كفانا ضياعاً

الحديث في العموميات بشأن انجاز تقدم في حياتنا من قبل المرشحين لن يجدي شيئاً، نحن بحاجة إلى مرشحين وقوائم انتخابية لديهم رؤية مبرمجة، يعني برامج عمل مبنية على علوم متخصصة في نقل المجتمع من حالة العيش على عوائد النفط إلى بلد منتج زراعياً وصناعياً وخدمياً وصحياً وتربويا!
النفط ناضب، وإن لم ينضب فالإنسانية ستتخطاه لاحقاً إلى طاقة مستدامة،ونهرا دجلة والفرات وبقية منابع انهارنا يتحكم بها الجوار،نحن بحاجة إلى منابع طاقات غير النفط، الإنسان المتقدم، إسرائيل موازنتها ضعفي موازنتنا، برغم ان تعداد سكانها اقل من ربع سكاننا، انهم يعملون على انتاج انظمة متقدمة يستعين بها الشرق والغرب.
السعودية على ايام الملك فهد بدأت تنتج الحبوب ومنتجاتها تغرق اسواقنا، حتى الزراعية!! ونحن بلاد الرافدين!! فالزراعة عندنا تراجعت من نسبة 23% من الدخل الوطني إلى 10%, والصناعة من 10% إلى 2%، فقط وكلاء الرأسمال الأجنبي ينشطون فيما مصانعنا وطاقاتنا على أية صناعة تحويلية تصدأ وتدمر أو تجبر على الهجرة!
من لديه برنامج يبني بيوتا لنا لكن ليس على طريقة مشروع بسماية الذي قيل انه استثماري، لكنه بدا مقاولة، وفقاً للتشخيص الصحيح للدكتورين احمد الجلبي ومهدي الحافظ!
تحريك عجلة الاقتصاد وبدء القطاع الخاص بالعمل المثمر، نسمع به كثيراً، لكن في الواقع العملي هناك معوقات عملية كثيرة، بدءاً من عدم تنفيذ نظام النافذة الواحدة لتسجيل الشركات، وانتهاء بنظام مصرفي متخلف، وقيود على الأقراض والاستثمار بعيدة عن روح العولمة، بل حتى الطموح في تشجيع المستثمرين، كما هو حال "الرفاق" في الصين!!
نحن لسنا بحاجة للدعاء فقط، إنما بحاجة لعقول تحرك الاقتصاد وتؤمن بالحريات، ندعو لها بالتوفيق، ولن ندعو بالتوفيق لمن لا يملك اي اختصاص، او من كذب علينا طويلاً وسرقنا في ظل التأجيج الطائفي والمناطقي؟
ترى هل سنذهب للانتخابات ونصوت لمن يصدق في خدمة الوطن والشعب، أم نظل اسرى الطروحات الطائفية والمناطقية والعشائرية وخطب الشعارات الحماسية؟مع ادراك حقيقة ان مسؤول السلطة التنفيذية لا يمتلك عصا سحرية، وان الكثير ممن يعملون في السلطة التنفيذية عملوا ضد ثورة 14 تموز، وضد اخوة المكونات القومية والمذهبية، انهم يعملون ضد الدستور وقيم المواطنة في بناء الدولة المدنية الديمقراطية.