البصر والبصيرة ؟
أليس من حق شعبنا علينا أن يقول ... كفى فقرا وموتا وتهجيرا؟
أم أن شعبنا ليس في ميزان القوى ، وما عليه إلّا أن يصفق أو أن يختار أين يصطف ، أو أن يقف متفرجاً .
انه طريق الآلام وينبوع الدموع ،يـا ابناء شعبنـا الجريح الذي فرض عليكم بالقوة منذ غزو واحتلال وطنكم الحبيب ، فبدل الديموقراطية والرفاهية ،التي وعدكم بهـا الغازي المحتل ، جلب لكم العنف والإرهاب والدمـار بكل اشكاله ، ففي كل يوم جديد يسقطون شهداء ، جدد لينظموا الى قـافلة شهداء العراق ، الذين يروون بدمـائهم الزكية، ارض الرافدين الطاهرة ويكتبون بهـا سفر العراق، ليولد من جديد حرا مستقلا موحدا كمـا كـان على مر الزمن ، وهـا هو المشهد الامني الدامي يوميا نفقد ابناء واخوه واصدقاء واحبة ، يسقطون شهداء وجرحى، بـأيدي عتاة الإرهابيين القتلة ، الذين جـاء بهم المحتل من كل حدب وصوب ، لينظموا الى القافلة الكبيرة من شهداء العراق الأبرار.
علينا أن نعود إلى شعبنا ... مصدر وجودنا ومنبع شرعيتنا ، والحارس الأمين لقضيتنا ، وأن نجري معه مصالحة ، يقودها الحكماء والعقلاء والغيارى وأن نتبنى جميعاً سياسة لا للكراهية ... لا لعقلية الثأر ... لا لأولئك الموتورين ، أصحاب المصلحة في التمزق والانقسام .وسرقة المال العام ومثيري النعرات الطائفية، اصحاب الولاءات المزدوجة، وعافانا الله من شرورهم وحماقاتهم ونواياهم.
اللهم : ارحمنا ... وقنا ، واصرف عنا شر امريكا ومن ساندها وايدها باحتلال العراق وتدمير اوطاننا... وقِ شعبنا الشرور ... وألهمنا جميعاً طريق الخير والصلاح والفلاح.
إنك سميع قريب مجيب الدعوات .
|