خلافي مع القرآنيين والتواتر ...وانكار الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام.. بقلم/ خلدون طارق

 

كما هو معلوم لدى جمع المسلمين المتنورين وأصحاب العقلية المتفتحة والحجة الرصينــة بأن أركان الصلاة وهيئاتها هي من السنة النبوية الشريفة وارجوا عدم التسرع فأنا اقول انها من السنة النبوية الشريفة وليست من الحديث في شيء فالسنة في معتقدي هي تطبيق النبي لشريعة القرآن الكريم من اوامر وواجبات ورخص وغيرها وقد أشار ذلك الله تعالى في قوله ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) فالشرع هنا القران والمنهاج هو سنة النبي اي عمله في تطبيق احكام القران الكريم لان النبي عليه الصلاة والسلام كان كما وصفته ام المؤمنين بان خلقه القرآن فضلا عن امر الله تعالى في كتابه الكريم للمؤمنين للتأسي به حيث قال {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21 وقد كانت السنة النبوية الشريفة ترافق القرآن الكريم لأنها كما أسلفنا تطبيق النبي عليه الصلاة والسلام للقرآن الكريم وعقيدتي في هذا الامر تخالف عقيدة اهل السنة والجماعة التي قالوا ان السنة لا تحتاج الى القران ولكن القران يحتاج الى السنة , ونحن خالفناهم وقلنا ان السنة النبوية يجب ان تكون منضبطة بالقرآن الكريم وليس العكس لان السنة النبوية وكما قلت هي فعل النبي وتركه واقراره وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يقر الخمر وزواج الابن من زوج ابيه المتوفي وو امور غيرها قبل التحريم , وفعل النبي هذا ليس من السنة بشيء لانه كان يحدث قبل نزول ايات التحريم بخصوص تلك المواضيع لذا ان فعل النبي واقراره وتركه يجب ان يرد الى القرآن الكريم وينضبط به والا فهو ليس من السنة بشيء انما هو افعال تصدر من النبي قبل نزول التشريع لا يعتد بكونها من السنن ولا يتجرأ احد علينا ويقول انكم تنسبون الى النبي النقائص والعياذ بالله تعالى ولكننا نقول ان فعل النبي في امور كثيرة كان من باب ان الاصل في الامور الاباحة ما لم يرد نص في تحريمها لذا فاقرار النبي لتلك الامور وعدم نهي الصحابة عنها يرجع الا انه غير مأمور بتحريمها ولكن عندما نزلت ايات التحريم صار اقرار النبي لعدم تزويج النبي لاي احد من زوجة ابيه سنة متبعة وما قبلها ليس من السنة بشيء وهذا الأمر يفسر لنا في مضمونه آلية نقل السنة الينا وهي عن طريق التواتر لا عن طريق الاحاديث النبوية الشريفة وبالتالي أصبح التواتر لا غيره هو سند السنة النبوية الشريفة وهو الوحيد الذي يبين لنا كيف ان المسلمين قبل تدوين الحديث كانوا يصلون ويؤدون مناسك الحج والعمرة وغيرها .

إلا أن بعض القرآنيين طعن ببعض اركان الصلاة وهيئاتها بحجة وجود اختلافات بين المسلمين حولها إضافة الى ان البعض من اركان الصلاة وهيئاتها تؤدى بصمت فيستحيل ان يؤتمن التواتر عليها وهم يقولون إن تواتر القرآن الكريم كان بحاجة الى تدوين والى رقاع مكتوب عليــها القران الكريم ,(على الرغم من انهم اشد الناس دفاعا عن التواتر في السنن ضد الحديث), وهــو ما حصل وقد وصف الله تعالى نبيه في سورة البينة (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً) ولكــن علينــا الا ننسى امراً مهماً ان آلية حفظ القرآن الكريم الأول هي أن جعله الله تعالى ذكرا يتلى اناء الليل وأطراف النهار يقول الله تعالى في سورة الحجر (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وسمي القرآن الكريم هنا ذكرا لان المسلمين كانوا يتذاكرونه في صلواتهم وفي عباداتهم الاخرى ويتعبدون الله به آناء الليل وأطراف النهار يوميا وصار وردا لهم يحفظونه عن ظهر قلب وهو الكتاب السماوي الوحيد الذي يتلى في صلوات عباد الله تعالى يوميا عكس التوراة وغيرها من الكتب السماوية وبالتالي كون القران كان وردا أي ذكرا للمؤمن فقد حفظ لان صلوات المؤمنين لا تنقطع وقراءتهم وحفظهم للقرآن الكريم لا ينقطعان ولو هيئ ان تحرق جميع كتب الارض فأن الكتاب الوحيد الذي يستطيع البشر اعادة كتابته من غير عناء او جهد هو القران الكريم لكثرة حفظه بين الناس بل ان هناك طبقة من رجال العلم تسمى الحفاظ تعني بحفظه رسما وصوتا وهذه الطبقة منتشرة في معظم بلاد المسلمين وقراها , فالرقاع من الممكن تزويرها او تحريفها والإضافة إليها أما قلوب الرجال فكيف ؟ وهب ان رقعة المصحف في صنعاء فيها تباين عن القران الموجود بين ايدينا فما بال اهل الشام واهل العراق واهل اليمن وخراسان والاندلس يتذاكرون الى الان قرآنا واحد ولم نسمع الى اليوم رجلا تكلم بصلته بقران غير الذي نحن عليه الان وقد بينا من قبل ان القران نقل الينا بالتواتر وجعل ذكرا للمؤمنين , أما ما ينقله السيوطي وغيره من القدماء ومن العصر الحديث كرشاد خليفة لا يُعتد به ولا يُلتفت إليه لإن تلك الروايات بائن زيفها وتدليسها ولو كان هناك اختلاف بين الصحابة حول القران الكريم لاستمر الخلاف ينتقل الينا بالتواتر ولكن ما زُعم من خلاف لم يتسلل الينا بالتواتر فلم نسمع رجلا يتلو ايات مختلفة عن مصحف عثمان وينسبها الى مصحف علي او عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما

ان التواتر ليس في القرآن الكريم وحده فقد تواتر الناس أيضا على امور عبادية أخرى وهي كانت الحجج التي يعتمد عليها القرآنيون للتصدي لأصحاب مدرسة الحديث فالصلاة والحج والزكاة كان الناس يعملونها على وفق التواتر المعهود من النبي قبل كتابة الاحاديث وتدوينها وهي حجة لم يستطع اهل الحديث الرد عليها ونحن نقول انها السنة النبوية الشريفة فالمسلمون صلوا كما كانوا يرون رسول الله يصلي جهرا وخفية وكانوا يحجون لان النبي قال لهم خذوا عني مناسككم وغيرها من الأمور الأخرى غير إن بعض القرآنيين تمادى في رأيه وبدأ يشكك بهيئات في الصلاة تواتر الناس عليها بحجة وجود اختلافات فيها وهو الجلوس الى التشهد وثانيا انها كانت افعال مخفية ولكن نسي أصحابنا ان الاختلافات لم تقتصر على التشهد وصيغة الصلاة على النبي (الصلاة الابراهيمية) التي ينكرونها لعدة اسباب وهي كيف ان الله تعالى يأمرنا أن نصلي على النبي ومن ثم نقول له (اللهم صل على محمد) والامر الاخر ان الله تعالى قال (واقم الصلاة لذكري) وبالتالي لا يمكن ذكر أي شخص مع النبي والامر الاخر ( ان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا)

نقول ان الاختلافات في المتواتر لا تقتصر على ما كان يقوله النبي في التشهد فقط بل تمتد لتشمل اركان وهيئات اخرى من الصلاة فالوقوف للصلاة عن طريق سبل اليدين او وضع اليمنى على اليسرى هو محل خلاف ايضا وتكبيرة الاحرام ورفع اليد الى أي مستوى هو محل خلاف ايضا ورفع اليد من عدمه في التكبيرات من الانتقال من ركن الى اخر في الصلاة هو محل اختلاف فلماذا اذا تقرون بهيئات واركان الصلاة رغم الاختلافات التي اثيرت حولها في كتب الفقه والرواية وفي المتواتر ايضا .وتنكرونه بصيغ التشهد ؟!!

بل ان الجلوس الى التشهد والركوع والسجود لن يصح معهما أي تواتر لان الناس كانوا يرونه راكعا ساجدا جالسا للتشهد ولكن لم يكونوا يسمعون ما يقول حتى في الصلاة الجهراء وبالتالي فان أي تواتر عن النبي في مسالة ما كان سيقوله سيبطل بحسب دليلهم هذا وبالتالي كان من الاجدى ان يركع المسلمون ويسجدوا ويجلسوا للتشهد بدون ان ينبسوا باية كلمة بل فقط للتأمل !!!!

ولكن هذا مبدأ سقيم ولا تستقيم معه امور الصلاة ان ما ورد بقول النبي في التشهد للصلاة وان ورد بصيغ تختلف بعضها عن بعض الا ان الصيغة العامة للتشهد هي هي عند كل الفرق الاسلامية باختلاف رواتهم وتعدد طرق نقلهم فهي

أ‌- الثناء على الله

ب‌- السلام على النبي والملائكة والصالحين

ت‌- الشهادة

ث‌- الصلاة الابراهيمية

 

ولكن الخلاف بين تلك الفرق والطوائف الاسلامية بعبارات قليلة او تقديم وتاخير بعض الكلمات حتى في داخل الفرقة الواحدة نفسها التي تروي صيغ التشهد تلك باكثر من طريق وان اختلاف طرق النقل واختلاف الرواة ينفيان نفيا مطلقا ان يكون هذا الأمر قد دس على الصلاة او زيد فيها وتم التلاعب فيها حالها كحال القرآن الكريم ولكن الاختلاف بينها وبين القران الكريم ان الصلاة كانت بابا للدعاء يكثر المرء فيه من الدعاء او يكثر فيه من الثناء على رب العباد فالكلام في التشهد او الدعاء بعد التسبيح في السجود لم يكون توقيفيا وبالتالي حصل بعض الاضطراب بنقل صيغ التشهد دون المساس باركانه الموضحة من قبل